حصلت "مؤسسة هارموني للثقافة واللغات بهولندا" التي يديرها البروفسور السوري "أحمد جاسم الحسين" على المركز الأول في اختبارات الاندماج وعلامة الجودة من أعرق المؤسسات الهولندية (كيوا) بالاشتراك مع (بليك أوب فيرك) كأول مشروع ريادي بإدارة سورية يحصل على هذا التصنيف، إضافة إلى ترخيص رسمي، وهنأ الملك الهولندي "وليم الكسندر" والملكة "ماكسيما" المؤسسة على النجاح الذي حققته بعد سنتين من تأسيسها مع اعتذار على عدم تمكنهما من حضور حفل التكريم الذي أُقيم منذ أيام.
وجاء إنشاء مؤسسة "هارموني" انطلاقاً من شعور القائمين عليها بضرورة وجود مؤسسات سورية في المنفى الإجباري للسوريين في هولندا لأنها أقدر على تفهم حاجات السوريين، والأقدر على أن تكون صلة تواصل ومحبة وجسراً علمياً بين السوريين والهولنديين -كما يقول مديرها د. أحمد جاسم الحسين- لـ"زمان الوصل" مضيفاً أن المؤسسة التي بدأت مطلع العام 2016 في مدينة اتريخت الهولندية تهتم بتعليم الطلاب اللغتين الهولندية والعربية وتنظيم فعاليات القصة والشعر والغناء والموسيقا والرقص الصوفي والفلكلوري والمحاضرات والمسرح والأنشطة الاجتماعية.

شغل د. الحسين قبل لجوئه إلى هولندا منصب عميد كلية الآداب بجامعة دمشق ومستشاراً لوزير التعليم العالي، وعمل كاتباً ومقدماً للبرامج التلفزيونية، وكان ضمن لجان التدقيق والإشراف على المناهج في وزارة التربية لكتب المرحلة الإعدادية للغة العربية ومؤلفاً في الكتب الجامعية، كما عمل في المعهد الفرنسي لدراسات الشرق الأدنى بدمشق، وتمكن من أن يستثمر هذه الخبرة في بلد واجه فيه -كما يقول- العديد من التحديات على صعيد الثقافة واللغة والعادات والأنظمة التي لم يألفها من قبل، فكان عليه أن يهضم كل هذا ليستطيع البناء عليه.
بعد استقراره نسبياً وإتقانه للغة الهولندية سعى الحسين لإنشاء مشروع تعليمي وثقافي يتناسب مع إمكانياته وخبراته، فكان مشروعه "هارموني للثقافة واللغات" وتمكن -حسب قوله- من تسخير كل خبراته التعليمية عبر أكثر من ربع قرن في سبيل تطويع العملية التعليمية في المؤسسة التي يعمل فيها الآن أكثر من 75 مدرساً هولندياً وأكثر من 15 موظفاً، وتمكنت من تخريج أكثر من 3 آلاف طالب خلال السنتين الماضيتين، كما للمؤسسة 25 فرعاً في مدن هولندية عدة ومنها "أوترخت" و"نايميخن" و"روتردام" و"لايدن"، و"هارلم"، و"انشخدي"، و"الميرا"، و"لاهاي" وغيرها.
وحول تسمية المؤسسة باسم "هارموني" أوضح الحسين الذي يعمل مستشاراً في منظمة "war child" لبرامج اللغة العربية ومدرباً عن اللهجات والثقافة والتقاليد السورية في "KTV" أيضاً أن اختيار هذا الاسم، وهو مصطلح يدل على الانسجام بين أعضاء الفريق الواحد في الموسيقا جاء أيضاً كدلالة على الانسجام والتناغم بين أكثر من ثقافة وأكثر من حالة.

وتابع محدثنا أن "هارموني" تعني أن يكون الحوار بين المجتمعات والحضارات والأفراد طريقاً رئيسياً للوصول إلى مزيد من القيم الإنسانية النبيلة"، وتهدف "هارموني"، حسب قوله، إلى "تعليم اللغات والإشراف على المناهج ونقل تجربة القائمين عليها في التعليم، ونقل اللغة الهولندية أو العربية أو إحدى اللغات العالمية إلى أعضاء فريق (هارموني) مباشرة دون وسيط".
وأبان محدثنا أن اختيار مدينة "أوترخت” مقراً لـ"هارموني" جاء انطلاقاً من إدراك أهمية التنوع الذي تعيشه هذه المدينة، وكيف أنها عبر "الهارموني" الموجود فيها استطاعت أن تنتج شيئاً مختلفاً ومتميزاً، يجعل موقعها في منتصف هولندا عامل إثراء لها لتعطي خير مثال عن "هولندا"، البلد الذي يُضرب به المثل في الحرية والتعايش والتنوع والأمان.
وعزا محدثنا تحقيق "مؤسسة هارموني للثقافة واللغات" لأعلى نسب النجاح على مستوى هولندا، إلى الإدارة الناجحة التي تضم طاقماً سورياً هولندياً، واختيار مناهج جيدة والتركيز على الجوانب التطبيقية في اللغة، والأمر الآخر -كما يقول- اختيار طاقم مدرسين أكفاء ووجود طلاب متحمسين يرغبون بالتميز والنجاح، وكل ذلك كان في ظل متابعة ودأب استمرا لأكثر من سنتين تم مواصلة الليل بالنهار خلالهما.
فارس الرفاعي -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية