أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

وجهة نظر عن "تلفزيون سوريا" و"أنس أزرق"

إدلب على حافة الخطر، ونحن مشغولون بلوم بعضنا ورمي الاتهامات وادعاء البطولات، ليكون المنتصر في النهاية نظام الأسد

"الوحدة و"الصوت الواحد" هو أكثر ما يحتاجه السوريون في هذه الظروف التي تهدد كياننا وذاكرتنا السورية، وأهم أداة لذلك هو الإعلام وتحديد تلفزيون مهني، معني بقضيتنا التي تخلى عنها أغلب من وصفوا أنفسهم بأصدقاء الشعب السوري.

"تلفزيون سوريا" له ما له وعليه ما عليه، شأنه شأن أي مشروع إعلامي كبير، يتصدى للوضع السوري المعقد جدا سياسيا واجتماعيا ودوليا، ولا يمكننا بحال من الأحوال اختصار هذا المشروع الكبير بشخص مديره التنفيذي "أنس أزرق"، بسبب ماض ربما تعرضنا له جميعنا بنسب مختلفة، لكن ما لا يمكن إنكاره بحسب وجهة نظري أن التلفزيون أعطى دافعا قويا لتوحد السوريين ضمن خطاب إعلامي جامع يتقبله العالم العربي والغربي، وهو ما نصبوا إليه للوصول بقضيتنا إلى ضمير العالم، خصوصا في هذه المرحلة الفاصلة من تاريخ الثورة السورية.

شخصيات سياسية وعسكرية وإعلامية عديدة، تخلت عن نظام الأسد، ومضت في طريق الثورة، وفي المقابل أبعدتها المعارضة رغم حنكتها وخبرتها عن المناصب القيادية، لتكون النتيجة عملا بلا خلفية أدخلنا بمتاهات المفاوضات ووقف التصعيد، فمن واجهوا النظام لم يكن لديهم خبرته ولا مناوراته، فما العيب في استخدام قوة كانت لدى النظام وتحولت للثورة…؟ هل الماضي هو المهم أم فعل الحاضر..؟

أوجعني جدا ما تعرض له "تلفزيون سوريا" والعاملون فيه، وتأثري كان أقل تجاه مديره، فهو يعلم تماما حجم ما يواجهه، فلا يمكن أن يكون العمل في "تلفزيون سوريا" تهمة، يستحق صاحبها التشهير والتهديد لدرجة الخوف على حياته، وهذا مبدأ ثوري إنساني أساسي. 
وبالمقابل لا يمكن تمرير نشر أسماء زملاء في بيان للتلفزيون أثار لنتقادات واسعة.... 

شخصيا… ما وجدته لدى أغلب المنشقين السياسيين والعسكريين والإعلاميين أمر يدعو للطمأنينة والفخر في آن، فلم يخُن أحدهم الثورة بالعودة ولم يكن "ضفدعا" يعيد في أذهاننا مأساة بعض المصالحين من دمشق ودرعا.

"تلفزيون سوريا" مشروع إعلامي لن يتكرر إن خذلناه، ولن نجد لأي مشروع شبيه تمويلا حقيقيا لا من دول، ولا حتى من رجال أعمال كان باستطاعتهم إطلاق قناة في وقت مهم للغاية كقناة "سوريا" ولم يفعلوا، وهم المحسوبون على الثورة منذ بدايتها.

إدلب على حافة الخطر، ونحن مشغولون بلوم بعضنا ورمي الاتهامات وادعاء البطولات، ليكون المنتصر في النهاية نظام الأسد.

وبناء على ما سبق، فإن لدي شهادتين اثنيتن في قناة "سوريا ومديرها "أزرق".

الأولى من يوم خروجه من سوريا لم ألحظ كمراقب إعلامي على سلوكه أو أقواله أو أفعاله ما يدعوا للكراهية والتخوين.

الثانية للتلفزيون خط تحريري ربما يكون جديدا نوعا ما بحكم المرحلة والتطورات، غير أن اتهامه بالخيانة والعمالة لنظام الأسد معيب، رغم عتبي الكبير على نشر أسماء إعلاميين بوصفهم "محرضين".

دعونا نتفق على نقد ومحاسبة الناس على أفعالهم في الوقت الراهن، دعونا نتوقف عن التجريح وذبح الوطنية، ومن يحدد بائع الوطن هو الفعل والمستقبل، ولنا في مدعيّ الثورة وتجار الحروب الذين فروا لحضن النظام مثلا مؤلما. 

"زمان الوصل" مع أي مشروع إعلامي يهدف لدعم السوريين وثورتهم، وسنبقى يدا واحدة مع الجميع، خصوصا مع الزملاء في "تلفزيون سوريا"، فنحن معنيون بهم كما أننا معنيون بأهدافنا الإعلامية والثورية، وكلمة "عميل"، هي تهمة كبيرة مثل الكفر وأكثر، يجب عدم إطلاقها حتى عبر منشورات "فيسبوك" دون دليل دامغ.


فتحي ابراهيم بيوض - رئيس التحرير
(418)    هل أعجبتك المقالة (438)

غير مهم

2018-08-31

مضمون رخيص وتمسيح.


Fadi

2018-08-31

رقاعة منكم التنويه الى انه اصبح يخشى على حياته.


Waseem abou daher

2018-09-03

لها الحق قناة سوريا بتوظيف من تشاء ... و له الحق أنس رزق أن يتوظف أينما شاء ... و له الحق السوري الحر أن يحكم عليهما كيفما شاء . أما إذا دخلنا في موضوع النقد الإداري وإذا ما اعتبرنا أن قناة سوريا محسوبة على الثورة .... فيكون حكمنا أنها فشلت لعدم استقراء النتائج التي سوف تُفقِدُها قاعدة و شريحة كبيرة من الجماهير . و ذلك لتوظيفها ل أنس رزق على أساس خبرته أولاً رغم وجود إشكاليات عليه و يدينه الكثيرون و يشككون فيه . و على الرغم من وجود كفاءات غيره تستطيع قناة سوريا توظيفها . لم أدخل في النوايا و ما تحت الطاولات و ما في الصدور . النتيجة : لو كنت أملك قناة تلفزيونية لما وظفت شخص يوجد عليه إشكالية تؤثر على عمل قناتي . بوست كنت قد كتبته منذ أسبوع تقريباً.


التعليقات (3)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي