زار وزير الدفاع اللبناني الياس المر دمشق امس على رأس وفد عسكري رفيع المستوى، في زيارة رسمية هي الأولى له منذ أكثر من ثلاث سنوات، وأجرى محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد، بحضور وزير الدفاع العماد حسن توركماني، تناولت تعزيز التعاون الثنائي بين الجيشين السوري واللبناني، وعرض للتطورات السياسية على الساحتين العربية والإقليمية.
وذكرت وكالة الأنباء السورية »سانا« ان الاسد جدد استعداد سوريا لمساعدة لبنان بكل ما من شأنه تعزيز قوته ومنعته وتحقيق الأمن والاستقرار فيه.
وقالت مصادر الوفد إن المحادثات جرت في جو إيجابي وصريح ومن الاحترام المتبادل والاهتمام السوري الواضح، وان الجانب السوري أبدى الاستعداد لتلبية كل حاجات لبنان العسكرية، وليتمكن الجيش من تنفيذ كل مهماته بنجاح. كما أبدى استعداداً لتلبية ما يطلبه لبنان على صعيد ضبط الحدود ومنع التهريب ودخول السلاح والمسلحين في إطار مكافحة الإرهاب، علماً بأن الجانب السوري أكد أنه من جهته قام بكل الإجراءات المطلوبة منه لضبط الحدود، وعلى الجانب اللبناني تحديد ما يريده من سوريا اذا كان ثمة إضافة الى ما تقوم به من إجراءات.
وجرى بحث موضوع المواقع الفلسطينية القائمة قرب الحدود بين البلدين، من زاوية ضبط حركتها ومنع دخول المسلحين والسلاح الى لبنان، فأكد الجانب السوري أن هذا الموضوع هو لبناني داخلي ويبحث بين لبنان والجانب الفلسطيني، وان سوريا مستعدة للمساعدة في ما يمكنها ووفق ما يطلبه لبنان.
وكان الوزير المر قد وصل الى مطار دمشق صباح امس، بطائرة خاصة، حيث كان في استقباله الوزير حسن توركماني على رأس وفد من كبار المسؤولين في وزارة الدفاع وقيادة الجيش في سوريا.
فيما كان قد وصل براً الوفد العسكري الرفيع المستوى المرافق للمر، عند الساعة التاسعة والربع الى جديدة يابوس عند الحدود السورية، وكان في استقباله نائب رئيس هيئة الاركان السوري اللواء منير ادانوف، وضم الوفد العسكري اللبناني رئيس أركان الجيش اللواء شوقي المصري، عضو المجلس العسكري اللواء جورج الهاشم، مدير الادارة اللواء حسن محسن، العميد مروان بيطار رئيس مكتب التنسيق اللبناني ـ السوري، نائب رئيس الاركان للعمليات العميد الركن عبد الرحمن شحيتلي، وعدد من الضباط اللبنانيين. وبعد استراحة قصيرة في صالون الشرف توجه الوفدان اللبناني والسوري الى الداخل السوري.
وانتقل المر وتوركماني والوفد المرافق الى مقر وزارة الدفاع حيث أقيم له استقبال رسمي وعزفت موسيقى الجيش السوري النشيدين الوطنيين اللبناني والسوري. واستعرض الوزير المر حرس الشرف، بعد ذلك عقدت خلوة قصيرة بين الوزيرين المر وتوركماني، ثم عقد اجتماع موسع بحضور الوفدين اللبناني والسوري استمر ساعتين، تم في خلاله بحث في موضوع التعاون في مسألة ضبط الحدود ومكافحة الإرهاب والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات.
وذكرت وكالة »سانا« أن العماد علي حبيب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش والقوات المسلحة حضر المحادثات مع الوزير المر والوفد المرافق، إضافة الى عدد من كبار ضباط الجيش والقوات المسلحة، ونصري خوري رئيس المجلس الأعلى السوري اللبناني.
»وتناولت المباحثات أوجه التعاون المختلفة والتنسيق المتبادل بين جيشي البلدين الشقيقين، حيث أكد العماد توركماني حرص سوريا على دعم الجيش اللبناني باعتباره المؤسسة الضامنة لوحدة اللبنانيين وتماسكهم«.
أضافت الوكالة: وقد بحث العماد حبيب رئيس هيئة الأركان ونظيره اللبناني اللواء الركن شوقي المصري، أهمية استمرار التعاون بين جيشي البلدين.
وعاد الوزير المر الى بيروت، عصرا، وتوجه فورا الى القصر الجمهوري، حيث استقبله رئيس الجمهورية ميشال سليمان، واطّلع منه على نتائج لقاءاته ومحادثاته مع المسؤولين السوريين
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية