أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

إسرائيل تستأنف الحرب ... وعباس يعطّل حوار القاهرة

استأنفت إسرائيل أمس، حملتها العسكرية على غزة، ونفذت سلسلة غارات استهدفت وسط القطاع ومنطقة رفح، بعد ساعات من تصاعد التهديدات الإسرائيلية الصريحة بشن عمليات جديدة »قاسية وغير متكافئة«، تزامنت مع إطلاق رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، من القاهرة، النار على المحادثات في مصر حيال التهدئة مع إسرائيل والحوار الفلسطيني الداخلي، متهماً فصائل المقاومة بـ»المغامرة« و»إعطاء الذريعة« لإسرائيل لتشن عدوانها.
وأغار الطيران الإسرائيلي على مركز للشرطة في وسط غزة كان خالياً، فيما أكد مسؤول أمني إسرائيلي ان »غارات عديدة شنت على القطاع، استهدف بعضها منطقة رفح«، مما تسبب في فرار مواطنين من منازلهم. وقد أطلقت خلال النهار قذائف باتجاه منطقة نحال عوز، أسفرت عن إصابة ثلاثة جنود للاحتلال وإسرائيلي بجروح. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية في وقت لاحق ان أربع قذائف سقطت في النقب الغربي، ما تسبب في إصابة إسرائيليين بجروح. وكانت أربعة صواريخ سقطت صباحاً في إسرائيل من دون أن تسفر عن إصابات، تبنت إطلاقها »كتائب الأقصى«، الذراع المسلح لحركة فتح.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل إيهود أولمرت هدد »باستخدام مفرط للقوة« ضد غزة. وقال في الاجتماع الأسبوعي للحكومة »موقف الحكومة من البداية هو انه اذا كان هناك إطلاق (صواريخ) على سكان الجنوب، فسيكون هناك رد إسرائيلي قاس وغير متكافئ واستخدام مفرط للقوة«.

 وأوضح »سنعمل طبقا لقواعد جديدة تضمن اننا لن ننجر الى حرب إطلاق نار مستمر على الحدود الجنوبية«، وهو ما رأت فيه حركة حماس محاولة تهدف الى »تخريب« الجهود المصرية لتثبيت التهدئة.
من جهتها، قالت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني »ليست هناك حاجة للانتظار.. إنه ليس صواباً ويتعين ان يكون الرد قوياً وفورياً. وهذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن ان تفهم بها حماس ان المعادلة تغيرت، أن تستخدم إسرائيل القوة، الكثير من القوة، حتى عندما لا يصيب صاروخ«. وأضافت »لسنا بحاجة الى جمع عدد كبير من الصواريخ«، فيما رأى وزير الدفاع ايهود باراك إن إسرائيل »على الطريق لفترة طويلة من الهدوء«، معتبراً أن »حماس تلقت ضربة موجعة، وإذا استدعت الحاجة سيتم توجيه ضربة أخرى لها«.
وقد دخل باراك وليفني في سجال بشأن الموقف الذي يجب أن تتخذه الحكومة للرد على اقتراح مصري يدعو إلى تثبيت هدنة لمدة سنة مع حماس. وهاجمت ليفني باراك بسبب ما اعتبرته »موقفاً تصالحياً منه تجاه حماس«، واتهمته بأنه يحاول »الوصول إلى تفاهم معها (حماس)«، مضيفة »ان الاتفاق مع حماس سيعطيها شرعية.. وقد يحدث تغييراً في موقف العالم تجاهها«. ورد باراك بالقول »لن نوقع اتفاقا مع حركة حماس.. إنني ببساطة اقترح التحدث بطريقة أكثر واقعية، لأنها تساعدنا على التعامل مع التحديات الحقيقية للشرق الأوسط، وليس الواقع الذي نتصوره نحن«.
وينضم وفد من حركة حماس في دمشق اليوم الاثنين، الى ممثلين لها حضروا من غزة، لاستئناف المحادثات في القاهرة. وقال مسؤول فلسطيني في منظمة التحرير ان اليوم سيكون حاسماً في ما يتعلق بالمفاوضات بشأن التهدئة مع إسرائيل والحوار الفلسطيني الداخلي، حيث ان وفد حماس »سيقدم رداً تفصيلياً واضحاً حول موقفه النهائي من هاتين المسألتين«.

 وكان ممثلون لفصائل أعلنوا ان مصر حددت موعداً لسريان التهدئة هو الخامس من شباط الحالي، على ان يبدأ الحوار الفلسطيني في ٢٢ من الشهر ذاته.
واستبق عباس محادثات القاهرة باتهام حماس، من دون ان يسميها، بأنها جازفت بحياة الفلسطينيين ومستقبلهم وتعمل لمصالح أجنبية. وقال »هؤلاء الناس غامروا بحياة الشعب، غامروا بدم الشعب، غامروا بمصير الشعب، غامروا بحلم وأمل الشعب بإقامة دولة فلسطينية مستقلة«. وأضاف »ولماذا؟ بكل صراحة بسبب برامج عمل ليست فلسطينية«، مشدداً في الوقت ذاته على ان »لا حوار مع من يرفض منظمة التحرير الفلسطينية«، في إشارة الى قول رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، انه يجري البحث حالياً في مرجعية جديدة بدل منظمة التحرير.


ودافع عباس، الذي عدل عن القيام بجولة أوروبية، عن دور القاهرة. وأوضح »أقول لأشقائنا في مصر.. لا تهتموا إلى السفاهات.. ليس لنا ملجأ إلا مصر«. واعتبر ان فصائل المقاومة في غزة أعطت إسرائيل »الأسباب والذرائع« لشن العدوان الذي سقط فيها اكثر من ١٣٠٠ شهيد، واصفاً الصواريخ التي تطلق على اسرائيل بأنها »صواريخ عبثية«. وقال »ليس هذا هو النضال. ليست هذه هي المقاومة«، فيما اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي ان تصريحات عباس »محاولة للتهرب من الاستحقاقات التي فرضتها الحرب«.
وكانت مصر جددت رفضها وجود اي قوات دولية على أراضيها، في وقت نصبت كاميرات مراقبة على طول الحدود المصرية مع غزة. كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي، ان ما بين ٧٠ و٨٠ دولة وجهة مانحة ستشارك في مؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة في الثاني من آذار المقبل، مشيرا في الوقت ذاته الى ان القاهرة لم تتلق حتى الآن رد جميع الفصائل الفلسطينية على المــشاركة في الحـوار الداخلي.
وفي مناقشات في مجلس الشورى المصري، قال رئيس المجلس صفوت الشريف »أقول لزعماء إيران إن مواقفكم مرفوضة وتحريضكم للانقسام الفلسطيني ودعمكم لكل ما يسيء إلى الجهود المصرية المخلصة هو محل رفض من الشعب المصري.« وأضاف »زعماء إيران يريدون أن ينسفوا نضال الشعب الفلسطيني وكفاحه التاريخي بمؤامرات الإعلان عن بديل مصطنع«.

وكالات
(88)    هل أعجبتك المقالة (92)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي