أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

إدلب .. خطيئة الحلفاء*

أرشيف

كان من الواضح جداً مع أول عملية تهجير أن هناك ما يحاكُ لشمال سوريا، والإعداد لسيناريو أخير لهذا الصراع الدموي، وكانت أسئلة السوريين بعمومهم، سذجاً ومطّلعين، تدور حول أمر واحد لماذا يتم إرسال هؤلاء المعارضين من رافضي التسوية مع النظام إلى إدلب وريفها، ولماذا حصر خيارات الترحيل إلى تلك الزاوية الصعبة المختلطة فيما يصنع النظام كما يريد مجتمعه المتجانس بكل اختلاطاته وصراعاته أيضاً.

ولم تكن هذه الخيارات القاسية لتتم دون رضا المتحالفين مع الثورة ممن كانوا أصدقاء للشعب السوري، ويرون فيها مستقبل سوريا الواعد دون سلطة آل الأسد، ووجه جديد من سوريا ديمقراطية تستطيع الحياة خارج ما يسمونه محور الشر، ومع ذلك ينظر العالم اليوم إلى (إدلب) على أنها خلاصة الشر المتمثل بالنصرة وأمها القاعدة، ومحاور أخرى بتسميات جديدة شريرة يجب اقتلاعها في الحلقة الأخيرة من هذا التطهير.

اليوم وبعد أن أعاد الروس أغلب المناطق المنتفضة إلى حضن الأسد (الوطن) تبقى العين مفتوحة على أولئك الذين رفضوا التصالح، وعلى تلك المدينة التي تحيطها أيضاً تفاهمات دولية سرية وعلنية بين الأعداء والحلفاء، وما يجري هو فقط وضع السيناريو الذي يقبل به الجميع لنهاية مفتوحة النتائج والمصير، وربما تعيد تعقيد الوضع السوري والإقليمي برمته، ويبدو فيها حلفاء الأمس ممن كانوا في صف الثورة في أضعف حالاتهم الاقتصادية والعسكرية.

يغرق البحر المتوسط بالبوارج والغواصات، وتتصاعد أصوات التهديد في الصباح لتهدأ في المساء، وفريق يلوح بالقوة وآخر بالتهدئة هذا ما تفعله القوتان العالميتان روسيا وأمريكا مع معرفة الجميع أن هناك تفويضاً أمريكياً للروس بالتصرف في سوريا إنما تبقى عقدة إيران هي مشكلة أمريكا واسرائيل وما سوى ذلك مسموح أخذه إلى الجحيم.

في جانب القوى العسكرية على أرض إدلب من المعتدلة والمتطرفة ترى أن المعركة قد بدأت، وأن لا ثقة بتطمينات الحلفاء التي أوصلت الحال إلى ما هو عليه، والخيارات أمامها هي في القتال حتى لو فتحت جبهات قريبة صامتة، لكنها قد تؤلم النظام، وهذا ما رمت إليه من الإعلان عن فتح معركة جديدة في حلب إن هوجمت إدلب.

أمام هذا المشهد المؤلم يعيش أكثر من مليوني سوري تحت رحمة الأيام الدامية القادمة، وأمامهم تجارب مدنهم التي سقطت تحت نار لم تميز بينهم من حيث الموت، عدا الخشية من نار الضفادع والخلايا النائمة المعدّة لانتهاز ساعة الفوضى، وأما من نجا منهم من محرقة مدينته هل ينجو من سيناريو الدم الجديد الذي لا يتمناه سوري حريص على دم إخوة البلاد حيث صارت (إدلب) في حالها هذه سوريا الصغيرة المتشحة بثوب الحزن والخوف.

*عبد الرزاق دياب - من كتاب "زمان الوصل"
(166)    هل أعجبتك المقالة (180)

يوسف

2018-08-31

سبق وأن قلت عدد مرات ومنذ عام 2016 عبر هذا المنبر الوطني ، دون توحيد فصائل الثورة والشعب السوري ، وتنظيف كل فصيل من المندسين ورافض التصالح مع هذا النظام الدموي ، لأن هذا النظام الدكتاتوري الفاشي المجرم بشار الأسيد يواصل القتل والإبادة وعملية تهجير ..الخ وسوف يزحف إلى إدلب وهذا حديثي كان عام 2016 وقد تبين صحة ما إستنجته لذا من أجل استمرار الثورة ضرورة توحيد جميع فصائل الثورة في بوتقة واحدة وتشكيل جيش سوري وطني جديد . اللهم أني قد بلغت يا فصائل الثورة السورية البطلة.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي