أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

اللواء "الحاج علي" لـ"زمان الوصل".. بلّ إعادة تأهيل نظام الأسد سيصل ذقون إدلب

الحاج علي

• الأمور في سوريا تسير وفق مصالح المستعمرين الخمسة، روسيا وأمريكا وإيران وتركيا وإسرائيل.
• التوقع العام هو استيلاء الروس على "إدلب"، إما بالتفاهم مع الأتراك أو بالقوة النارية الجوية.
• كل محاولات توحيد الضباط المنشقين باءت بالفشل، ولا أعتقد أن لدينا قدرة على التوحد.
• لا أمل من الموقف الأمريكي، وحتى العرب تماهوا معه وقبلوا ببقاء الأسد.

يعد اللواء "محمد الحاج علي" صاحب أعلى رتبة عسكرية انشقت عن قوات بشار الأسد في الثاني من آب أغسطس/2012، عندما كان مديرا لكلية الدفاع الوطني منذ 2008 بعد ثلاث سنوات قضاها قائدا للواء الميكانيكي، عرف بمواقفه المتميزة، ورفض الاصطفافات سياسية كانت أم عسكرية.
تطوع اللواء المولود في "خربة غزالة" بدرعا عام 1954، في الكلية الحربية عام 1974، وتخرج منها برتبة ملازم عام 1977، يحمل دكتوراه في فلسفلة الاستراتيجية القومية من أكاديمية "ناصر العليا" في مصر.

"زمان الوصل" حاورت القائد العام للجيش السوري الموحد، الذي أعلن عنه في أيلول سبتمبر/2017، للوقوف على رؤيته لما يجري في سوريا، خاصة بعد سيطرة قوات النظام على معظم مناطق جنوب البلاد ووسطها، عبر "مصالحات" مع الفصائل العسكرية وتفاهمات دولية عقدتها روسيا مع اللاعبين الإقليميين على الساحة السورية، وإليكم نص الحوار كاملاً:

*سيادة اللواء... يبدو الوضع في الشمال السوري المحرر هو الشغل الشاغل وحديث الساعة لكل السوريين، والهم الأكبر للثوار عسكريين كانوا أم مدنيين، ما توقعاتكم للمستقبل في "آخر قلاع الثورة" إن صح التعبير؟
-الوضع في الشمال معقد يحتاج إلى تفكيك، وبحسب اعتقادي أن روسيا وتركيا ستقومان بتفكيكه لاحقا إما باستخدام القوة العسكرية أو إجراء التفاهمات والمصالحات على نفس الطريقة بالجنوب والغوطة وشمال حمص، بالتأكيد هذه المنطقة الباقية من اتفاقات أستانا (خفض التصعيد)، تعتبر إحدى المناورات السياسية من وجهة نظري التي تم من خلالها إعادة تأهيل النظام الأسد للسيطرة على ما خرج عن سلطته من مناطق خلال الثورة، وكذلك إنهاء الفصائل المسلحة.
وأهم العقد الموجودة في الشمال الغربي، هي "جبهة فتح الشام" العمود الفقري لما يعرف باسم "هيئة تحرير الشام" وهي مصنفة على قوائم الإرهاب، حيث لا يُسمح بإجراء المصالحات معهم (النظام وروسيا)، وهنا ستكون العقدة التي من الصعب تسويتها، وأعتقد أنه سيتم تصفيتها بالتعاون ما بين القوى الموجودة (روسيا وتركيا وإيران) وقوات النظام، وقد تشترك بعض الفصائل المنتمية للجيش الحر في نهاية المطاف.
وسيتم التعامل مع المنطقة الشمالية الغربية وفق خطة تنفذ على مراحل، ستكون مرحلتها الأولى، انتزاع مناطق شمال غرب حماة وجبلي التركمان والأكراد وصولا إلى جسر الشغور، ثم يتم التضييق على "جبهة فتح الشام" في إدلب ومحاصرتها لإنهائها لاحقاً، وباقي الفصائل -بتقديري- هي رهن الإشارة.
والتوقع العام هو استيلاء الروس على "إدلب"، إما بالتفاهم مع الأتراك أو بالقوة النارية الجوية.

*كان لكم منذ الانشقاق لقاءات عالمية بارزة لعل أهمها لقاؤكم بقائد القوة المركزية الأميركية، ولقاؤكم رفقة "معاذ الخطيب" بوزير الخارجية الروسي "لافروف"، وهما القوتان الفاعلتان عالميا...بعد سنوات من هذه اللقاءات، ما محصلة الموقف الدولي من الثورة، وما مدى تأثير هذا الموقف على مآلات الثورة؟
-المواقف الدولية تبنى وفق مصالح الدول وليس على مبدأ الحق والباطل، بتقديري كان هناك تباين بين الموقف الأمريكي الروسي حتى عام 2014، ومع بروز قوة الفصائل الإسلامية المتشددة وخاصة (تنظيم الدولة والنصرة)، هنا تغير الموقف الأمريكي والأوروبي، وتم التوافق مع الموقف الروسي، والبحث عن سبيل الحل السياسي للأزمة السورية، وإبعاد الفصائل الإسلامية عن المشهد السوري، وهذا ما أدى إلى توافق المواقف الأمريكية والأوروبية مع الموقف الروسي، وإعطاء الضوء الأخضر للتدخل العسكري بسوريا وتغيير موازين القوى لصالح النظام.
وعندما كنّا نلتقي مع المسؤولين الروس أو الأمريكيين وحتى الأوروبيين كان هاجسهم الأول هو التنظيمات الإسلامية الراديكالية، ومن خلال متابعات أجهزة استخباراتهم الموجودة على الأرضي السورية في القوى المسلحة على الأرض وتقييمهم للواقع وجدوا أن هذه القوى أصبحت القوة الوحيدة القادرة على إسقاط النظام، وهذا كان يخيفهم كثيرا، ولو أخذنا بعين الاعتبار عدم وجود سلطة سياسية ملزمة على هذه الفصائل، إضافة إلى الدور السلبي الذي مارسه أعضاء من الائتلاف في تشويه صورة المعارضة السورية وعدم القيام بدور فاعل في تنظيم فعاليات العمل الثوري السوري والسيطرة على مقدرات الثورة السورية وارتهان جماعات في الائتلاف لأجندات إقليمية ودولية.. من كل هذه العوامل ولدت قناعة الدول الأوربية بعدم قدرة "المعارضة" على تولي الحكم بسوريا وإدارة الدولة، وتم طرح الحل السياسي وعدم السماح بإسقاط النظام عسكريا.

*في ظل الهيمنة الأميركية والعداء الروسي المطلق لثورتنا ورؤيتكم أن السياسية الأميركية في المنطقة مرتبطة بالإرادة الإسرائيلية، ما هو بتصوركم الأمر الذي يمكن أن يدفع الإدارة الأمريكية لتغيير موقفها من ثورتنا؟
-الإدارة الأمريكية، حددت موقفها من الثورة السورية، لم تقتنع بقدرات متصدري المشهد الثوري سياسيين كانوا أو عسكريين منذ عام 2013، لا يوجد قناعة لديها بأن هؤلاء قادرون على ضبط الأمور بسوريا في حال سقط النظام، لذلك لجأت إلى طرح الحل السياسي وعدم الموافقة على الحسم العسكري، بتقديري أن الأمريكان لن يغيروا موقفهم مستقبلا من الثورة السورية، خاصة أن الموقف الأمريكي مرتبط بالموقف الإسرائيلي الذي يبارك وجود نظام الأسد في السلطة كحامٍ للحدود مع إسرائيل، ولا يوجد أي ضغوط دولية أخرى تساعد على تغيير هذا الموقف، حتى العرب تماهوا مع الموقف الأمريكي وقبلوا ببقاء الأسد.

*كقائد عسكري، وكونك ابن البلد، ما هي نسبة نجاح خطة الاحتلال الروسي في إنشاء تشكيل عسكري في الجنوب يلتحق فيما بعد بجيش النظام بعد تنفيذ المهام المطلوبة منه؟
-لا أعتقد أنه هناك شيئا من هذا القبيل، الخطة الروسية ليست إنشاء تشكيل عسكري بالجنوب، وإنما تسوية لوضع المقاتلين الذين وافقوا على الشروط الروسية العشر تحت ضغط القوة التدميرية لسلاحها الجوي، والقبول بالمصالحة مع النظام بشروط معينة، وما يجري من أحاديث حول تشكيل قوة بالجنوب هي مسألة مؤقتة من أجل حفظ الأمن طبعا، ومن ثم الخضوع لقوات النظام لاحقا، وفق ما تم بالمنطقة الوسطى والغوطة، وكان الهدف من ذلك هو وصول قوات النظام إلى الحدود الأردنية لإثبات أنهم سيطروا، وبنفس الوقت الوصول إلى الجولان والهدف الهام الآخر فتح معبر نصيب، هذه الأهداف الأساسية من وجود هذه القوة التي تساعد على تحقيق هذه الأغراض.

*إلى أين وصل مشروع "التجمع الوطني للضباط الأحرار"، وما هي خططه المستقبلية على الأرض؟
-هناك مبادرات كثيرة لتوحيد الضباط بشكل أساسي والعسكريين المنشقين عن النظام، لكن الواقع الذي كان موجودا على الأرض ومفروضا علينا منع هذا، فكل المحاولات باءت بالفشل، وأنا شخصيا لا أعتقد أن لدينا قدرة على التوحد لأسباب كثيرة، أهمها أننا موزعون على جغرافيا العالم كضباط وعسكريين ولا يوجد تواصل فيزيائي، إضافة لخضوع الضباط لأجهزة أمن الدول الموجودين فيها ومراقبة كل حركاتهم وسكناتهم، وعدم قدرتهم التصريح برغباتهم، وهناك قصص كثيرة في هذا السياق.
أما الضباط المنشقون الموجودون بالداخل فهم موزعون بين الفصائل المشتتة، ولا يستطيعون الخروج من هذه الفصائل لتشكيل كتلة موحدة؛ لأنهم يحتاجون لإمكانيات مادية، ودعم غير موجود حاليا، لذا نحن نفقد القدرة على العمل المشترك لهذه الأسباب.

*قلعة الثورة الأخيرة، ومصير الشعب السوري المعلق بما سيؤول إليه وضعها، وفي ظل وجود مشروعات عدة (تركي، روسي، إيراني)... أين سيكون الشمال المحرر من هذه المشروعات، وما احتمالية تصادمها أو توافقها، ونسبة نجاح كل منها؟
-الأمور في سوريا تسير وفق مصالح المستعمرين الخمسة، روسيا وأمريكا وإيران وتركيا وإسرائيل، ونحن نسير بإرادة هذه الدول وتفاهماتها، فالشعب السوري فقد قدرته على التأثير في مجريات الأحداث سواء من جهة النظام أو المعارضة، الجهتان فقدتا التأثير بالأحداث، كلنا ننتظر ما يمكن أن تقدمه هذه الدول وبتقديري سيتم تسوية الأوضاع بسوريا من خلال حزمة من الإجراءات التجميلية ابتداء بالدستور وإجراء انتخابات على ضوء الدستور الذي سيصدر، ولكن بعد تسكين الحالة القتالية القائمة بتفاهم ما بين الدول المذكورة.

*الشعب السوري قدم من التضحيات ما لم يقدمه أي شعب في العالم، والوضع الحالي لهذا الشعب لا يتناسب أبدا مع ما قُدم من تضحيات ودماء، ما هو في رأيكم السبيل إلى أقرب طريق لتخلص السوريين من معاناتهم بالانعتاق من النظام الطائفي القاتل المستبد؟
-بعد كل هذا الخراب الذي لحق بالثورة السورية، أعتقد أن الشعب السوري سيعاني لعشرات السنين للوصول إلى حالة من الاستقرار والانعتاق من سلطة الدول المستعمرة لسوريا ومن تبعات وجود هذا النظام، وإذا تكاتف الشعب السوري وشكل منظومة قيادة سياسية واعدة ووطنية بكل ما تعنيه الكلمة، والتف حول هذه القيادة قد يخفف من المعاناة ويقصر الزمن اللازم للخروج من هذا المأزق، لكن بالتأكيد لن يعود النظام إلى سياسته قبل عام 2011، لأن هناك معطيات ومتغيرات كثيرة لا بد أن تحدث في البلاد، فبعد ما صنع بسوريا من قتل وتدمير وتخريب وخروج الشعب السوري عن القواعد قبل ذلك العام، لا أعتقد أن يستطيع من جديد تطويع الشعب السوري الذي انفجر بوجهه، وإن طوّع جزءا يسيرا منه سيكون الشعب السوري حرا عاجلا أو آجلا.

زمان الوصل
(282)    هل أعجبتك المقالة (278)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي