أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

المصادر تخبرنا والسجلات تؤكد لنا.. كيف سقط "ساموراي" القرداحة ومجرمها العاتي "أبو علي سلهب"؟

سلهب وأدناه صورة له مع تاجر المخدرات نوح زعيتر - زمان الوصل

رغم التعتيم الذي فرضه ذووه ومليشياه على ظروف مصرعه، ورغم الإهمال شبه الكلي الذي لف إعلام النظام حيال نبأ مقتله، فقد استطاعت "زمان الوصل" الحصول على معلومات توضح ملابسات مقتل "محمد سلهب"، الملقب "ابو علي سلهب"، والمعروف بكونه واحدا من أكثر رجل العصابات إجراما في القرداحة وعموم سوريا.

وعلمت جريدتنا من مصادرها الخاصة أن "سلهب" سقط قبل يومين برصاص دورية للنظام كانت تتعقبه أثناء محاولته تهريب كمية كبيرة الحشيش المخدر، حيث اشتبكت معه وأردته قتيلا في منطقة برزة في شمال دمشق، وهي المنطقة التي يجاورها –من ضمن ما يجاورها- حي كبير من العشوائيات غالبيته من موالي النظام الطائفيين، يسمى "عش الورور".

*الأصل والظل
نزل نبأ مصرع "سلهب" على رفاقه في الإجرام كالصاعقة، لاسيما "بديع سعيد" الملقب بـ"الخال"، الذي تشارك مع القتيل بعدة صفات، فضلا عن كونهما ابنا القرداحة وقياديان بارزان في مليشيا "درع الأمن العسكري".

وتقول مصادرنا إن "سعيد" يعيش حالة من الغضب الكبير على مقتل "زميله" بهذه الطريقة المهينة، التي لم تقم أي وزن لــ"تضحياته" وخدماته (أي تضحيات وخدمات سلهب)، كما إنها تبعث برسالة تحذير إلى "سعيد" نفسه بأنه غير محصن من أن يلقى نفس المصير.
ولهذا، فإن "سعيد" قد توعد بتعقب ومعاقبة من قتل "سلهب"، معبرا عن ذلك بسيل من السباب والشتائم، نعتذر عن نقلها، كما وردتنا.
ويبدو أن اللحظة الأخيرة في مشوار "سلهب" كانت بالفعل تتوافق مع سيرة حياته، وتتلائم إلى أبعد الحدود مع ما يمكن أن نسميه "نهاية تاجر مخدرات"، لم تفلح كل ظروف الحرب وامتشاقه السلاح وحمله جهاز اللاسلكي ووقوفه على الجبهات أمام الكاميرات.. لم تفلح في محوها أو إخفائها، فبقي "أصل" الرجل تاجر مخدرات، حتى ولو بدا "ظله" في هيئة محارب، لقب نفسه ولقبه أتباعه المستفيدون منه بلقب "الساموراي".

ففي سجل "سلهب" الجنائي الرسمي الذي بحوزة "زمان الوصل" عدد غير قليل من الجرائم، من بينها السلب والتهريب والسرقة، فضلا بالطبع عن حيازة المخدرات، وهو بهذا السجل يثبت ما شاع من أنه لم يكن سوى عضو في عصابة الشبيحة، التي أسسها وسهر على تمددها كثير من أبناء عائلة الأسد، وفي مقدمتهم، محمد توفيق الأسد، كبير الشبيحة، والزعيم الملقب بـ"شيخ الجبل".
أما غير المدون في السجلات الرسمية، فإن صورة واحدة كالتي تجمع "سلهب" بأحد أشهر بارونات المخدرات والعصابات، كافية للبوح به، ونعني بها صورته مع "نوح زعيتر" تاجر السموم الأكبر في لبنان، وربيب مليشيا "حزب الله" وخطها الأحمر الذي لا تسمح لأحد بتجاوزه أو التعدي عليه، لما يوفره من أتاوات وتمويل ضخم للمليشيا.

ولا بد من التذكير هنا، أن تاريخ "سلهب" الإجرامي المدون في السجلات الرسمية، من شأنه أن يظهّر الصورة التي رسمتها سجلات جنائية "حافلة" عن "آل الأسد" وشاليش ومخلوف، سبق لجريدتنا الانفراد بالكشف عنها في أكثر من تقرير، للاستزادة (انظر أدناه)

*على حبلين
كغيره من الشبيحة، ركب "سهلب" ظهر الحرب المجنونة التي أشعلها قائده بشار، ولعب –أي "سلهب" فيها على حبلين، ظاناً –كغيره أيضا- أن "مهاراته" ستسعفه طويلا، وأنه لن يسقط أبدا، وإن سقط فسيسقط على جثث أعدائه، وفقا لمقولة "إن سقطنا لا نسقط إلا جثث أعدائنا"، التي يحلو للموالين نسبتها إلى حافظ الأسد.

فالحبل الأول الذي لعب عليه "سلهب"، كان عبر ارتكاب مزيد من جرائم القتل والتنكيل والتعفيش والإثراء الأسود على حساب دماء وأموال السوريين، بتعليمات واضحة وصريحة من بشار الأسد، الذي صنّف كل من عارضه في زمرة الخونة والإرهابيين، وقد "برع" سلهب للغاية في اللعب هنا، مستفيدا من "خبرته" السابقة، لاسيما أنه وجد لها قناة "مقنونة" و"مشرعنة" اسمها "درع الأمن العسكري".

أما الحبل الثاني الذي تقافز فوقه "سلهب" فكان برعاية صفحات التواصل، التي تكاثرت على أيدي الموالين الانتهازيين، من أجل "بروظة" صور الشبيحة أمثال "سلهب" وتقديمهم في صورة "فرسان" و"أبطال"، والتسابق إلى خلع الألقاب عليهم.

وعلى ظهر هذه الصفحات تسلق ذكور وإناث، قدموا أنفسهم بصورة "إعلاميين" و"مراسلين حربيين"، بينما لم تكن مؤهلاتهم في هذا المجال تتطلب أكثر من التمسح بـ"المعلم"، ومن هؤلاء "نور النقري"، التي قدمت صورة غير مسبوقة عن "المراسل الحربي" الخارج من معمعة الميدان، قوامها شعر مسرح وشفاه منفوخة ومكياج فاقع شعر، وكلها "مؤهلات" عصية على غبار المعارك وشظف التنقل بين الجبهات.. 

"
"

وعلى عكس الرائج في بعض الأوساط، من أن الاحتلال الروسي وضباطه حاولوا وما زالوا "تقويم المسار" في سوريا، ومحاربة زعماء المليشيات، أو التضييق عليهم في أقل تقدير، فقد جاء "تكريم" سلهب على يد ضابط روسي كبير، صيف 2017، ليثبت أن بوتين وممثليه في سوريا هم من أكثر المرحبين والمحتفين بزعماء العصابات، ما دام حبل الفساد ممدودا.

وفي الختام، تبدو سيرة "سلهب" وكأنها أشبه بعلبة صفيح فارغة لابد لها أن تحدث قرقعة من أي جانب ضربتها، فهو ابن قرداحة الأسد وشريك "شيخ الجبل" وصاحب الباع الطويل في السجلات الجنائية، قبل الثورة، والسجلات الإجرامية إبانها.

و"سلهب" فوق هذا وذاك، رفيق درب "محمد حماض" داعم وممول مليشيا "درع الأمن العسكري"، والابن الوحيد لمصطفى كمال حماض، الضابط الذي سود بانقياده لحافظ الأسد كثيرا من صفحات الخسة والخيانة، قبل أن يرميه الأخير ليسقط في حادث غامض.
وقد سبق لجريدتنا أن كشفت جوانب مغمورة من سيرة "مصطفى حماض"، يمكنكم العودة إليها في هذا الرابط:

إيثار عبدالحق-زمان الوصل
(299)    هل أعجبتك المقالة (545)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي