نذر الدكتور "رضوان محمود برهان" نفسه لخدمة أطفال مدينته "الزبداني"، وعمل أحياناً في مداواة الجرحى والمصابين في عيادته بدافع إنساني وأخلاقي، ولكن النظام انتقم منه بتغييبه خلف الشمس في أقبيته المظلمة بتاريخ 20/ حزيران/2013، وتصفيته فيما بعد دون أن يُسلّم جثته لذويه إلى الآن.
وتمكن ذووه من التعرف على صورة جثته بين الصور التي سربها القيصر منذ سنوات.
وظهر اسم الدكتور "رضوان برهان بن محمود وهند مواليد الزبداني 1968 ضمن الجزء الثاني من قائمة الـ 1.5 مليون مطلوب لنظام الأسد التي نشرتها "زمان الوصل" بتاريخ 20/ 3/ 2018، ودوّن بجانب الاسم أنه معتقل لدى إدارة المخابرات العامة.
وكان الشهيد "برهان" وهو من مواليد 9/ 8/ 1968 قد درس بكلية الطب البشري في حلب واختص كطبيب أطفال وبعد أن أنهى دراسته عاد إلى الزبداني ليفتتح عيادة فيها، وبعد اندلاع الثورة وبسبب القصف الذي طال المدينة عام 2012 اضطر مع عائلته للانتقال إلى مدينة "بلودان" المجاورة -كما تروي ابنته "سوزان برهان" لـ"زمان الوصل"- مضيفة أن والدها كان يعالج كل الأطفال وبعض أهالي المدينة المطلوبين في المدينة، فاعتقله النظام عند أحد حواجز المخابرات.
وكشفت ابنته أن اعتقال والدها جاء بعد وشاية من أحد مخبري "بلودان" الذي كتب تقريراً يزعم فيه أن والدها يعمل كطبيب ميداني ويعالج "الإرهابيين" في إشارة إلى الأهالي المعارضين للنظام.
وروت ابنة الشهيد أن والدها كان في سيارته مع والدتها وأختها الصغيرة 9 سنوات فاعتقل على حاجز "القوس" في "بلودان" أمام زوجته وابنته وأخذوا سيارته ووضعوها في منطقة تابعة للفرقة الرابعة، ومنذ ذلك الحين انقطعت أخباره إلى اليوم الذي وصل خبر استشهاده في الفرع (215).
ويحتوي الفرع (215)، أو ما يُدعى بـ"سرية المداهمة والاقتحام" التابع لفرع الأمن العسكري على ما لايقل عن 7500 معتقل، ويُعد الفرع رقم واحد في حالات الموت بسبب التعذيب بين جميع الأفرع الأمنية في سوريا، وقلما ينجو من يدخله من الموت، حسب تقارير حقوقية وشهادات لأهالي معتقلين.
ورفضت محدثتنا تزويد "زمان الوصل" بصورة والدها وهو متوفٍ ضمن الصور التي سربها "القيصر" نزولاً عند وصيته بأن لا تُنشر صورته إذا اعتقل أو حصل له مكروه بسبب رؤيته لصور المتوفين تحت التعذيب.
وكان والدها–حسب وصفها- ودوداً وشجاعاً وحريصاً على إضفاء جو من المرح للتخفيف من توترات الحرب في المنزل والعيادة على حد سواء، وكان حنوناً ورحيماً مع الأطفال والناس، وكان يعمل من دون توقف لإنقاذ حياة أطفال مدينته، سواءً كانوا من المرضى أو جرحى القصف مضيفة أن والدها كان يتوقع الشهادة أو الاعتقال فنال الشهادة بعد اعتقاله.
وينتمي الشهيد "برهان" إلى عائلة معروفة بمعارضتها لنظام الأسد منذ بداية الثورة وقدمت الكثير من الشهداء والمعتقلين ومنهم كما تقول "سوزان" جدها لأبيها وثلاثة من أشقائه.
فارس الرفاعي -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية