أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

من "منبج" إلى "السيدة زينب".. قصة اعتقال الأسد 27 شابا مجهولي المصير منذ 5 سنوات

أرشيف

ذات يوم من عام 2013 توجه 27 شاباً من أبناء مدينة "منبج" وريفها مع عائلاتهم داخل حافلة بولمان باتجاه الحدود السورية الأردنية للهروب من شبح الحرب وتأمين عمل لهم يقيهم ذل العوز والحاجة، وعند أحد حواجز النظام في السويداء تم إيقاف الحافلة واعتقالهم ليغيبوا خلف الشمس شأنهم شأن مئات الألوف من مجهولي المصير في أقبية وسجون النظام.

وروى قريب لأحد المفقودين فضّل عدم ذكر اسمه لـ"زمان الوصل" أن حافلة توجهت من ساحة "منبج" العامة صبيحة الثالث من آذار مارس/2013 على متنها 45 مدنياً من رجال ونساء وأطفال كانوا في طريقهم إلى الأردن، وعندما وصلوا إلى السويداء متجهين منها إلى معبر "نصيب" قال لهم عناصر أحد حواجز النظام خارج السويداء إن هناك اشتباكات حول معبر "نصيب" ولا يمكنهم الذهاب.

وأردف محدثنا نقلاً عن بعض من نجا من الاعتقال أن سائق الباص ومن معه من المعاونين أصروا على الذهاب باتجاه المعبر، وعندما اقتربوا فوجئوا بشدة الاشتباكات، مما اضطرهم للعودة إلى السويداء كي يعودوا منها إلى دمشق.

أثناء عودتهم وقرب السويداء أوقفهم حاجز تابع للجان الشعبية لساعات ثم رافقهم عناصر من الحاجز بعد ذلك إلى فرع أمني في منطقة السيدة زينب، وهناك -حسب محدثنا- تم توقيفهم لساعات داخل الحافلة وسط حراسة مشددة.

وحضر عناصر الفرع بعدها وأذاعوا أسماء (35) شخصاً داخل الباص على الهوية وأنزلوهم.

وتابع المصدر بحسب رواية النساء اللواتي عُدن إلى "منبج"، فيما بعد أن عناصر الفرع تركوا 8 شبان آخرين من بينهم سائق الباص ومعاونوه وأخذوا 27 شخصاً تتراوح أعمارهم بين20 و60 سنة 7 منهم من قرية "العريمة" التابعة لمنطقة "الباب" بريف حلب والباقي من "منبج" وريفها.

وروى محدثنا أن أهالي المفقودين لم يتركوا وسيلة أو واسطة إلا واتبعوها لمعرفة مصير أبنائهم دون جدوى، وأضاف أنهم حاولوا التشييك على أسماء المساجين في كل الأفرع الأمنية دون أن يجدوا لهم أسماء في سجل الأحياء أو الأموات، وكذلك في قوائم التسريبات التي نشرها موقع "زمان الوصل" وصور قيصر للضحايا تحت التعذيب.

ولفت المصدر إلى أن أحد المحامين من ذوي النفوذ لدى النظام قال لذوي المفقودين إن من لم يكن لديه اسم في سجلات الأفرع ولا في السجون فهذا يعني أنه صُفّي قبل دخوله الفرع ولذلك لن يكون له أثر. 

وكشف أنه توصل لمعلومة من موظف حكومي في دمشق أن مفقودي "منبج" موجودون في سجن "صيدنايا"، وكانوا بحكم المنسيين -حسب قوله- مضيفاً أنه لم يتبق من المجموعة سوى 12 شخصاً فقط من أصل 27.

وأردف محدثنا أن الموظف المذكور رفض الإفصاح عن مزيد من المعلومات إلا بعد الحصول على رشوة كبيرة لم تكن بمقدور ذوي المفقودين الذين حاولوا التوصل لمعرفة مصير أبنائهم عن طريق محامين ووسطاء وضباط ومسؤولين كانوا يزعمون أنهم في المكان الفلاني بعد الحصول على رشوة دون دليل.

وعبّر محدثنا عن خشيته من أن يكون النظام قد صفى مفقودي "منبج" بشكل مباشر بعد وصولهم إلى فرع "السيدة زينب"، ولذلك لم يظهر لهم أي أثر، علماً أنهم -كما يقول- مجرد أشخاص عاديين كانوا متجهين إلى الأردن سعياً وراء لقمة عيشهم ولا علاقة لهم بأي طرف من أطراف الحرب، مضيفاً أن لديهم عائلات وأولادا لا زالوا رغم مضي 5 سنوات يعيشون على بقايا الأمل وانتظار الفرج.

وتحفّظ محدثنا على ذكر أسماء المفقودين ومن بينهم شقيقه خوفاً من انتقام النظام منهم فيما إذا كانوا أحياء. 

وبحسب توثيق "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" لا يزال ما لا يقل 95056 شخصاً قيد الاختفاء القسري على يد الأطراف الرئيسية الفاعلة في سوريا منذ آذار مارس/2011 وحتى آب أغسطس/2018 منهم 81652 لدى قوات النظام.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(327)    هل أعجبتك المقالة (342)

سوري

2020-03-30

مهتم.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي