شمسة العبيد.. عجوز سورية، في الثمانين من العمر، تعيش في مخيمات النزوح وحيدة، بعدما هُجرت قسريا من قرية أبو حريج في ريف حماه الشرقي، ساعدها الناس الهاربون من الموت، كي لا تبقى بمفردها وتأكلها الوحوش، كما تقول، وفي أرض النزوح، في مخيمات "أطمة"، تعيش وحدتها الخاصة، في ظل شجرة زيتون، فهي لا تملك خيمة، أو سقفا، ولا حتى مغارة، وتتنقل زحفا، مع ساقين لا تستطيعان حمل جسدها الصغير العاجز. الحاجة شمسة لم تتزوج، عاشت حياتها لخدمة والديها، فهي دون أب ولا أولاد، وبعد وفاة الوالدين، لم يبق لديها في الحياة سوى أخ عاجز أيضا، لا يستطيع اعانتها، لأنه بحاجة لمن يعنه.
الثمانينية التي لا تقوى على الوقوف، تعاني من ضعف البصر أيضا، ولا تطلب من الحياة الكثير، كسرة خبز تكفي، وكأس شاي قد يسند روحا متعبة، تحاصرها الحرب، والوحدة، والعوز والحاجة، وربما كثير من ذكريات الأمس أيضا.
زمان الوصل TV (خاص – ريف حماة) تصوير ومتابعة: شام محمد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية