أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الانتخابات الباكستانية تشهد صعودا للاحزاب المتطرفة

زعيم حزب حركة "لبيك" الباكستانية الداعية كاظم حسين رضوي/ أ ف ب

شهدت الانتخابات الباكستانية الاسبوع الماضي صعودا لجماعات متطرفة، اذ فجر حزب اسلامي متطرف حديث العهد نسبيا كان زعيمه توعد بضرب هولندا بالسلاح النووي في حال وصوله الى الحكم، مفاجأة بتسجيله نسبة تصويت مرتفعة.

وقدمت الاحزاب الاصولية الاسلامية اكثر من 1500 مرشح للانتخابات المحلية على صعيد المحافظات، والوطنية التي فاز فيها بطل لعبة الكريكت السابق عمران خان.

وشكل التشدد في باكستان احد كبرى موضوعات النقاش خلال الحملة الانتخابية، مع اتهام سياسيين، بينهم عمران خان، بمحاولة استمالة اصوات قاعدتهم الانتخابية بالعزف على وتر قضايا تثير اهتمام المتشددين مثل التجديف.

وفي ما يأتي نظرة على نتائج الاحزاب المتشددة في الانتخابات التي اجريت الاربعاء الماضي:

- حزب معاد للتجديف -

سيكون اداء حزب حركة "لبيك" الباكستانية بقيادة الداعية كاظم حسين رضوي اكثر ما يثير قلق الاحزاب الكبرى والنشطاء الحقوقيين.

فالحزب الذي تأسس في 2015 طبع في وجدان الباكستانيين العام الماضي صورة اغلاق العاصمة اسلام اباد لاسابيع للمطالبة بالتشدد في تطبيق قوانين معاقبة التجديف المثيرة للجدل.

ويطالب الحزب بتنفيذ تلقائي لعقوبة الاعدام بحق كل من يسيء للدين الاسلامي او النبي محمد.

وبرزت تقارير بان رضوي قال مؤخرا لصحافيين إنه في حال تولى الحكم في باكستان، التي تملك السلاح النووي، فانه "سيزيل هولندا عن خارطة العالم" بسبب نشرها رسوما كاريكاتورية تظهر النبي محمد.

ولحسن حظ هولندا لم تفز حركة "لبيك" باي مقعد في الجمعية الوطنية الباكستانية التي تضم 342 عضوا، يُنتخب 272 منهم، فيما تخصص المقاعد المتبقية للنساء والاقليات الدينية.

الا ان الحركة فازت بمقعدين في مجلس اقليم السند.

ونال الحزب اصوات اكثر من 2,23 مليون مقترع في اول انتخابات للجمعية الوطنية يخوضها، كما حصد اكثر من 2,38 مليون صوت في الانتخابات المحلية، بحسب بيانات نشرتها اللجنة الانتخابية على موقعها الالكتروني.

وقال المحلل السياسي فاسي زكا لوكالة فرانس برس "العدد الاجمالي للاصوات التي حصلوا عليها مفاجئ جدا. انه حقا صعود سريع ومذهل".

ويثير الاداء الجيد لحركة "لبيك" قلقا، خصوصا لدى الطائفة الاحمدية، التي لطالما شكلت هدفا للمتشددين. فعلى الرغم من ان ابناء هذه الطائفة يعتبرون انهم مسلمون الا ان غالبية المراجع الدينية لدى المسلمين تنظر الى معتقداتهم على انها تجديف. وهي طائفة غير معترف بها رسميا في باكستان ولا تؤمن بان محمدا هو خاتم الانبياء.

- جماعة مرتبطة بهجمات بومباي -

نالت "حركة الله اكبر" اصوات اكثر من 435 الف مقترع في الانتخابات المحلية والوطنية، لكنها لم تفز باي مقعد.

ويتزعم الحركة حافظ سعيد المتهم بتدبير هجمات بومباي عام 2008 التي ادت الى مقتل 166 شخصا، وتصنفه الامم المتحدة ارهابيا.

وكانت الولايات المتحدة رصدت في 2012 مكافأة قيمتها عشرة ملايين دولار لمن يقدم اي معلومة تتيح توقيفه او ادانته.

وتأسست "حركة الله اكبر" بعد ان اقصت باكستان "رابطة الملة المسلمة"، الجناح السياسي لتنظيم عسكر طيبة المتشدد الذي يقوده سعيد، من السباق الانتخابي.

وقال زكا إنه توقع ان تثمر جهود "جماعة الدعوة"، الذراع الخيرية لتنظيم عسكر طيبة، في اقليم البنجاب عددا اكبر من الاصوات.

وقال زكا "إنهم يقدمون خدمات حيث لم تقم الدولة بواجبها... أعتقد ان اداءهم كان ضعيفا".

- متشددون سنة -

فازت جمعية "أهل السنة والجماعة" المتشددة بمقعد واحد على الاقل في مجلس اقليم البنجاب، علما بان مرشحيها خاضوا الانتخابات كمستقلين.

وتحض هذه الجمعية على الكراهية ضد الاقلية الشيعية في باكستان وتعتبرها مرتدة.

وقال زعيمها امام تجمع انتخابي "اذا تولينا السلطة مساء وبقي شيعي واحد حيا في الصباح لن يكون اسمي محمد احمد اللدهيانوي".

وتُعتبر جمعية اهل السنة والجماعة الجناح السياسي لمجموعة عسكر جنقوي المتطرفة والمسؤولة عن هجمات دموية ضد الشيعة في باكستان.

وقال زكا ان الرصيد الانتخابي للاحزاب المتطرفة سيمنحها نفوذا على الساحة السياسية التي تشهد تنافسا متزايدا، على الرغم من عدم ترجمته بمقاعد بسبب النظام الانتخابي الاكثري.

وقال زكا "ما يثير الاهتمام في هذه الانتخابات ليس نتائجها الحالية بل ما تنبئ به لباكستان بعد خمس سنوات".

(أ ف ب)
(113)    هل أعجبتك المقالة (115)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي