أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

نساء دمشق .... مرهف مينو

وأنا أعبر شوارع مدينتي الجديدة طالعتني واجهات المحلات الفخمة والأبنية النظيفة ... الجميلات في كل مكان

- النساء هناك تنمو على الأشجار

هكذا أخبرني درويش  عند وداعه لي في محطة الباص .....

انتقلت حديثا إلى دمشق المدينة التي كنت أسميها في قصصي " الجميلة ولكن .... بعهر " , في كل زياراتي السابقة وعندما أنتهي من أعمالي البسيطة أتجول في شوارعها أجوب ساحاتها ,أتسكع على أرصفتها ... الوجوه.. دائما الوجوه كانت عندي هي الأهم

- بتعرف " المرا " ما بتبيّن إلا من رجليها

كنت دائما أتساءل كيف ؟

- يا سيدي من " بطة " الرجل " بتعرف شكل الجسم ولونه، ومن الكعب بتعرفها إذا نظيفة ولا لأ " و... أنت وخيالك ......

هكذا شرح لي رأيه درويش بكل بساطة , كنت أظن الأمر أعقد من ذلك ......

وصلت مبنى الجريدة مبكرا " قبل موعدي " كانت أدراج البناء مهترئة... لامعة .. مصقولة ...  وكأنها تخبر القادمين عن الراحلين  ... وضعت يدي على صلعتي كانت تشبهها ...

- يا أخي انتِ لأيمتى رح تضل دافن حالك هون

كنت أجيبهم بكلام عن الانتماء والحب والحجارة ..... الحجارة السوداء التي تميز مدينتي .

- والله شبعنا من هالحكي ..... ياأخي دمشق .... دمشق

قالها درويش وهو يمسح فمه بمنديلة الأبيض الرقيق ....

- لا تقلّي انتماء ..... انت هون مارح تعمل أي شيء , هنيك ياولد اللعب .......

وأشار بيديه وهو يرسم في الهواء بكفيه جسد امرأة

- والله هادا اللي انتِ فالح فيه .

كانت رائحة المكان تزداد وضوحا  كلما صعدت الدرجات , تلك الرائحة رائحة الورق والحبر حبر الجريدة كنت أشتمه من على بعد كيلو مترات ... طالعتني مكاتب التنك التالفة المرمية يمين وشمال الممر الطويل , استغربت من الهدوء المسيطر على المكان , كل الغرف مغلقة ... لم يقطع الصمت إلا صوت رنين الهاتف ربما من أحد تلك الغرف .... لوهلة انتابني شعور أنني في العدم .......

قطع الصمت صوت رجل يصرخ :

- يا ابن الكلب ..... والله لنسيك اسمك

للوهلة الأولى لم أدرك  مالذي يحدث أو أين أنا ...... حاولت أن افتح أحد المكاتب ولكن كان الباب مغلقا بقفل أسود صغير .... مررت أمام الأبواب زكمت أنفي رائحة البول المنبعثة من وراء باب مغلق... حاولت أن لا أصدر أي صوت أبدا , قررت أن أستكشف المكان أكثر, كانت بعض اللوحات النحاسية   على الباب قد أكلها الصدأ وبعضها الآخر مكتوب بخط اليد , حاولت أن أكتشف مصدر الصوت مجددا ...

كان مصدر الصوت  من آخر الممر اقتربت قليلا ... الباب موارب ... لم أرَ من خلال الفتحة الضيقة إلا مكتب قديم وبعض المصنفات وجهاز هاتف أسود عتيق كالذي اشتريته من سوق الحرامية الشتاء الماضي ... أيقظني صوت الشخص الذي في الغرفة وهو يسب أحدهم أعقبه صوت صفعة قوية :

- خدوه لهالكلب ارموه برّا .

لم أدرك الموضوع إلا متأخرا :

- مين انتِ ولا ؟

كان يكلّمني وعلى وجهه علامة غضب واستغراب ......

اختنقت الكلمات في حلقي ..... لم أسمع إلا حشرجتي ولم أرَ إلا نظراتي التائهة ....

كان المحقق. أدركت ذلك من لوحة أرابيسك قديمة قابعة على مقدمة مكتبه ..... كرّر السؤال

- مين انتِ ولا ......

عاد السؤال وبلهجة غاضبة اكثر .... قام من على الكرسي واقترب مني :

- مين بدك .....؟؟

- أنا .... أنا الموظف الجديد ..... بس مو عندكم أكيد ..... في خطأ أكيد ... مو هون الجريدة

 أجابني وهو يرجع إلى كرسيه ويرتشف آخر ما تبقى من كأس الشاي .... بصق على الأرض وهو يبتسم ابتسامة رجل اكتشف أنه استطاع إرعابي

- لا ياسيدي .... هون الفرع .... الجريدة فوق .....

لملمت نفسي المبعثرة أمامه بسرعة وهرولت نازلا الدرج وأنا أحمد الله أنه لم يفتشني ويقرأ القصة التي بجيبي ....

قررت الرجوع لمدينتي  و أن أخبر درويش أن نساء دمشق لم يعجبنني .

(143)    هل أعجبتك المقالة (142)

عامر ....

2007-08-20

والله تخنتها كلوا نقد للحكومة حتى بقصصك يا اخي والله المخابرات عنا ما في منهم وحبابين ولطاف كتير سأل كل اللي بيكتبوا بزمان الوصل بيجاوبوك متلي اما كلامك عن النساء جميل جدا لازم شوية سكس بقصص فيني اعرف السبب.


السوري ماغيرو .

2007-08-20

جميلة استاذ مرهف ..نابضة بالحياة والسخرية اللاذعة ..


أمل

2007-08-20

هذه إحدى قصصك التي لاتغادر الذاكرة..


زوزو

2007-08-20

حلو مينننننننننننننو.


الاغر

2007-08-20

ليش انتي دائما عم تفترى على الافرع انتي .....الله يجيرك من شي.............


هيثم

2007-08-20

مينو هل استطيع ان اعلق لك وردة على جيب قميصك واطبع قبلة على صلعتك التي تتباهى بها لك مني اشواق بحرارة ما تعيشون.


زورو2

2007-08-20

هلأ انتو بزمان الوصل عندكن اشايء حلوة بس ليه بتعيدوها ما بعرف.


عزام الحايك

2007-08-23

يا حبيبي انت يا مرهف بس صدقني متل الاطفال ما بتتاخدو على محل .. مرة اخدت معي همام على مديرية الاتصالات بالشام وما طولنا فيها اكتر من ربع ساعة .. وتعرقلكت شغلتنا متل العادة .. الا ربك جابها معنا وبعتلنا موظفة عليها القيمة .. اصلها حومصية ربك حميد تعاطفت معنا شوي ومشيت المعاملة بس همام تاني يوم راح نافضهم مقالة خربط الدنيا علينا .. يا اخي انتو الصحفيين والكتاب متل المخابرات روح قلبكن الاذى ...... سامحني مرهف ... عم امزح بس بحكي هيك من المحبة.


عزام الحايك

2007-08-23

مرهف كما عودنا على بلسم الكلمات .. تحية من القلب.


التعليقات (9)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي