يشهد العراق اليوم الخميس ثلاثة أحداث مهمة على صعيد التفاعلات السياسية في هذا البلد حيث بدأت محاكمة الصحافي منتظر الزيدي بتهمة رمي الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بحذائه حيث يقوم 25 محاميا بالدفاع عنه بينما طالب المدير العام لقناة "البغدادية" التي تشغله ببرائته مؤكدا أن عمله جاء تجسيدا لحرية التعبير.. بينما تعلن مفوضية الإنتخابات النتائج النهائية لإنتخابات مجالس المحافظات في حين يصوت مجلس النواب لإختيار واحد من متنافسين إثنين لرئاسته وسط إحتمال تقديم مرشحين آخرين في حال عدم تم ذلك اليوم.
25 محاميا يدافعون عن الزيدي ومديره يدعو لبرائته
مثل الصحافي في فضائية البغدادية العراقية منتظر الزيدي المولود في 15 كانون الثاني (يناير) عام 1979 امام المحكمة الجنائية المركزية التي تقع بالقرب من المنطقة الخضراء وسط بغداد والمسؤولة عن المتهمين بقضايا ارهاب بتهمة رشقه بوش بحذائيه خلال زيارته الى بغداد قبل انتهاء ولايته أواخر العام الماضي. وقد ترأس جلسة محاكمة الزيدي القاضي فائق العليان الذي امر في بداية الجلسة بفك وثاق الزيدي . واكد صحافيون يتابعون المحاكمة انم الزيدي بدا بصحة جيدة ومعنوياته عالية حينما ساله القاضي عن اسمه وعنوانه ومهنته . وابلغ صحافي عراقي يتابع أجراءات محاكمة الزيدي ان السلطات العراقية منعت الصحافيين من استخدام الات التصويت الفوتوغرافية او التلفزيونية خلال الجلسة . واضاف ان دفاع فريق محامي الزيدي البالغ عددهم 25 محاميا سيقدم لائتحة دفاع تركزعلى عدم وجود مادة في القانون العراقي تحاسب على قيام الزيدي برمي حذائه في وجه بوش .
ومن جهته اشار المحامي ضياء السعدي رئيس فريق الدفاع في تصريح له الى انه التقى الزيدي أمس فوجد معنوياته مرتفعة "وشرحنا له كيفية حضوره للمحكمة حين ينادون عليه ويدخلوه و يطلبون منه التحدث عن الواقعة والكشف عن تقارير واوراق الدعوى منها عدم وجود محضر للحذاء بسبب القيام باتلافه". وقال "كانت معنويات منتظر عالية ومستعد للمثول امام المحكمة ومؤمن بعدالة قضيته ويعلق املا كبيرا على براءته لانه لم يحاول قتل الرئيس السابق بوش و انما اراد ان يعبر عن رأيه"" . واضاف وقال انه بالنسبة لفريق الدفاع فان "فعله يدخل في اطار التعبير عن الرأي ورفض الاحتلال العسكري الاميركي للعراق الذي ادى الى خراب وتدمير واضطهاد دولة العراق وشعبه واستقلاله وسيادته". واوضح ان "فعل الزيدي ليس قتلا او شروعا في القتل لان الاداة المستعملة وهي الحذاء لا ترتقي الى وسيلة جرمية تحقق القتل او الشروع فيه وبالتالي ليس من العدالة اجراء محاكمته على انه قاتل او شرع في قتل الرئيس الاميركي بوش وان فعله عندما قذف بحذائيه بوجه الرئيس الاميركي بوش قصد به الاهانة والاهانة قد تكون فعلا او قولا او اشارة".
والاسبوع الماضي رفضت محكمة التمييز الاتحادية العراقية تغيير التهمة الموجهة الى الزيدي من الاعتداء على رئيس دولة اجنبية إلى اهانة رئيس الدولة وهو ما سيعرضه الى السجن 15 عاما . وكانت هيئة الدفاع قدمت لائحة الى محكمة التمييز الاتحادية طالبت بموجبها تغيير الوصف القانوني من المادة القانونية 227 والتي تتضمن الاعتداء على رئيس دولة اجنبية الى المادة 223 والمتضمنة اهانة رئيس دولة اجنبية . وتنص المادة "223 ف2" على انه يعاقب بالسجن لمدة لاتتعدى العامين او بالغرامة إذا ارتكبت اهانة ضد رئيس دولة أجنبية أثناء وجوده في العراق بينما تشير المادة 227 الى اصدار حكم بالسجن لمدة تتراوح بين 7 و15 عاما على مرتكب "جريمة" الاعتداء على رئيس دولة اجنبية خلال وجوده في العراق .
وكان الصحافي منتظر الزيدي الذي يعمل مراسلا قناة البغدادية العراقية التي تبث من القاهرة قد رشق بوش بالحذاء خلال مؤتمر صحافي مشترك كان يعقده في بغداد مع رئيس الوزراء نوري المالكي في الثالث عشر من كانون الاول (ديسمبر) الماضي . وأعلن المالكي أنه"سيتنازل عن حقه الشخصي في قضية الزيدي لكن لن يتنازل عن حق الدولة العراقية وضيفها في مقاضاة الزيدي عن تصرفاته".
ومن جهته وجه مالك قناة البغدادية عون حسين الخشلوك رسالة الى قضاة المحكمة طالب فيها ببراءة الزيدي وقال " انتم تقفون اليوم في دار العدالة العراقية تحاكمون العراقي مراسل البغدادية منتظر الزيدي على فعل لم يعد قضية جنائية او جنحة يصفها قانون بل قضية ودلالة اخذت ابعادا وطنية ودولية". واكد ان الزيدي يتمتع "بحسن السيرة ووطنية الانتماء ونقاء السريرة وكان بحكم عمله يعيش مع العراقيين ويدخل بيوتهم ويطلع عن قرب على معاناتهم وماسببه الاحتلال من ماس وما انتجه من ارضيات صالحة لنمو الجريمة والفساد وكان مدججا بالغيرة والحمية على اهله وشعبه مشحونا بكل معاني الرفض للاحتلال وممارساته بوضوح حاد ودون نفاق او تردد ولذلك كان ماقام به ردا تلقائيا منسجما مع هذا التراكم الانساني والوطني الذي اتصف به دالا دلالة صريحة حية صارخة على الاحتجاج والتعبير السلمي عن رفض الظلم والاذلال الذي طال ابناء بلده".
واشار الى انه "وفق هذا المنظور ستقف المحكمة امام مازق تحليل الفعل ونتائجه ودلالاته في زمن يشهد استقلال القضاء العراقي ونزاهته وبعده عن الانتقام او التصفية السياسية وامامنا وامامكم الفرصة الوحيده للنظر الى فعل منتظر الذي دخل التاريخ الانساني بوصفه تعبيرا عن الراي والثورة ضد الظلم ورفض الاحتلال" . وقال "ان الحكم ببراءة منتظر الزيدي والنظر الى ما قام به على انه امر تلقائي مشروع في اطار حرية التعبير وضمن مناخ الحرية والديمقراطية اللتين تشهدهما بلادنا يعتبر يوما للعراق ودالة مضيئة على جدية وصدقية التحول الذي يشهده، وانا على يقين بانكم ستضعون ذلك في حسبانكم لتعزيز نزاهة القضاء وعدالة وحيادية اجراءاته واعتبار مصلحة الوطن العليا وتاثير الراي العام والظروف المعقدة التي شهدتها بلادنا لتدخلوا التاريخ الانساني مثلما دخله منتظر بوصفه ثائرا وانتم تقراون قرار براءة منتظر امام احرار العراق والعرب والعالم ليصبح يوم المحاكمة يوما مهيبا خالدا ورمزا للحرية والعدالة.
وكان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر قد طالب القضاء العراقي والحكومة العراقية الاسبوع الماضي باطلاق سراح الزيدي معتبرا عدم تنفيذ ذلك "وصمة عار في جبينها". وقال انه بعد زوال كبير الشر والارهاب بوش فانه يطالب بالافراج الفوري عن "الاخ منتظر الزيدي" وقال انه جسد احدى صور المقاومة القلبية والوطنية المعبرة عن رأي وشعور العراقيين الذين يعانون من وجود الاحتلال على ارضهم وسيطرته على ثرواتهم ودمائهم . واضاف "ادعو ما يسمى بالقضاء العراقي والحكومة العراقية الى ان تكون على قدر من المسؤولية وتفعيل دورها الوطني والثوري والافراج عن هذا المظلوم " والا ستكون وصمة عار في جبينها".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية