قال مسؤولون في طالبان في مقابلات منفصلة في الأيام الأخيرة إن حركتهم مستعدة للجولة الثانية من المحادثات مع الولايات المتحدة، ربما هذا الشهر، والتي من المرجح أن تركز على تبادل السجناء، وإجراءات بناء الثقة، وسبل الانتقال من اجتماعات الأبواب الخلفية الى المفاوضات الرسمية.
ومتحدثين بشرط تكتم هوياتهم لأنهم غير مخولين الحديث لوسائل الاعلام سرد مسؤولو طالبان تفاصيل اجتماع عقد في يوليو تموز مع أليس ويلز، كبيرة مبعوثي واشنطن الى المنطقة.
وقال أحد المسؤولين إن لاجتماع انتهى بخطة للقاء مجددا في سبتمبر أيلول. ورفضت الولايات المتحدة تأكيد أو نفي عقد هذا الاجتماع.
وأكدت الحكومتان الأفغانية والأمريكية على أن أي محادثات بشأن مستقبل البلاد يجب أن يقودها الأفغان، في حين يقال إن المحادثات المباشرة بين واشنطن وطالبان - وهو المطلب القديم للحركة - هي بمثابة خطوة مرحلية نحو محادثات أفغانية - أفغانية. وسعت طالبان الى اجراء محادثات مباشرة لتهدئة المخاوف الامريكية بشأن مشاركة طالبان في مستقبل أفغانستان إضافة الى وجود حلف شمال الأطلسي ( الناتو) والولايات المتحدة في البلاد.
المسؤولون الذين تحدثوا لأسوشيتد برس من قطر حيث افتتحت طالبان مكتبا سياسيا لها، قالوا إنهم بانتظار أن تحدد واشنطن موعد لقاء ثان.
وأضافوا أنه خلال اجتماع يوليو تموز طالبت طالبان بالاعتراف بمكتبها السياسي في الدوحة، إضافة الى وضع حد للقيود المفروضة على زعمائها قبل بدء أي مفاوضات رسمية.
وكررت طالبان مطلبها منذ فترة طويلة بالإفراج عن سجنائها في أفغانستان، مدعية احتجاز نحو ألفين.
ولطالما كانت واشنطن تطالب بالإفراج عن السجناء الذين تحتجزهم طالبان، بمن فيهم الأمريكي كيفين كنغ، والأسترالي تيموثي ويكس، وهما أستاذان في الجامعة الأمريكية بكابول، اختطفا في أغسطس/آب 2016 أثناء عودتهما إلى مجمعهما.
من ناحية أخرى، قال مسؤولو طالبان إن المحادثات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان تمر بمرحلة أولية، ولا تزال تبحث أبسط التفاصيل مثل أجندة المحادثات الرسمية وأين يمكن إجراء تلك المحادثات ومن سيشارك فيها.
لكن مسؤولي طالبان قالوا إن اجتماع يوليو/تموز شمل مجموعة من القضايا تراوحت بين طلب أمريكي لوقف إطلاق النار لمدة شهرين للسماح بإجراء انتخابات برلمانية سلمية مقررة الشهر المقبل في كابول إلى زيارة لمسؤولين من طالبان للسجناء المحتجزين لدى الحكومة. ولم يتم التوصل إلى اتفاق على أي منهما.
وقال مسؤولو طالبان إن تفاصيل اجتماع يوليو/تموز تم تقاسمها مع ممثل مجلس قيادة طالبان نور الدين الترابي الذي سافر الى قطر لحضور المؤتمر. ولم يتضح من أين سافر الترابي، لكن يعتقد أن مقر مجلس القيادة في باكستان، رغم إنكار إسلام آباد توفيرها ملاذات آمنة للمتمردين.
خلال فترة حكم طالبان التي انتهت في عام 2001 مع الغزو الذي قادته الولايات المتحدة، كان الترابي يشغل منصب وزير للعدل وكذلك منصب وزير "حماية الفضيلة وقمع الرذيلة" مرهوب الجانب.
(أ ب)
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية