أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

نصائح لبنانية في تدوير الزبالة وطحنها.. عبد الرزاق دياب*

سالم زهران

ربما سأل أحدهم كيف وصل هؤلاء إلى هذه الوقاحة في الحديث عن شعب مظلوم ومقتول ومشرد، وكيف يستطيع هؤلاء أن يُخرجوا كل هذا القيح والقماءة من أعماقهم دفعة واحدة ويقذفونها على شاشة التلفزيون الرسمي للنظام دون خجل أو خشية من أن يستقيظ ضمير مذيع أومحاور على حين غرة...أم أنهم يدركون مع من يتعاملون، ومدى الهامش الممنوح لهم بالحديث كيفما شاؤوا ووفق ما شاؤوا؟؟.

كيف تجرأ شخص بهذا الانحطاط كسالم زهران أن يصف الشعب السوري بالزبالة التي تحتاج إلى تدوير أم أن عقل مذيعة تلفزيون النظام كان يدور مع عقل زهران حول أن المقصود هنا هم (أهل إدلب) فقط، وهؤلاء هم العصابات التي تم تهجيرها مع منتسبي النصرة وبقية الفصائل الجهادية، وهؤلاء مسموح شتمتهم وطحنهم وقتلهم وفق زهران؟؟

حديث زهران توسع إلى أبعد من ذلك حيث كل اللاجئين يجب إعادة تربيتهم من الأهل إلى الأولاد لأنهم لا يعرفون النشيد الوطني ولا اسم رئس الجمهورية، وهذا يعني أنهم يجب الحجر عليهم وإعادة تنسيبهم إلى الطلائع والشبيبة، وتدويرهم وطحنهم ومن ثم طمرهم.

من أعطى هؤلاء اللبنانيين الحصانة في شتم السوريين على شاشتهم (الوطنية) دون هوادة، وهم في نفس الوقت يسومونهم سوء العذاب في مخيمات الذل على أرضهم، ويكيلون لهم التهم البغيضة التي وصلت بتلفزيون mtv ليتهمهم بنشر السرطان في بلد عاجز عن التخلص من زبالته، ويرمي بها في دمشق على هيئة محللين سياسيين وقادة كشف كما يسمي نفسه زهران؟.

ومن ثم ألا يوجد سوري واحد في هذا المكان المسمى تلفزيون يمتلك من الشجاعة في التعبير عن رفضه لهذه الإهانات بحق شعب كامل ينتمي إليه على الأقل في بطاقته الشخصية..أم أن جماعة زهران باتوا يحتلون مواطن الذكورة والرجولة لدى هؤلاء؟.

ثم لماذا هذا الحقد الأعمى على كل ما هو سوري، ولماذا هذه النظرة الاستعلائية وكأن السوريين كانوا قبل قدوم عصابة الأشرار ومن أتى بها يذهبون للعلاج في مشافي بيروت من أمراضهم النفسية والسيكولوجية، وليس لبنان الفينيقي الكبير هو من كان يأتي للتسوق من دكاكين دمشق، وينير منازل الضاحية الجنوبية وبعلبك وآخر معسكر (للمقاومة) من كهرباء السوريين شبه المجانية.

لقد شرد سادة زهران السوريين في كل مكان في الأرض حتى تلك البقعة المسماة لبنان، وطحنوا الملايين إما قتلاً واعتقالاً وتشريداً، ومن ثم يطالبون اليوم بإعادتهم إلى حلقات طلائع البعث ومدرسته النضالية في الذل والطواعية.

لن يعود السوريون إلى حلقات الدبكة والتصفيق، ما يجري حالياً من تطويع وإرغام تحت البسطار والنار، وبدعم قوى كبرى لن يزيد هذا الفحم المحروق سوى صلابة التحول إلى ألماس نفيس، ولكن وفق نظرية التحول الطبيعي التاريخي للشعوب التي لا يفهمها زهران وسادته.

*من كتاب "زمان الوصل"
(220)    هل أعجبتك المقالة (193)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي