احتفت وسائل إعلام النظام بالفنان الأردني من أصل فلسطيني "أدهم النابلسي" كضيف كبير بعد أن أحيا حفلة جماهيرية في المسرح المكشوف في مجمع "دمر" الثقافي، ووفق وكالة النظام (سانا) فقد أطلق الفنان المذكور أغنيته الجديدة (حدك الكون)، وعددت الوكالة الرسمية مجموعة من الأغاني المعروفة للفنان.
"سانا" لم توفر حضور الفنان الفلسطيني للدعاية للنظام السوري، حيث عبر في لقاء معها عن تمنياته بعودة الاستقرار والأمان: (وأكد الفنان الأردني أن سوريا بلده الثاني وأنه شعر أنه لم يغادر بلده معبرا عن الشكر والتقدير للشعب السوري على استضافته ومتمنيا عودة الأمن والاستقرار في أقرب وقت إلى كل أنحاء سوريا).
كذلك احتفت كل من جريدتي "الوطن" و"الثورة" بـ"النابلسي" وتداولتا تصريحاته لوكالة "سانا" التي عبر فيها عن حبه لسوريا وتمنياته لها بالاستقرار والأمان القريب، ولكن ما فات وسائل إعلام النظام ووزارة ثقافته هي أن الفنان الأردني قدم قبل أربعة أيام من حفلته بالعاصمة دمشق حفلاً كبيراً في مدينة حيفا الفلسطينية بالرغم من كل المناشدات الفلسطينية والأردنية الداعية لعدم التعامل مع سفارة الاحتلال.
ووفق ما نقله الصحفي الفلسطيني "راشد عيسى" في مقال نشره في صحيفة "القدس" العربي، فإن الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية أدانت في بيان لها حفل "النابلسي" في حيفا واعتبرته "مشاركة تطبيعية بغض النظر عن النوايا".
وزارة ثقافة النظام السوري كعادتها تعيش في غيبوبة عما يجري من حولها، ورداً على ما ورد قالت في بيان لها إن الموافقة على الحفل كانت قبل أربعة اشهر، وأنها لا تعلم عن حفلته في "حيفا"، وأن "الهيئة العامة لدار الأسد ساهمت فقط بتقديم المسرح ولا علاقة لها باستقدام النابلسي وتنظيم حفلة دمشق".
ونقلت صفحات موالية للنظام على مواقع النظام مباشرة وفي مقاطع مقتضبة ما جرى في حفل "النابلسي" من تفاعل كبير للجمهور والمعجبات اللواتي تجاوزن المسرح لالتقاط صور السيلفي، والخروج الصعب للفنان من صالة المسرح بسبب كثافة المعجبين.
ما حصل في دمشق يشي بما تعانيه مؤسسات النظام من غيبوبة عن كل ما يجري في محيط البلد، وما بات يعنيها بالضبط هو استجلاب ما يحسّن من صورة النظام وما يحسّن من ولائها..أم أنها غيبوبة مقصودة وتطبيع يمكن نفيه ببيان سخيف؟.
ناصر علي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية