انهى رئيس حزب الليكود بنيامين نتانياهو الجمعة جولة اولى من المشاورات مع اليمين المتطرف والاحزاب الدينية بهدف تشكيل حكومة اسرائيلية جديدة بعد اعلان النتائج الرسمية للانتخابات التشريعية التي جرت في 10 شباط/فبراير.
وكتبت صحيفة هآرتس الليبرالية في افتتاحيتها "بنيامين نتانياهو سيكون رئيس الوزراء"، بعدما كانت دعمت خلال الحملة الانتخابية منافسته تسيبي ليفني رئيسة حزب كاديما الحاكم.
وتابعت الصحيفة "الخيار بات بين ايدي نتانياهو".
وفي مساعيه لتشكيل غالبية، يمكن لزعيم اكبر احزاب المعارضة اليمينية التحالف اما مع اليمين المتطرف والمعسكر الديني او السعي لتشكيل اوسع تحالف ممكن باشراك كاديما (وسط يمين).
واذا ما عمد الى الخيار الاول، سيضمن نتانياهو تحقيق غالبية 65 نائبا من اصل 120. وان كانت مثل هذه الغالبية كافية حسابيا لتشكيل حكومة، الا ان وقعها قد يكون كارثيا على الصعيد الدولي.
فقيام حكومة ملتزمة بتوسيع الاستيطان ومعارضة لاي تسوية مع الفلسطينيين تقوم على مبدأ السلام مقابل الارض، وهو ما يدعو اليه اليمين المتطرف، قد يتسبب بخلاف مع ادارة الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما التي تبدو اقل استعدادا من الادارة السابقة لمنح اسرائيل دعما غير مشروط.
وايد نتانياهو نفسه خلال حملته الانتخابية تشكيل حكومة موسعة، معترفا بانه ارتكب خطأ حين كان رئيسا للوزراء (1996-1999)، باعتماده بشكل كامل على اليمين المتطرف.
وافادت مصادر قريبة من الليكود انه على استعداد لعرض اثنتين من الوزارات الثلاث الاساسية في حكومته المقبلة (المالية والخارجية والدفاع) على كاديما بشرط ان يوافق على الانضمام الى حكومة برئاسته.
ولم يستبعد بعض قادة كاديما هذا الاحتمال، وفي طليعتهم وزير الدفاع السابق شاوول موفاز الذي يعتبر من الصقور وهو يطمح لتسلم هذه الحقيبة مجددا، على ما ذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي.
كما ان نائب رئيس الوزراء في الحكومة السابقة حاييم رامون وهو من قادة كاديما المقربين من ليفني، لم يرفض فكرة تشكيل حكومة موسعة.
لكنه اعتبر متحدثا للاذاعة العامة انه "لو كان نتانياهو يرغب حقا في مشاركتنا، لما كان سعى لتشكيل حكومة من اليمينيين المتطرفين والدينيين المتطرفين".
وان كان نتانياهو يظهر في موقع المسؤول الوحيد القادر على تشكيل حكومة جديدة على ضوء توجه الراي العام الاسرائيلي الى اليمين، الا ان بعض نواب حزبه لا يسهلون عليه المهمة.
ولا يملك الليكود اكبر كتلة نيابية في الكنيست حيث فاز ب27 مقعدا من اصل 120، مقابل 28 لكاديما.
ويبدأ الرئيس شيمون بيريز الاربعاء مشاوراته مع ممثلي الاحزاب الكبرى بهدف تشكيل الحكومة الجديدة.
وفي حال عين نتانياهو، فستكون هذه اول مرة يدعى فيها مرشح لم يحصل على اكبر عدد من النواب، لتشكيل الحكومة.
وامام رئيس الوزراء المعين مهلة 28 يوما قابلة للتجديد لمدة 14 يوم، من اجل تشكيل حكومته. وفي حال فشل في ذلك، يعين الرئيس مرشحا جديدا.
وعزز اليمين موقعه بشكل كبير في الانتخابات التشريعية وحافظ حزب كاديما الوسطي على حجمه ولم تتخط خسارته مقعدا واحدا، فيما انهار اليسار.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية