أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الإعلام الألماني وتكريس صورة اللاجئ السلبية

أرشيف

"لماذا تلاحق السلبية صورة اللاجئين في الإعلام الألماني"، تحت هذا العنوان نشر موقع "WD- عربية" بحثا صحفيا مطولا، حول الخطاب الإعلامي الألماني، والصورة النمطية التي يقدمها عن اللاجئين، والتي تساهم في صناعة رأي عام مضاد، في الشارع الألماني. 

يبدأ البحث من الخطاب الإعلامي لدى أحد أكبر المؤسسات الإعلامية في المانيا، مؤسسة "بيلد"، التي لا تتوانى عن عكس الحقائق في العناوين العريضة لمقالاتها وأخبارها، أو بتر المعلومة من سياقها، أو الإيحاء غير المباشر، لتتسبب بقصدية واعية، بمغالطات إدراكية، تزيد النظرة السلبية تجاه اللاجئين.

ويرى البحث أن عبثا كهذا يشكل ضالة اليمين الشعبوي المنشودة، (باعتباره "الدليل القاطع" على "إفلاس" الحكومة الألمانية و"فشلها الذريع" في سياسة اللجوء)، كمثل: ثمانون في المائة من اللاجئين يرسبون في امتحان اللغة، أو ثلث الحاصلين على المساعدات من الأجانب، وكلا العنوانين لا ينقل معلومة دقيقة وكاملة.

سيطرة النمط:
يعود البحث الى بدء الموجة الكبرى للاجئين خريف عام 2015، حيث كان ملف اللاجئين في صلب الأجندة السياسية للأحزاب والحكومة، وفي صلب العملية الإعلامية أيضا، ليستشهد بدراسة ميدانية حول صورة اللاجئين في وسائل الإعلام، صدرت صيف 2017، عن مؤسسة أوتو برينر بإشراف معهد الأبحاث بجامعة لايبزيغ. وركزت على تقارير مسموعة ومرئية ومقروءة في الفترة ما بين فبراير/ شباط 2015 ومارس/ آذار 2016، وخلصت إلى أن وسائل الإعلام تبنت آنذاك الخطاب الرسمي "لتلميع سياسة الأبواب المفتوحة"، متجاهلة تعقيدات الملف وضرورة معالجته من زواياه المختلفة.

لكن هذه الدراسة كانت قد سبقتها بثلاثة أشهر، دراسة أخرى أعدها معهد الإعلام "ماكروميديا" في برلين بالتعاون مع مركز الأبحاث في قسم الجنايات بولاية ساكسونيا السفلى، خلصت نتائجها إلى أن الإعلام الألماني يظهر صورة سلبية للاجئين، مقترنة بالجرائم والاعتداءات الجنسية والإرهاب.

إذ أن عددا من وسائل الإعلام تركز بقوة على الجرائم التي يكون المشتبه فيها لاجئون، وتتغاضى عن ذات الجرائم إذا كانت تعتقد أن من يقف وراءها هم من "الألمان الأصليين"، كما تتغاضى عن الجرائم العنصرية بحق اللاجئين أنفسهم. وأوردت الدراسة احصاء مستند الى نحو ثلاثمائة تقرير صحفي وتلفزيوني.

استثناء أم قاعدة؟
ويتوقف بحث " WD- عربية " عند آراء أساتذة إعلام في الجامعات الألمانية، ذهب بعضها الى أن تطور الخطاب الإعلامي تماشى في تطوره مع السياسة السائدة، من مرحلة الترحيب، الى التشريعات الأكثر تشددا"، وإنشاء إطارات مفاهيمية سلبية، أقحم بداخلها اللاجئون"، ويذهب أحد الآراء إلى أن "أحداث" رأس السنة في كولونيا أمدت هذا التحول بـ "حمولته الرمزية" فقط، فقبل ذلك كان المزاج العام قد بدأ ينقلب بالفعل أمام صخب الأصوات المحذرة من "ضخامة أعداد اللاجئين التي لا يمكن لألمانيا استيعابها".

الصحفية السورية هبة العبيد التي عملت صحفية متدربة في عدد من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة شاركت البحث رأيها، وقالت إنها ترى التغطية تتأرجح بين صورة اللاجئ المحتاج للمساعدة والدعم، وصورة نقيضة عن اللاجئ المغتصب والمجرم. وبين الصورتين فراغ تام يجعل الصورة الأولى والثانية تظهران كصور نمطية.

وفي الأشهر الأخيرة برزت الصورة الثالثة والأخطر، والتي تصور اللاجئين عبئا على الاقتصاد "يجب التخلص منه". وتزامنا مع ذلك بدأ الحديث عن "الترحيل"، على أساس أنه مطلب شعبي.

صناعة الرأي:
ويخلص البحث إلى سؤال، هل بات الإعلام عاملا أساسيا لتكريس الأفكار المعادية للاجئين، أم أنه يتجاهل الحقيقة المجتمعية لألمانيا ومهمتها الحضارية؟ لتأتي إجابات ضيوفه مشككة في وسائل الإعلام، التي لا تؤدي دورها كما يجب، وتخفق في وظيفتها في ملفات شتى، وخاصة المساهمة في عملية الاندماج المجتمعي. "ولا شك أن اختزال الواقع العريض إلى نقاط محددة، يقود إلى "صورة مشوهة للحقيقة، وهذا ما سيمثل فشلا ذريعا لوسائل الإعلام".

زمان الوصل
(212)    هل أعجبتك المقالة (236)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي