أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

صباح أبو حليمة .. القذائف الفسفورية أفقدتها أعز ما تملك

كان يبدو عليها علامات التعب والألم بعدما خرجت من غرفة الغيار في قسم الحروق بمجمع الشفاء الطبي ،حيث تعاني من إصابة بالغة جراء إصابتها بقذيفة فسفورية حارقة بعد دقائق معدودة من الصمت المخيم على الغرفة التي ترقد بها صباح أبو حليمة بادرت بقولها فقدت كل شي أسرتي وبيتي بهذه الكلمات بدأت حديثها كانت تتحدث إلي والألام تعتصر قلبها والدموع تنهار على وجنتيها ،كان مشهد مروع للغاية كشفت عن ساقيها وعن رأسها وذرعها المصاب قائلة حسبي الله ونعم الوكيل دمروا حياتي، حرموني من فلذة كبدي أطفالي وزوجي وزوجة ابني وحفيدتي جميعم استشهدوا لم يبقى سوى أربعة من أبنائي مصابين بحروق ،حيث استمرت بسرد التفاصيل المؤلمة التي تعصف بذاكرتها بين الفينة والأخرى قائلة "سمعنا صوت انفجار بالقرب منا فخرجنا جميعنا زوجي وأبنائي لمعرفة مصدر الصوت فإذا هو صاروخ على منزل أخ زوجي، عندها عدنا ودخلنا المنزل وجلسنا في غرفة خوفا من استهدافنا بصاروخ آخر ما أن دخلنا المنزل ، وإذا بقذيفة الفسفور الحارقة تنزل علينا ونحن نجتمع في الغرفة وتقطع رأس زوجي مباشرة وتصيب حمزة (8 أعوام) وزيد (10 عاما)... وعبد الحريم ( 14 عاما) وأخذ الأطفال بالصراخ والمناداة ناار نااا ر


وتابعت وهي تحاول إخفاء دموع سالت رغما عنها: "زيد قال مباشرة أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله، أما حمزة فقال أريد الصلاة وتوقف إلا انه استشهد على الفورأما علي (5 أعوام) حرقت شعره وأسفل وسطه ويوسف (16 عام) حرقت وجهه ، وعمر (18 عام ) أطلق اليهود عليه الرصاص بشكل متعمد .


ثم أدرت نفسي فإذا بقذيفة أخرى أصبت بها لتسقط بعدها قذيفة ثالثة أصابتني وأنا أمسك طفلتي الرضيعة شهد (عام وثلاثة أشهر) فوقعت على الأرض ووقعت من يدي في النار التي كانت تشتعل في كل مكان وهي تنادي ماما ماما وبعدها لم اسمع صوتها ،وسكتت صباح برهة من الوقت ثم تابعت : "أنا وقعت على الحائط فإذا بالنار تهب في جسدي بأكمله ولم أعد أرى أي شيء فظننت أن فقدت عيني فأخذت أحسس على وجهي فوجدت عيناي كما هي فقمت وخرجت من الغرفة وتمرغت على البلاط والنار تشتعل في وماء سوداء تسيل مني، وقد كانت لحقت بزوجة ابني غادة (20 عاما) وطفلتها فرح (3 أعوام) واللواتي تم تحويلهما إلى مصر.


وأضافت صباح ويدها اليمنى يلفها الشاش الأبيض بينما اليد اليسرى آثار الحروق تملؤها: " أنهم لم يحرموا من جاءوا لأسعافنا حيث أتى أبناء أخ زوجي محمد ومطر وأخرجونا من المنزل ووضعونا على شاحنة وساروا بنا متجهين إلى المستشفى، فإذا بجنود الاحتلال يطلقون النار على محمد ومطر ما أدى لاستشهاد محمد مباشرة، وإصابة مطر في قدميه، فنزلنا من الشاحنة لأنه لم يعد هناك من يسعفنا بها فقام جنود الاحتلال بقلب الشاحنة بمحمد ومطر وما أن وقع الأخير منها حتى أتت عليه دبابة حاقدة وسارت على جسده الطاهر مما أدى لاستشهاده، ومن ثم ألقوا بهما في حفرة وأهالوا عليهما التراب .


صمتت صباح قليلاً والدموع تنزل من مقلتيها على وجنتيها المتأثرتان بالحروق ثم تابعت: "لم تتوقف معاناتنا مع الاحتلال البربري الهمجي عند هذا الحد، بل أوقفوا ولدي عمر الذي أصيب في وجهه بالحارقة وكان يحمل الشهيدة الطفلة شهد وأطلقوا عليه 3 رصاصات، وطلبوا من محمد (24 عاماً) خلع ملابسه وحمل ابنته وزوجته والمصابتان والسير بهما، فسحبهما وسار بهما وجنود الاحتلال يطلقون وسرنا طويلاً ونحن مصابين حتى وصلنا لأقرب مكان فيه إسعاف وأتى ونقلنا إلى مستشفى الشفاء". مشيرة إلى أنها كانت طوال الوقت تردد الشهادة


أما الحاجة أم عزام صاحبة العيون الزرقاء وهي والدة صباح والتي لم تتماسك أعصابها أجهشت بالبكاء وترضعت بالدعاء إلى الله "اللهم عليك باليهود وأرنا بهم يوما عاجلا وليس أجل وأحرمهم من ذويهم مثلما حرمونا من ذوينا "وأضافت لم يكتفوا بحرق المنزل وقتل الجميع بل قاموا باقتحام المنزل وسرقة الأموال التي كانت في غرفة لم تصب بشكل مباشر.


وتساءلت: "ما ذنب الأطفال الذين حرقوا وقتلوا بدم بارد؟ هل كانت تحمل شهد صاروخاً أم قذيفة؟؟ حسبنا الله ونعم الوكيل .".


وما أن سألناها عن كلمتها للعالم الذي يرى مجازر الاحتلال الصهيوني بأهل غزة، قالت "رغم ما فعل هذا البربري الصهيوني ومهما فعل من قتل وحرق وتدمير فلن يثنينا عن عزيمتنا، فنحن مازلنا صابرين وصامدين في أرضنا إلى أن يندحر آخر صهيوني عنها وتمنت أن العالم يقف لنصرة قضيتنا".



غزة - نور الهدى عويضة - زمان الوصل
(129)    هل أعجبتك المقالة (120)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي