أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

السفير الإيراني في باريس : ننتظر أن يترجم اوباما وعوده الانتخابية إلى أفعال

اعتبر السفير الإيراني الجديد لدى فرنسا سيد مهدي ميرا بوطالبي أن الرئيس الأميركي باراك اوباما لم يقم بعد بأي خطوة حتى الآن لترجمة وعوده الانتخابية إزاء إيران إلى أعمال. وانتقد الدول الأوروبية التي تسير بالركب الأميركي في موضوع الملف النووي الإيراني. وحذر من أن الاتحاد الأوروبي تصرف بطريقة سياسية بحتة في قرار شطب منظمة مجاهدي خلق عن قائمة الإرهاب

وقال مهدي ميرا بوطالبي في حديث لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء "لا يمكننا تشكيل نظرة واضحة حول سياسة اوباما تجاه إيران إلا عندما يترجم وعوده إلى أعمال". ورأى أن الوعود بالحوار المباشر مع طهران لازالت "لفظية" حتى اليوم. وأضاف "لم يقم الرئيس الأميركي بأي عمل يثبت نوايا الولايات المتحدة الطيبة، وسيسعدنا جدا أن يقوم بترجمة الوعود التي قطعها خلال حملته الانتخابية"، بشأن التعامل مع إيران

واعتبر السفير الإيراني أن قرار الولايات المتحدة إضافة حزب الحياة الحرة (بجاك) الكردي الإيراني المعارض في قائمة المنظمات الإرهابية أمر جيد، ولكنه في الوقت نفسه حذر من "اللعب بورقة الإرهاب"، وقال "هي لعبة خطرة تقوم بها الدول التي تدعي محاربة الإرهاب وعلى هذه الدول العمل بطريقة شفافة في هذه المسألة". واستطرد "من الجيد أن يضيف الأميركيون حزب بجاك على قامة الإرهاب ولكن يجب معالجة موضوع الإرهاب بشكل شامل ونتمنى أن تتخذ فرنسا والدول الأوروبية خطوات في هذا الاتجاه وأن تتصرف بطريق حسنة في محاربة الإرهاب"، منوها بأن إيران "عانت كثيرا من الإرهاب"، وفق تعبيره

وتطرق إلى مسألة إزالة منظمة مجاهدي خلق عن لائحة المنظمات الإرهابية في الاتحاد الأوروبي، وقال "لقد تصرف الاتحاد الأوروبي بطريقة سياسية بحتة في هذا الملف والقرار الأوروبي لا يغير من طبيعة مجاهدي خلق الإرهابية". وتساءل فيما إذا "كان الأوروبيون يريدون محاربة الإرهاب أم اللعب بورقة الإرهاب؟"، وانتقد فرنسا لأنها تمنح اللجوء لأعضاء المنظمة رغم أنها تملك كافة الدلائل، منذ أكثر من ست سنوات، على تورطهم في أعمال إرهابية في فرنسا وفي العراق وإيران. وأضاف "السؤال هو لماذا فرنسا تبقي الملف مجمدا رغم امتلاكها كافة الدلائل، فنحن ننتظر أن تتخذ باريس موقفا حاسما في هذه القضية".

واعتبر الدبلوماسي الإيراني أن الملف النووي عبارة عن "لعبة سياسية يقودها الأميركيون"، وقال إن الدول الأوروبية تسير خلف الولايات المتحدة في هذا الموضوع دون أن تعرف الكثير. مكررا أن بلاده لها "الحق الشرعي بالحصول على الطاقة النووية في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي التي وقعتها". وتابع "إذا كان الأميركيون والأوروبيون يريدون حرماننا من حقنا الشرعي فهذا مستحيل أن نقبله ونحن لم نطلب أي شيء إضافي عن حقنا ضمن إطار المعاهدة الدولية"، وذكر أن بلاده كان لها اتفاقات مع الولايات المتحدة لبناء مفاعل نووي واتفاق شراكة مع فرنسا في مجموعة ايروديف النووية، وأن غياب الثقة مع الغرب بدأ بعد تم تعليق هذه الاتفاقات بشكل آحادي من جانب واشنطن وباريس، وصرح "اليوم نملك التكنولوجيا النووية ويمارسون ضغوطا علينا وهي ضغوط سياسية"، موضحا أن إحالة الملف الإيراني إلى مجلس الأمن جعله "سياسيا" وليس تقنيا

ورأى السفير الإيراني لدى باريس أن بلاده أخطأت بتعليق أنشطتها النووية لمدة سنتين ونصف في السابق لأن "الغرب لا يبحث سوى عن معارضة إيران"، وقال "في معاهدة حظر الانتشار النووي هناك عدة شقوق أولا نزع التسلح لدى الدول التي تملك ترسانة نووية وشق آخر لمراقبة الأنشطة النووية وشق لمساعدة الدول التي ترغب بالحصول على تكنولوجيا نووية وللأسف الدول الكبرى التي تملك ترسانات نووية لا تحترم هذه المعاهدة وفي الوقت نفسه تشجع دول أخرى تخالف القانون ولا تلتزم بالمعاهدة مثل إسرائيل وباكستان والهند على مواصلة أنشطتها النووية مما يقود إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة". وأضاف "انظروا إلى النظام غير الشرعي الذي أقيم منذ 60 عاما في المنطقة ويقتل المدنيين ويهدد الدول الأخرى وهو يملك ترسانة نووية"، في إشارة إلى دولة إسرائيل

وذكر الدبلوماسي الإيراني أن بلاده التزمت بمعاهدة جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية، وتساءل "الذين يدعون السعي عن الشرعية الدولية لماذا لا يقومون بشيء في هذا المجال؟"، وشدد على أنه "طالما استمرت سياسة الكيل بمكيالين فلا يمكن التوصل إلى حل منصف"، على حد قوله

وانتقد السفير الإيراني الدول الأوروبية التي "لا تفعل شيء إلا النظر إلى الولايات المتحدة"، وذكر أن "المفاوضات حول الملف النووي لم تتقدم منذ ستة أشهر لأن أوروبا غير قادرة على تقديم أجوبة واضحة على الأسئلة الإيرانية" وفق تعبيره

وأعرب عن "حزنه" لأن فرنسا باتت في مقدمة الدول التي تدفع نحو عقوبات ضد إيران على مستوى الاتحاد الأوروبي وفي مجلس الأمن، وقال "يجزننا ذلك لأننا تعتبر فرنسا بلدا صديق وهذا النوع من التصرفات لا يليق بدولة مثلها، فلا يوجد ما يبرر السير بشكل أعمى وراء دولة أخرى معادية لإيران". ودعا باريس إلى أن تكون سياستها مع طهران متوافقة والعلاقات القديمة بين البلدين

وأكد السفير الإيراني الجديد لدى فرنسا سيد مهدي ميرا بوطالبي أن إيران أقامت دائما علاقات "ممتازة" مع إيطاليا وحذر الدول الأوروبية من الوقوع في لعبة واشنطن التي تريد أن تشارك الدول الأوروبية في مشاكلها واستبعادها من المنافع الاقتصادية. وقال السفير الإيراني "كان لدينا دائما علاقات ممتازة مع إيطاليا وتطورت بشكل دائم". واعتبر أن "سياسة رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني تتأثر بالرؤية الأميركية وهذا يقود إلى بطء تطور العلاقات مع إيران على المستوى الثنائي، ولكن مواقف السياسيين ليس لها سوى نتائج محدودة على تطور العلاقات التجارية والاقتصادية"، وفق تعبيره

وتطرق السفير الإيراني إلى مسألة انضمام إيطاليا إلى مجموعة الدول الست المتابعة للملف النووي الإيراني، وقال "موقفي الشخصي هو أن الدول الصديقة التي تريد الانضمام إلى مجموعة الدول الست وتتصرف على أساس العدالة والإنصاف يمكنها أن تكون مفيدة أما إذا أرادوا الموافقة على كل ما يقوله الأميركيون ويحولون الأمر إلى صفقات فيما بينهم فهذا من شأنه تعقيد الموقف أكثر". وذكر بأن موقف إدارة بوش السابقة يقوم على الكذب بشأن العراق وإيران، وصرح "لقد انكشفت أكاذيبه فهل يريد الأوروبيون رؤية هذا أم لا؟"، على حد تعبيره

aki
(101)    هل أعجبتك المقالة (109)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي