رأت كل من الغارديان والديلي تيلجراف في الحديث الذي أجراه الرئيس السوري بشار الأسد مع محرر الغارديان للشرق الاوسط علامات على التجاوب السوري مع الإدارة الأميركية وجهود السلام وان بدت الغارديان اقل حذرا في تفاؤلها في قرائتها المتأنية للحوار.
كتب ايان بلاك محرر الغارديان للشرق الاوسط والذي اجرى الحوار، الذي تصدر المانشيت الرئيسي على صفحتها الاولى، ان سوريا تتوقع ان ترسل الولايات المتحدة سفيرا الى دمشق في المستقبل القريب، كتفعيل لدعوة الرئيس الأميركي باراك اوباما للانخراط في حوار مع البلدان التي تجنبتها ادارة بوش السابقة.
ويقول بلاك ان قرار الولايات المتحدة بارسال سفير الى دمشق من عدمه هو جزء من المراجعة السياسية امربها أوباما عند توليه منصبه. الا ان التفاؤل الذي غلف به بلاك عرض حواره مع الرئيس، تراجع في رؤية الغارديان في مقالها التحريري والذي جاء عنوانه مختصرا " الأسد يستجيب".
تقول الصحيفة ان مبيعات ممسحات الارجل التي توضع امام ابواب المنازل والمرسوم عليها نجمة داود والتي تسمح للسوريين التنفيس عن غضبهم تجاه اسرائيل، في كل مرة يدخلون او يخرجون فيها، قد ارتفعت خلال حرب غزة الاخيرة.
الا ان الصحيفة تشير الى ان " ما تطلق عليه سوريا موقفا ثابتا" والذي يتضمن التحالف مع ايران ودعم حزب الله وحركة حماس والعداء لاسرائيل ومناهضة سياسات الولايات المتحدة اصبح لبعض الوقت اقل انسجاما عما بدا عليه سابقا.
وتدلل الصحيفة على ذلك بعدد من المواقف التي اتخذتها سوريا مؤخرا ومنها:
مفاوضات السلام غير المباشرة مع اسرائيل برعاية تركيا.
قرارها بفتح سفارة في بيروت باتجاه الاعتراف بالسيادة الكاملة للبنان.
الاقتراب من الاتحاد الاوروبي ومواصلة مباحثات الشراكة السورية الاوروبية.
وتشير الصحيفة الى ان احداث غزة التي اوقفت تلك المسيرة، قد ابطأتها على الارجح فقط حيث كانت حكومات المنطقة تترقب تنصيب اوباما وهو ما حدث فعلا حيث عبر الاسد عن استعداد بلاده للاستجابة للبوادر التي تأتي من الادارة الجديدة. ورغم ان الغارديان ترجح وفقا للمعطيات الراهنة ان يكون مسار السلام السوري الاسرائيلي هو المهيأ اكثر للتوصل الى صفقة سلام، الا انها تحذر من ان ذلك " يتجاهل حقيقة ان في الشرق الاوسط الحديث هو بديل عن الفعل او وسيلة لتأجيله".
وحسبما ترى الصحيفة فلان ثمن استرداد مرتفعات الجولان مكلف بالنسبة لسوريا فيما يتعلق بارتباطاتها الاقليمية، فان دمشق ستفضل في كل الاحوال الانتظار حتى ترى آداء حزب الله في الانتخابات اللبنانية في حزيران.
أما الديلي تيلجراف فبدت اكثر تفاؤلا في قرائتها للحوار السوري واوردت مقتطفات كثيرة من كلمات الرئيس السوري الذي " رحب بعرض باراك أوباما للدخول في حوار مع البلدان التي كانت ادارة بوش تتحاشاها".
يقول الاسد "لا بديل عن الولايات المتحدة". وتأكيدا على اماله بتغيير رئيسي في سياسة الولايات المتحدة، تبرز الصحيفة ترحيب الاسد بزيارة الجنرال ديفيد بتريوس قائد القيادة العسكرية الأميركية المركزية الى دمشق لمناقشة ملف العراق وقضايا اخرى. يقول الاسد " نحن نرغب في الحوار مع الادارة الأميركية.
ونرغب في رؤيته ( بتريوس) هنا في سوريا".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية