حذرت روسيا من أنه في حال نفذت الولايات المتحدة تهديداتها وفرضت عقوبات اقتصادية أقوى عليها فإنها ستعتبر ذلك بمثابة "إعلان حرب اقتصادية" وسترد عليها بكل الوسائل المتاحة.
ويأتي التحذير الذي وجهه رئيس الوزراء الروسي "ديمتري مدفيديف" بعدما كشفت واشنطن عن عقوبات اقتصادية جديدة تستهدف روسيا في قضية تسميم عميل مزدوج سابق روسي بغاز الاعصاب "نوفيتشوك" في بريطانيا، وتحدثت عن احتمال فرض دفعة ثانية من العقوبات "المشددة" في المستقبل.
وقال "مدفيديف": "إذا تلت ذلك أمور مثل حظر أنشطة هذا المصرف أو ذاك او استخدام هذه العملة أو تلك، فيجب تسمية الامور بوضوح: إنه إعلان حرب اقتصادية".
وتابع "بالتالي، يجب أن نرد بالتأكيد على هذه الحرب، عبر وسائل إقتصادية وسياسية وإذا لزم الأمر عبر وسائل أخرى،على أصدقائنا الاميركيين أن يفهموا ذلك".
ونددت الرئاسة الروسية "كرملين" بالعقوبات الأميركية التي ستشمل صادرات بعض المنتجات التكنولوجية معتبرا أنها "غير مقبولة وغير شرعية" ووعد بالرد.
وأدى الإعلان الأمريكي عن فرض عقوبات إلى تدهور البورصة الروسية وتراجع العملة الروسية "روبل" الأربعاء والخميس الماضيين.
وسجل الروبل صباح اليوم الجمعة أدنى مستوى منذ نيسان 2016 أمام الدولار.
ووصف البنك المركزي الروسي هذا الأسبوع الأسود بالنسبة للروبل بأنه "رد فعل طبيعي للسوق المالية على العقوبات الجديدة المحتملة".
وقال "لقد سبق أن حصل ذلك في الماضي بشكل مؤقت"، مضيفا أنه "يراقب الوضع المالي"، ووعد باتخاذ إجراءات إذا دعت الحاجة لوقف تراجع العملة.
والدفعة الأولى من العقوبات الأميركية التي كشف عنها في وقت متأخر الأربعاء ستدخل حيز التنفيذ خلال أقل من أسبوعين، فيما وصفت الدفعة الثانية التي بأنها "مشددة" ويمكن أن تصل إلى حد منع شركات طيران روسية من استخدام المطارات الأميركية أو حتى تعليق العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن العقوبات تهدف إلى معاقبة موسكو على "استخدام أسلحة كيميائية او بيولوجية ما يشكل انتهاكا للقانون الدولي" بموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية والبيولوجية الموقعة عام 1991.
لكن الإعلان عن العقوبات يمكن أن يعزز موقف الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" الذي يؤكد أن إدارته تعتمد نهجا حازما حيال روسيا.
والأربعاء نشرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية ما قدمته على أنه مشروع عقوبات أميركية يطلب خصوصا تحقيقا حول الثروة الشخصية المفترضة للرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" ومنع رعايا أميركيين من شراء الديون السيادية الروسية.
وبحسب الصحيفة، فان المشروع يقترح أيضا عقوبات تستهدف مصارف عامة روسية كبرى مثل "سبيربانك" و"في تي بي" و"غازبروم بنك" وكذلك قطاع المحروقات الذي يعتبر أساسيا للاقتصاد الروسي.
وتأتي العقوبات بعدما فرضت وزارة الخزانة الأميركية في آذار مارس عقوبات على 19 مواطنا روسيا وخمسة كيانات بتهمة تدخلهم في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016، في ما شكل الإجراء الأشد ضد موسكو منذ تولي ترامب الرئاسة.
كما أمرت واشنطن في آذار مارس بطرد 60 دبلوماسيا روسيا وإغلاق القنصلية الروسية العامة في سياتل بسبب حادث "نوفيتشوك".
وكانت لندن نسبت إلى الحكومة الروسية مسؤولية تسميم العميل الروسي السابق "سيرغي سكريبال" وابنته "يوليا" بغاز "توفيتشوك" الذي طور في الاتحاد السوفياتي السابق في نهاية الحرب الباردة. ونفت موسكو أي علاقة لها بالموضوع مطالبة بأدلة.
وتخضع روسيا لعقوبات غربية تم تشديدها منذ قيامها بضم شبه جزيرة "القرم" في العام 2014. كما ساهم تراجع أسعار المحروقات في تسجيلها انكماشا استمر لسنتين خرجت منه في نهاية 2016.
وواصلت الولايات المتحدة تعزيز عقوباتها في السنوات الماضية على خلفية اتهامات بالتدخل الروسي في الانتخابات الأميركية رغم وعود الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتحسين العلاقات.
وكالات
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية