خرج آلاف الألمان في مدينة "كمنتس" في ولاية "ساكسونيا" أمس في مظاهرة حاشدة ضد اليمين المتطرف والدعوات العنصرية التي ينادي بها ضد الأجانب، ورفضا لأعمال الشغب والعنف، ودفاعا عن اللاجئين والمهاجرين في ألمانيا.
وقدر المنظمون عدد المتظاهرين بحوالي 65000 ألف متظاهر توجهوا إلى مدينة "كمنتس" من مختلف المدن الألمانية تلبية للدعوة و(الوسم) الذي أطلق على مواقع التواصل الاجتماعي "wirsindmehr" وتعني (نحن أكثر) في إشارة إلى التفوق العددي على المتطرفين واليمينين، وهو "وسم" أطلقته إحدى الفرق الموسيقية الألمانية الشهيرة معلنة عن عزمها إقامة حفل فني كبير في "كمنتس" ردا على احتجاجات وأعمال الشعب التي جرت في المدينة الأسبوع الفائت من قبل أنصار وموالي اليمين المتطرف عقب مقتل مواطن ألماني من أصل كوبي.
مظاهرات "نحن أكثر" لم يغب عنها تفاعل وتضامن اللاجئين السوريين في ألمانيا إن كان من خلال مشاركة البعض منهم في التظاهرة أو من خلال نشر "الوسم" والتضامن مع الحملة التي ترفض التمييز والعنصرية الممارسة ضدهم من قبل أتباع اليمين المتطرف.
وأكد الناشط السوري في ألمانيا "يوسف الزيتون" الذي يشرف مع نشطاء آخرين على إدارة أكبر مجموعة للتواصل الاجتماعي في ألمانيا (البيت السوري في ألمانيا)، أن الكثير من اللاجئين السوريين تفاعلوا مع الوسم الذي وجدو فيه دعوة من قبل الغالبية العظمى من الألمان للتضامن معهم ضد موجات التطرف والعنصرية التي تنامت بعد أحداث "كمنتس" الأخيرة.
وأضاف الزيتون لـ"زمان الوصل" أن تظاهرة "نحن أكثر" الرافضة لليمين المتطرف في "كمنتس"، أعادت الطمأنينة الى نفوس اللاجئين السوريين وغيرهم من الأجانب، بعد أن تعمد هؤلاء المتطرفين إلى زرع الخوف والقلق على صفحات التواصل الاجتماعي، وهو ما أثر سلبا على الحياة اليومية للكثير من اللاجئين وانعكست على دراستهم وأعمالهم.
كما انتقد "الزيتون" فتور تعاطي الإعلام الألماني الناطق باللغة العربية مع تظاهرة الأمس ضد اليمين المتطرف، في الوقت الذي تصدرت أحداث الشغب التي قام بها أنصار اليمين المتطرف نشرات الأخبار في تلك المواقع والقنوات.
ودعا "الزيتون" بعض مواطني الجالية العربية القديمة في ألمانيا إلى الوقوف بصف اللاجئين وليس بصف أحزاب اليمين التي تدعو إلى طرد اللاجئين والأجانب.
ونوه إلى دعم نظام الأسد لأنصار اليمين المتطرف والتحريض على اللاجئين السوريين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
وأكد الناشط الحقوقي وعضو الحزب الاشتراكي الألماني "فادي موصللي" أن تظاهرة "كمنتس" أكدت الانتصار للقيم الألمانية الديموقراطية التي تدعو إلى التنوع والتعدد الثقافي ورفض اليمين المتطرف الذي هو في طريقه للانحسار، وأن ما حدث في "كمنتس" هو سحابة صيف عابرة لا أكثر لم يكن سببها فقط مقتل المواطن الألماني والذي كان الشرارة لها، وإنما السبب الأبرز وفق رأي "موصللي" هو زيارة "بوتين" الأخيرة إلى ألمانيا واقتراحه إعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، وهو ما استغله أنصار اليمين المتطرف بعد حادثة "كمنتس" للدعوة مجددا لطرد اللاجئين والأجانب وزرع الخوف والقلق في نفوسهم.
وكانت مدينة "كمنتس" في ولاية "ساكسونيا" شرق ألمانيا قد شهدت الأسبوع الماضي أحداث عنف وشغب على خلفية مقتل مواطن ألماني من أصول كوبية واتهام لاجئين سوري وعراقي بارتكاب الجريمة.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية