أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

من ناصيف زيتون إلى أبي محمد الجولاني*

الجولاني

صراحة، كنت أعدّ هذا الأسبوع، لكتابة مقالة حول اختراق المغني السوري، ناصيف زيتون مجتمع المعارضة السورية في تركيا، بل والغناء بمدينة يسكنها أكثر من 700 ألف سوري، جلهم معارضون، أو هكذا يجب.

وكنت أرى بهذا "الحدث" أمراً جللاً، نظراً لأن هذا الزيتون، من أنصار بشار الأسد، وسبق أن غنى لجيشه وتغزل بإنجازاته، وأرى بتلك الحفلة، استمراراً لمسيرة مركبة، من التطبيع والتسويق، مع وللنظام السوري، بعد أن غيّر معظم من يسمون "التيار الثالث" أهدافهم ومهامهم، وانخرطوا ضمن جوقة "الواقعية السياسية" والقبول ببشار الأسد، كحل لإراحة السوريين ولمّ شملهم.

وكان الدليل الموجع، أن تزامنت حفلة زيتون مع الذكرى الخامسة لمجزرة الغوطة الكيماوية التي راح ضحيتها زهاء 1400 سوري، وكانت أهم تحول عالمي تجاه النظام المجرم، وقت اكتفى المجتمع الدولي بأخذ أداة الجريمة وترك القاتل يكمل مشوار القتل والتدمير والتهجير.

طبعاً، وما يضاف لتلك الحفلة من أبعاد وقراءات، ربما "جس نبض" المعارضة السورية بتركيا، فإن مرّت حفلة زيتون بسلام وحضرها الجمهور وحقق للشركة والمتعهد أرباحاً، فقد لا يطول الزمن، ليأتي علي الديك ويحيي حفلاً بذكرى كيماوي خان شيخون.

بيد أن ظهور القائد العام لهيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، في ريف مدينة اللاذقية وتفقده برفقة قادة، غرفة عمليات وإعلانه الاستعداد لمعركة إدلب وعدم وثوقه بنقاط المراقبة التركية، جعل من حفل زيتون الغنائي، على أهميته، أمراً تافهاً.

لن آتي على توقيت ظهور "الفاتح" الجولاني ولا عن مضمون ماقاله، بل سأقف على أمرين اثنين.

الأول، أن روسيا حددت نهاية العام الجاري نهاية للحرب في سوريا، وأعتقد أنها تعد كل ما بوسعها، للالتزام بهذا الموعد، لئلا تتعرض لمزيد من الهجوم والاتهام، إن من داخلها الذي كبدته حرب مناصرة الأسد على الثورة، أكلافاً إضافية زادت من فقره وتهاوي عملته. أو من الخارج المتحين لفشل التدخل الروسي بسوريا.

وروسيا ووفق هذا الموعد، أوكلت لتركيا مهمة إدلب، لتعيد ترتيب الفصائل و"تنهي على طريقتها" من يتهمون بالإرهاب، ووجدنا تركيا سعت، وإن بهدوء وتريث وربما ببرود، لذلك.

بيد أن ظهور "المجاهد" الجولاني، قلب الطاولة على تركيا، وباتت أمام خيارين ربما لا ثالث لهما، الأول، أن تشن حرباً على جبهة الجولاني ومن قال إنهم تحالفوا معه، لتثبت لروسيا ومن يهمه الأمر، أنها قادرة على "إحلال السلام" بإدلب الكبرى وتتعهد بالتالي المنطقة، لفترة من الزمن على الأقل، تعيد خلالها تأهيل البشر والحجر، ريثما يقضي الله أمرا كان مفعولا، إن بتقسيم سوريا وإبقاء تلك الجغرافيا تحت الوصاية التركية، أو بزوال الأسد وإعادة ترتيب سوريا وتقاسم الحصص بين المسيطرين على الأرض.

أو، الاحتمال الثاني، أن تخضع للشروط الروسية، بدليل عدم قضائها على الإرهاب، وبالتالي تعيد روسيا سيناريو الغوطة ودرعا بإدلب، فتقتل وتحرق، قبل أن تعلن انتصاراتها الزائفة والأسد.

ما يدفع وبوجع توثب سؤال، لماذا هذا الظهور ومن يخدم وهل يمكن لإدلب أن تفعل أكثر مما فعلته درعا والغوطة، أمام عهر وصمت دولي ووحشية وإجرام روسي غير مشهود عبر التاريخ.

وأما الأمر الآخر الذي لفتني بحديث الجولاني هو، تكرار كلمة أهل السنة وأمة أهل السنة، فإن لم نأت على الويلات التي سببها الخطاب الطائفي للسوريين وكان السبب الأهم بحرف ثورتهم والشماعة الأخطر للتخلي عنهم ووأد احلامهم، فلعل في كلمة "أهل السنة" دليلاً وممسكاً لمن يريد استمرار الإجهاز على السوريين وغير السوريين، إذ يتم تفسير ذلك، أن أهل السنة هم البيئة المفرّخة للإرهاب والمولدة للتطرف.

وأعتقد أن هذا المطب، هو من أخطر ما تم الاشتغال عليه، ومن إيران أولاً التي دفعت مليارات الدولارات لتكريس نظرة "السنة مبعث الإرهاب" ويجب استئصالهم.

ومرة أخرى، لماذا يتم تكريس النظرة والهدف الذي عمل وصرف عليه أعداء الشعب السوري؟!

أعتقد، نهاية القول: أن الشهور القليلة المتبقية من العام الجاري، ستكون الأخطر، ليس على إدلب وسوريا فحسب، بل وعلى المنطقة، وخلالها سيتم إعادة التموضع وتوزيع الحصص، ويخرج المخطط المتفق عليه بين روسيا وواشنطن حول سوريا، للعلن، ونكون نحن السوريين، أو المحسوب على الثورة، أهم من ساهم بإخراجه وسرعة تنفيذه وتضييع الحلم.

إلا، إن رأينا من أهل إدلب الرائعين ومن فيها من المهجرين الأبطال، أعمالاً سياسية تفوّت على روسيا ذريعة قصف وتهديم واحتلال إدلب، وقتها، ربما نكون أمام سيناريو وواقع جديدين، تخرج خلالهما تركيا منتصرة وينجو من في إدلب، من أهلها وضيوفها، من مكيدة لا يعلم حجم الدم الذي سيسيل فيها إلا الله جل جلاله.

*عدنان عبد الرزاق - من كتاب "زمان الوصل"
(244)    هل أعجبتك المقالة (258)

ahmad

2018-08-27

نعم يختجل الخنزير ويقف الحمار متحيمر امامكم ايها الارهابيين المتعتشين للعصبية العمياء الراكعين و........... لاسيادكم هذا ان رضوا ان يسموكم عبيدهم... لانها في الحقيقة ان ترضى عبيد بصفاتكم ليس بهين ...... انتم ايها زمان الوصل على طريقتكم............... بئسا وتبا وسحقا لكم.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي