قالت مصادر الوطن في الجولان السوري المحتل: إن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي قام يوم أمس بنقل كل من الزميل عطا فرحات مراسل الوطن، والناشط السياسي يوسف شمس إلى سجن «بيتح تكفا» في تل أبيب سعياً لمزيد من التحقيقات، وتحضيراً لبدء جولة جديدة من محاكمتهم ظهر اليوم الأحد.
وأضافت المصادر: إن التحقيقات التي أجراها جهاز الاستخبارات في سجن «الجلمة» الذي نقل منه الأسيران، لم تسفر عن شيء فيما يبدو، ما يرجح نظرية نقلهما إلى عهدة الشرطة الإسرائيلية في تل أبيب، لإنهاء التحقيقات.
وشرحت المصادر أن سجن «الجلمة»، ينطوي على مركز كبير للتحقيق تابع لسيطرة «الشاباك»، وفي زنازينه قضى جميع أسرى الجولان جولات التحقيق القاسية على أيدي سجانيهم من المخابرات الإسرائيلية.
وأوردت المصادر: أن زنازين «الجلمة» المنفردة تقع تحت الأرض، وعلى جدرانها لا تزال أسماء الأسرى شاهدة على زجهم فيها، وفي زاوية منها هنالك الأقسام المخصصة للتعذيب.
اعتصام «الوطن» و«سواسية»:
وفي جانب آخر، فقد أمت مساء أمس جموع غفيرة ممثلية الأمم المتحدة بدمشق، رافعين لافتات تندد باعتقال مراسل الوطن في الجولان المحتل الزميل عطا فرحات، وصور الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وطالبت الجموع بتدخل الأمين العام للأمم المتحدة، للإفراج عن جميع الأسرى السوريين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وشارك في الاعتصام الزملاء العاملون في صحيفة الوطن، وكذلك ناشطون سياسيون من الجمعية السورية لحقوق الإنسان «سواسية»، وسلم الطرفان رسالة موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة تسلمها أحد موظفي السفارة.
وخاطبت صحيفة «الوطن» في رسالتها، الأمين العام للأمم المتحدة، قائلة: سعادة الأمين العام للأمم المتحدة الدكتور بان كي مون.. تحية طيبة وبعد:
أسرة تحرير صحيفة «الوطن» السورية، تحييكم راجية التدخل لإطلاق سراح الزميل الصحفي عطا فرحات الذي اقتادته قوات الشرطة الإسرائيلية من منزله فجر الإثنين الموافق 30/7/2007، دون أن توجه إليه أي تهمة حتى الآن.
السيد الأمين العام للأمم المتحدة:
إن الزميل عطا فرحات، الذي زُفَّ إلى عروسه قبل أسبوعين من اعتقاله، كان يمارس مهنة الصحافة بكل حرفية، رغم كل ضغوط سلطات الاحتلال لإعاقة عمله كمراسل لصحيفة تصدر في وطنه الأم.
وإننا إذ ندرك تمام الإدراك، حجم الصعوبات التي تواجهكم إزاء تطبيق قرارات الشرعية الدولية التي تمنع احتلال أراضي الغير بالقوة، فإننا نتوجه إليكم مستنكرين ما أقدمت عليه سلطات الاحتلال الإسرائيلي، طالبين من سعادتكم التدخل للإفراج فوراً عن الزميل عطا فرحات، حفاظاً على مصداقية المنظمة الأممية التي تتولونها وصوناً لها، وحرصاً على ميثاق الأمم المتحدة وحرية العمل الإعلامي.
كما ننتهز هذه المناسبة لنتوجه لسعادتكم للتدخل والإفراج عن المعتقلين السوريين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة الأسير سيطان الولي الذي يعاني أمراضاً خطيرة تهدد حياته، كما نتوجه إليكم بضرورة الضغط على سلطات الاحتلال لوقف انتهاكاتها بحق المواطنين السوريين في الجولان العربي السوري المحتل.
شاكرين تعاونكم، وتفضلوا بقبول وافر التحية والاحترام والتقدير.
من جهتها فقد عبرت «سواسية» في رسالتها إلى الأمين العام للأمم المتحدة عن: «بالغ قلقنا بسبب التصعيد الخطير والمستمر لانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي السورية المحتلة في هضبة الجولان ضد السكان المدنيين وبشكل خاص ضد المعتقلين والأسرى السوريين في سجون الاحتلال».
ودعت «سواسية» في رسالتها للتدخل الفوري للضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلية لإطلاق سراح جميع الأسرى، وكخطوة أولى العمل من أجل معاملتهم معاملة إنسانية بما يتوافق مع مبادئ اتفاقيات جنيف ووفق البرتوكولين الإضافيين لاتفاقيات جنيف ووفق القانون الدولي الإنساني وخصوصاً مايتعلق بالأطفال والنساء والنازحين والأسرى والألغام زمن الحرب ووفق قوانين الأمم المتحدة، والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان وبحقوق السجناء، وطالبت بطرح قضية الاستيطان في الجولان أمام المحكمة الجنائية الدولية، ومقاضاة المسؤولين الإسرائيليين عن عمليات التهجير والقتل والتعذيب، وبعودة النازحين من الجولان إلى أرضهم واستعادة أملاكهم، وبالتعويضات المادية للمتضررين من ممارسات الاحتلال وللمتضررين جسدياً أو معنوياً من ممارساته.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية