لم تكد تمضي فترة قصيرة على "مقتلة" القامشلي التي لقي فيها 13 من عناصر الأمن العسكري مصرعهم.. حتى جاء الرد "الرسمي" من قبل النظام، على لسان محافظه في الحسكة "اللواء الطيار جايز الموسى".
فقد قال "الموسى" إن قوات الأمن التابع لـلإدارة الذاتية (أسايش) حولت إحدى حواجزها إلى كمين لمجموعة من مخابرات النظام، وإن الكمين تم بـ"تخطيط أمريكي".
وبشكل غير مباشر، أقر محافظ الحسكة أن مخابرات نظامه تقف وتخضع للتفتيش على حواجز "أسايش"، قائلا إن دورية المخابرات العسكرية "أوقفت كالمعتاد للتفتيش"، في سلوك لا يمكن للسوريين استيعابه، وهم الذين اعتادوا أن مخابرات نظامهم تفتِش (بكسر التاء) ولا تُفتَش (بفتح التاء) وتوقِف ولا يتم إيقافها، وتَسأل ولا تُسأل.
ورغم أن حديث "الموسى" لم يستمر سوى دقيقتين تقريبا، فقد كان كلامه مليئا بالتناقض الذي يصل حد "التعفيس"، فمن جهة قال إن مخابرات نظامه قاموا بـ"الرد العنيف" على "أسايش"، ومن جهة عقب سريعا: "مما أدى إلى استشهاد عدد من أبطال الجيش العربي السوري"، وهنا يتساءل البعض كيف لو كان رد مخابرات النظام غير عميف، كم كان يمكن أن يسقط صريعا في تلك المواجهة؟!
ورغم أن "الإدارة الذاتية" وكل ما يعلوها أو يحيط بها، بدءا من "حزب الاتحاد الديمقراطي" ومرورا بـ"أسايش" ومليشيا وحدات الحماية.. رغم أن كل هؤلاء أعداء ألداء لتركيا، يبادلونها وتبادلهم مشاعر البغض الدفين، فإن "الموسى" جاء في حديثه بسابقة لم ينافسه فيها أحد، حين وصف "أسايش" بأنهم "يدورون في فلك تركيا".
وكما يخلط محرك السيارة المعطل الزيت بالماء، عاد "الموسى" ليخلط في حديثه، فوصف "أسايش" بأنهم يتعاطون مع "التكفيريين"، محاولا نسف كل الصورة التي يقدم بها هؤلاء أنفسهم وتقدمهم به واشنطن من أنهم "محاربو التطرف والتكفير" العنيدون.
وادعى محافظ النظام أن "أسايش" حاولت تقديم الاعتذار عما حدث، معقبا: "نحن لا نقبل بهذا سيتم الرد بالأعنف.. وسنعيد كل نقطة دم بعدد كبير من القتلة الخارجين عن قوانين الجمهورية العربية السورية".
ونفى "الموسى" وجود أي مفاضات مع "أسايش" بشأن الحادثة، خاتما حديثه بالقول: "نحن مصنفين من يعمل مع أمريكا أنه مجرم وأمريكي ويعمل مع التكفيريين، وهؤلاء معروفين من قبلنا وسيتم العمل العسكري في المنطقة إن شاء الله قريبا لأخذ الثار ولقتل هؤلاء الأوغاد".
وصباح يوم السبت، شهدت القامشلي اشتباكا بين مجموعة من مخابرات النظام العسكرية وحاجز لـ"أسايش" سقط بفعله 13 قتيلا للنظام، أقرت الصفحات الموالية بمصرعهم وذكرتهم بالأسماء الصريحة، وسمت مناطقهم، ليتبين أنهم كلهم (باستثناء واحد) يتحدرون من مناطق المولاة الطائفية.
وكانت "زمان الوصل" أول من انفرد بنشر معلومات تفصيلية عن سيرة "الموسى" وتاريخه الإجرامي، وصفات شخصيته بكل ما فيها من وضاعة وانتهازية.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية