أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

صفحات مطوية.. عندما استباحت الفرقة الخامسة السويداء لمحاربة "الكفار" و"عملاء الصهاينة"

شاهد: حشد بشار الأسد أكثر من 100 دبابة، فظننت أن الهجوم سيكون على إسرائيل

تنويه: إن "زمان الوصل" إذ تنشر هذا التقرير المدعم بالشهادات، فإنها تهدف لتوثيق جريمة ضد الإنسانية ارتكبها نظام بشار الأسد بحق أهالي السويداء، وسط أجواء تحريض طائفي كريهة تولت مخابرات النظام وجيشه نشرها وتأجيجها، كما إن هدفها أن يطلع السوريون –كل السوريين- على مقتلة عتم عليها النظام طويلا، وغابت تفاصيلها عن عامة الناس بل وحتى عن المنظمات الحقوقية.. وكل ذلك رجاء أن تأخذ العدالة مجراها يوما ما، وتقتص كل ضحية في عموم البلاد من الجلاد الأكبر. 

*عاث بعض الجنود في مقابر الدروز بوحي من كلام الضباط وتحريضهم
*انجلى المشهد عن بركة من الدماء سقط وسطها العشرات، ودمار في المباني، قبل أن تتم استباحة المدينة.
* لم يتردد الدروز في الاحتجاج على سياسات الفقر الأسود والإقصاء حتى في عز جبروت حافظ، و"سطل السمنة" يشهد.
* مظالم النظام "طفشت" البدو إلى ما وراء الحدود، وبعضهم كان ينام وهويته تحت وسادته حالما بالعودة.
*انتظرنا قرابة ساعة للتدخل، بحجة عدم وجود أمر، وخلال هذا الوقت سقط نحو 20 قتيلا!

روى صف ضابط كان يخدم في الجيش بمحافظة السويداء، روى فصولا من استباحة مدينة السويداء على يد قوات النظام، ممثلة خاصة بالفرقة الخامسة، التي كان يخدم فيها هذا الرجل، وكان حينها جزءا من "الحدث" وشاهدا عليه.

حادثة الاستباحة التي تعود إلى سنوات خلت تداعت إلى ذاكرة صف الضابط، مع هجوم السويداء الأخير الذي خلف مئات القتلى والجرحى، وتوجهت كثير من أصابع الاتهام فيه نحو النظام، حيث خص الرجل "زمان الوصل" بتفاصيل عن واقعة الاستباحة العائدة إلى بداية عهد بشار الأسد (عهد الإصلاح والتطوير) وتحديدا خريف 2000، وغير بعيد عما سمي "خطاب القسم"، الذي عرف السوريون سريعا، وأهل السويداء خصوصا، إنه خطاب دجل.

*لواءان مدرعان
ففي تلك الفترة ثارت فتنة عظيمة للغاية بين سكان السويداء من "البدو" و"الدروز"، وسرت شائعات قوية بأن "البدو" قد خطفوا بنتا من "الدروز" واعتدوا عليها، مترافقة مع شائعات أخرى مفادها أن "البدو" عمدوا إلى إدخال حمار في إحدى الأماكن التي يقدسها الدروز، ما صب قدرا عظيما من الزيت على نار الخلاف، وحول السويداء إلى ساحة احتقان واشتباك.

وحسب رواية مصدرنا الذي كان حينها في الفرقة الخامسة، فقد استعان النظام بقوات حفظ النظام لتطويق الوضع لكنه لم يفلح، فاستعان بقوات مشاة من الفرقة الرابعة فلم يفلح أيضا، وعندها تم تحريك لواءين مدرعين من الفرقة الخامسة، وهما كل قوام الفرقة من الألوية المدرعة (الفرقة الخامسة تضم لواءين مدرعين وآخرين للمشاة).

ويستذكر صف الضابط تلك اللحظات وكأنها حدثت للتو، قائلا: نظرا لضخامة الحشود والآليات المدرعة كنا نظن صدقاً أننا متجهون لمهاجمة إسرائيل، وإذا بنا نعرف أن وجهتنا هي السويداء، التي ستصبح مسرحا لنحو 120 دبابة، فضلا عن مجموعة من العربات المدرعة من طراز "بي إم بي" و"ب.ر.دي.إم".

ويروي الرجل ما عاينه وسمعه بأذنه مباشرة من ضباط (مسيطرون ومحسوبون على طائفة معينة)، كانوا يخاطبون المجندين بلغة تحريضية فاقعة للغاية، قوامها: "الدروز كفار، الدروز عبدة عجل، خونة ومتعاملين مع الصهاينة، شوفوا شلون قبور موتاهم وكيف بيدفنوهم".. إلى غير ذلك من العبارات التي نخرت عقول المجندين البسطاء، وغرست فيهم روح الانتقام فيما بعد، بل و أوحت لبعضهم (كما توحي الشياطين) بأن يذهبوا لينبشوا في قبور "الدروز" ليكتشفوا فعلا، هل ما قاله ضباطهم صحيح!!

ويؤكد صف الضابط أن الألفاظ التي كانت تكفر الدروز وتخونهم كانت منتشرة حينها في صفوف "الفرقة الخامسة" قبيل الهجوم المرتقب على السويداء، حيث تحرك اللواء المدرع 12 من إزرع واللواء المدرع 15 من الحراك، صوب المدينة، ولكنهما لم ينخرطا مباشرة في فك الاشتباك المسلح والدامي الذي وقع بين الطرفين (الدروز والبدو).

ويقول صف الضابط الذي وصل حينها مع حشود عسكرية كبيرة إلى السويداء، إنهم انتظروا فترة من الزمن (قرابة ساعة) قبل أن يتدخلوا، بحجة أنه لم يصل أمر رسمي بالتحرك وإطلاق النار، وخلال هذه الفترة سقط نحو 20 قتيلا من المتعاركين!، بينما جيش النظام يتفرج.
وبعد إعطاء أمر الهجوم وإطلاق النار، استعرض الجيش كل ما لديه من أساليب الفتك، فانهالت الرشاشات وقذائف الدبابات تضرب هنا وهناك، ودمرت بيوتا بأكملها، وتحول الميدان إلى بركة غطتها دماء العشرات ممن سقطوا بالاشتباك بين الطرفين أولاً، وبنيران جيش النظام لاحقا (النسبة الأكبر من القتلى كانت بنيران الجيش)، ولم يتح حينها إحصاء عدد القتلى بدقة، لكنهم كانوا بحدود 50.

ويشدد صف الضابط في حديثه لـ"زمان الوصل" على أنه يتذكر الواقعة بكثير من تفاصيلها، بل ويتذكر أسماء المسؤولين عن الهجوم وعن الفرقة الخامسة حينها، ومنهم قائدها "ع.ش" ونائبه "ج.ج"، والضباط "أ.غ" و"س.ن" و"ح.ض" وغيرهم من الذين شاركوا مباشرة أو عبر إعطاء الأوامر في استباحة السويداء، واقتحامها والصعود بجنازير الدبابات على أي شيء كان يعترض طريقها.

*بإشراف "الجوية"
وعند سؤاله عما إذا كان هناك مجندون من الطائفة الدرزية قد شاركوا حينها في الهجوم، أو أجبروا على المساهمة فيه، قال صف الضابط إنه لم يلتق خلال خدمته في الفرقة الخامسة بأي مجند درزي، حيث كان النظام يحرص على إرسال هؤلاء ليخدموا في أماكن بعيدة، باستثناء صف ضابط درزي كان والده متطوعا في الجيش وتقدم بطلب لنقله فجرى فرزه إلى الفرقة الخامسة، وهناك عاش في عزلة شبه تامة، فلا أحد يجالسه أو يؤاكله (يأكل معه) أو حتى يتسامر معه، ولما استفهم محدثنا من المجندين عن سبب نأيهم عن هذا الشخص، رددوا أمامه نفس عبارات التكفير والتخوين التي سبق أن سمعوها من ضباط الفرقة إبان الهجوم، علما أن صف الضابط الدرزي وصل إلى الفرقة الخامسة بعد انتهاء الهجوم ورجوع الأمور إلى "طبيعتها"، ولكن آثار التحريض بقيت على ما يبدو راسخة في نفوس العساكر.

وحول الجهة التي يمكن أن تكون متورطة في تأجيج الصراع بين البدو والدروز، وإيصاله إلى هذا المستوى الدامي، يشدد مصدرنا أن النزاع بين الدروز والبدو قائم منذ زمن طويل، وهو يندلع تارة ويخبو أخرى، لاسيما على خلفية شكاوى وادعاءات برعي جائر تقوم به مواشي البدو لأشجار العنب والتفاح التي يزرعها الدروز في بساتينهم.

ويستدرك صف الضابط، في خريف 2000 وأحداثه التي انتهت باستباحة السويداء، لم تكن أصابع مخابرات النظام غائبة، فقد كان الهجوم بإشراف المخابرات الجوية ومن تنفيذ الفرقة الخامسة. ورغم أن أرضية الصراع موجودة وقائمة، لكن مخابرات النظام وجيشه صبوا الزيت على الصراع وأججوه قبل التنطح لإرسال الحشود بحجة إخماده والحفاظ على الأمن، عملا بمبدأ النظام المعروف "اقتل القتيل وامش في جنازته".
فالجيش نفسه الذي كان ضباطه يحرضون على الدروز بحجة أنهم "عباد عجل" و"خونة"، هو نفس الجيش الذي وقف قادته يحيّون المجندين، لأنهم "حموا الأهالي" وتدخلوا في "الوقت المناسب" وأحبطوا "المخطط الصهيوني"، وغير ذلك من العبارات التي يلوكها النظام وضباطه في كل مناسبة وعند كل واقعة مهما كان حجمها.
ويتذكر المصدر كيف أدرك في تلك اللحظة من 2000 أن جيش النظام لا ينفع لحرب مع إسرائيل ولا غيرها، بل هو جيش موجه ومخصص لمحاربة أهل سوريا وقتلهم وتدمير مدنهم، وكيف باح بهذا الأمر لأحدهم رغم خطورة هذا البوح، متأثرا بهول ما رآه في واقعة الاستباحة.

وأبعد من ذلك، يذهب صف الضابط لتوصيف الحالة العامة في السويداء بعد الهجوم، حيث صارت المدينة نهبا للعساكر يفعلون فيها ما يشاؤون مترافقة مع حظر تجول استمر نحو أسبوع، فأصبحت المدينة خاوية على عروشها تقريبا، تسودها مشاهد الدمار، وانعزل الأهالي في البيوت، وهجر كثير من شباب السويداء منازلهم، إما إلى دمشق أو حتى إلى خارج سوريا، وباتت فئة غير قليلة من البيوت خالية من الرجال، الذين تأكدوا حينها أن لا مجال للالتحاق بجيش من هذا النمط مهما كلف الأمر.

ولم يكن غريبا –حسب المصدر- أن يمر هذا الهجوم العسكري الشرس من النظام دون أن تصل أخباره إلى بقية السوريين، فهو نفس النظام الذي ذبح واعتقل عشرات الآلاف من حماة في الثمانينات، ولم يكن يعلم كثير من السوريين عن مأساتهم شيئا إلا بعد مرور سنوات طوال.
ورغم أن بشار جاء بخطاب معسول، تحدث فيه عن التطوير والتحديث وطرح خلاله مصطلحات كثيرة كانت غريبة على أسماع السوريين من شفافية وانفتاح و..، لكن الواقع كان يشهد بخلاف ذلك، ويبدو أن إحدى القنوات الكبيرة جدا قد اغترت بهذا الخطاب وأوفدت مراسلها للوقوف على ما يجري في السويداء ونقله، فما كان من رجال النظام إلى أن هجموا عليه ونزعوا منه الكاميرا، ليدرك الصحافي وقناته أن سوريا ما زالت مزرعة مغلقة، يحكمها الأسد. 
*علم إسرائيل
ويعود صف الضابط ليتذكر كيف لعب ضباط النظام بخبث على وتر "الخيانة" والعلاقة مع "الصهاينة"، وكيف كانوا يروجون بين المجندين روايات من قبيل أن وجهاء الدروز قالوا: "إذا ما بدكم تخلونا نقلع البدو بدنا نرفع علم إسرائيل ثاني يوم"، وكيف ربط هؤلاء الضباط هذه الرواية بوضع دروز فلسطين الذين يخدم كثير منهم في لواء "غولاني"، وهو أحد ألوية النخبة في جيش الاحتلال. (في حمص استخدم النظام مزاعم رفع الثوار للعلم الإسرائيلي ليحقن ضدهم جيشه وشبيحته بجرعة إضافية).

ويؤكد محدثنا أن موجة التكفير والتخوين التي أطلقتها مخابرات النظام وجيشه حينها، جعلت الدروز يحسون بقهر واحتقان شديد، جسدته كلمة باح بها صف الضباط الدرزي الذي خدم مع مصدرنا في نفس القطعة، حين قال له إن "شارون (مجرم جيش الاحتلال الشهير) أرحم من هؤلاء"، أي من جيش النظام.

وأفاد مصدرنا أنه عاش مع أهل السويداء وصادق عددا لا بأس به منهم، وهناك رأى فقرا غير عادي، فقرا أسود يلف مختلف مناحي المعيشة لهؤلاء السوريين، حتى كان حلم الشاب أو المراهق منهم أن يتمكن من شراء علبة تبغ من النوع الرديء (إيبلا) وبسعر 8 ليرات حينها، ولكنه لم يكن يجدها.
ولفت محدثنا إلى أن أهل السويداء كان يتهمون النظام بهذا الوضع المزري، ويرون أنه تعمد تمرير الطريق الدولية نحو الأردن عبر درعا، وليس عبر السويداء، ما تسبب في حرمانهم من عائدات كبيرة كان يمكن للطريق أن تدرها عليهم، حسب رأيهم.

وختم محدثنا بأن قلة ذات اليد في السويداء لم تغير من طبيعة أهلها المتسمين بـ"النخوة" وتلبية نداء "الفزعة"، ومن ذلك أن مجندا من الفرقة الخامسة نزل مرة إلى مدينة السويداء فلاحقته دورية شرطة عسكرية (معروفون بشراستهم وعدوانيتهم) ولما هموا بإلقاء القبض عليه صرخ: "يا أهل النخوة الدرزية" فما كان من الموجودين في الشارع إلى أن تجمعوا على دورية الشرطة العسكرية وضربوا عناصرها وخلصوا المجند من أيديهم، رغم ما يحمله هذا التصرف من خطورة وما يمكن أن يجره من عواقب.

وفي شهادة أخرى، قال "غ.ح" الذي كان يخدم في قيادة شرطة محافظة السويداء في ثمانينات القرن الماضي تحت إمرة العميد "ر.أ"، وعلى أيام المحافظ "دنحو داود" الذي يردد اسمه كثير من أهل السويداء حتى الآن.. قال الشرطي "غ.ح" لجريدتنا إن الدروز في السويداء كانوا يعيشون حياة شديدة التقشف في تلك الحقبة كغيرهم من السوريين، بحجة الحصار الاقتصادي والمؤامرة التي تحاك ضد سوريا، فيما كان كبار حيتان الحكم يلتهمون ثروات البلاد ومدخولاتها بل ومدخراتها السابقة، دون أن يتركوا لـ"المواطنين" سوى الفتات.

ولكن "التقشف" في السويداء كان له طابع مختلف، يزيد من وطأته غياب المشروعات الحيوية التي يمكن أن تشغل الشباب وتضمن لهم مصدر دخل مقبول، ومن هنا بقيت المحافظة وكأنها تعيش في عصر متأخر جدا، رغم ما لدى أهلها من حيوية ونشاط.

*أنت المسؤول
ورغم أن الحديث بالمصطلحات الطائفية كان مجرّما ومحرما في الجيش والشرطة، إلا أن أفرادا في هذين السلكين لم يكونوا يتحرجون أبدا من ترديد أقاويل تسخر من الدروز وحتى من عقائدهم، دون أن يضطر أحد هؤلاء الساخرين للتفكير كثيرا، بينما كان يعد للمليون وما بعد المليون حينما يتعلق الأمر بحديث يخص طائفة الرئيس، وهذا الاستهتار ولد انطباعا بأن الدروز في عيون النظام ليسوا سوى مواطنين من الدرجة العاشرة.

ووفق شهادة "غ.ح" فإن أهل السويداء كانوا يشعرون تماما بممارسات الإفقار والإهمال والإقصاء، وكانوا يعبرون عن رفضها ورفض من طبقها (النظام) بوسائل مختلفة، حتى إنهم عمدوا في إحدى المرات لتعليق "سطل سمنة" على تمثال حافظ الأسد، في عز قوة وجبروت حافظ، وفي حركة تنم عن الازدراء الكبير لهذا الطاغية، وتقول له صراحة إنك المسؤول الأول عن تجويعنا (كانت علبة السمن وقارورة الزيت وحتى علبة المناديل الورقية شيئا نادرا، وغاليا إلى درجة أن الكثيرين كانوا على استعداد لطلب الواسطة أو خوض شجارات ومعارك أمام أبواب المؤسسات الاستهلاكية للحصول على هذه الأشياء!).

وفي سياق متصل بالقضية، يقول السوري "نضال.س" لجريدتنا إنه لم يكن يعلم شيئا عن صراع بين الدروز والبدو في السويداء، ولا عن دور للنظام فيه، فالبلد كانت في عينيه -كما في عيني الكثيرين- مجرد واحة آمنة تحت حكم الأسد بوصفه "صمام الأمان للوحدة واللحمة الوطنية".

ويضيف "نضال": من المثير للسخرية أن معرفتي بهذه القضية الشائكة جاءت عندما غادرت سوريا، حيث اطلعت على إحدى مآسي بلادي من الخارج، موضحا أنه كان يتردد أواسط تسعينات القرن الفائت إلى الأردن، وتحديدا منطقة "المفرق" المحاذية للحدود السورية لأداء بعض الأعمال، وهناك التقى سوريين من بدو السويداء، تحدثوا أمامه عن "مظالم" النظام بحقهم وكيف ساهم في تهجيرهم و"تطفيشهم" من البلد.

واستقبل الأردن هؤلاء السوريين البدو حينها، وقدم لهم تسهيلات للسكن في قرى صغيرة متناثرة على الطريق الصحراوي الواصل إلى العراق، بل ومنح أناسا منهم الجنسية الأردنية، وتطوع بعضهم في الجيش الأردني، ومع ذلك، وحسب رواية "نضال"، كان هؤلاء يحنون لسوريا ويتمنون العودة إليها، بل إن هناك من كان يضع هويته السورية تحت وسادته وينام عليها حالما بأرضه وبلده التي أخرجه منها آل الأسد.

إيثار عبدالحق- زمان الوصل-خاص
(278)    هل أعجبتك المقالة (261)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي