انضم الشقيقان "يحيى ومعن شربجي" إلى "قائمة الموت" من شهداء الثورة السورية ممن تمت تصفيتهم في سجون الأسد، بعد سبع سنوات من اعتقالهما بسبب مشاركتهما في المظاهرات السلمية بمدينة "داريا" في الأسابيع الأولى من الثورة، بعد محاكمة صورية شأن الآلاف من المعتقلين السوريين الذين قضوا في أقبية النظام.
وكتب شقيق يحيى "سارية شربجي" عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك": "وصلنا خبر استشهاد أخَويْ (يحيى شربجي) بتاريخ 2013/1/15 و(محمد شربجي -معن) بتاريخ 2013/12/13".
وأطلق ناشطون على "يحيى شربجي" مواليد 1979 لقب "أبو الورد"، لأنه -كما قال أصدقاؤه وأقاربه- اعتاد على تقديم الزهور إلى أفراد قوات الأمن في الأيام الأولى من الثورة.
وسرعان ما بدأ يحيى 34 سنة، يقدم للجنود زجاجات الماء في الأيام الحارة، وروى شقيق الشهيدين "أحمد شربجي" لـ"زمان الوصل" أن شقيقه "يحيى" دخل كلية العلوم ودرس السنة الثانية ثم ترك والتحق بكلية إدارة الأعمال في التعليم المفتوح.
مع بداية الربيع العربي كان "يحيى" و"معن" من أوائل مستقبليه، حيث قاما مع عدد من شباب "داريا" بالاعتصام أمام السفارة الليبية تضامناً مع الشعب الليبي، ثم الاعتصام أمام وزارة الداخلية للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وساهما في توزيع منشورات توعية تحضّ الناس على مكافحة الرشوة.
وكانا مؤمنين بالسلم واللاعنف طريقاً للتغيير السياسي، واعتقل "يحيى" عام 2003 في سجن "صيدنايا" الذي أمضى فيه سنتين ونصف، وبعد خروجه جُرّد من كل حقوقه المدنية ولم يعد بمقدوره إكمال دراسته، مضيفاً أنه شق طريقه في العمل الحر فيما بعد، حيث اشتغل في المجال التجاري (تجارة الأخشاب) والديكورات، كما عمل مع أشقائه الآخرين في مجال المقاولات والعقارات.
ومع بداية الثورة شارك "يحيى شربجي" بمظاهرة سلمية نُظمت أمام وزارة الداخلية في 15-2- 2011، وتم اعتقاله حينها، ولكن أُفرج عنه بعد ساعات بعد مصادرة بطاقته الشخصية والكاميرا التي كانت بحوزته -كما يقول محدثنا- مضيفاً أن شقيقه "التحق بلجان التنسيق المحلية بداية الثورة، وكان مع رفاقه ينسقون لخروج المظاهرات في أنحاء دمشق كـ"داريا" و"دوما" وغيرهما.
وروى شقيق الشهيد في منشوره أن "يحيى" اعتقل بخدعة من النظام بعد اعتقال شقيقه "معن" بتاريخ 6/9/ 2011، وحينها اتصل "معن" مع "يحيى"، وقال له -تحت التهديد من عناصر المخابرات إنه مصاب، طالباً منه الحضور لإسعافه وعندما ذهب بصحبة صديقه الشهيد "غياث مطر" إلى المكان المحدد فتح عناصر المخابرات النيران عليهما، فتمكن يحيى من الهرب، وتم القبض على "غياث"، وبعدها عاد "يحيى" لإسعاف صديقه، فتم اعتقاله ليستشهد الثاني بعدها على الفور.
ولفت الى أن أسرته اكتشفت بعد شهرين من أشخاص كانوا محتجزين وأفرج عنهم، أن "معن" محتجز في فرع المخابرات الجوية قرب مطار "المزة"، وأن "يحيى" في فرع المخابرات الجوية بشارع "بغداد".
ونقل عن سجين سابق في سجن "صيدنايا" أنه شاهد الأخوين هناك في عام 2013 وأن "يحيى" كان مريضاً، فتم نقله إلى مشفى "تشرين" العسكري، وقال "أحمد شربجي" إن عائلته تقدمت بطلب إلى قسم الشرطة العسكرية في القابون لزيارة سجن "صيدنايا"، لكنهم رفضوا الطلب.
وكشف أن خبر استشهاد شقيقيه وصل إلى عائلته منذ أكثر من سنة، ولكن العائلة تكتّمت على الخبر، آملة في أن يكون غير صحيح إلى لحظة الإعلان عنه بشكل رسمي.
وأشار إلى أنه طلب من أحد معارفه في دمشق إصدار إخراج قيد وشهادة ميلاد لشقيقيه ففوجئ بوجود عبارة "متوفى" في حقل الحالة لكلٍ منهما بتاريخ 15/1/2013.
أما "معن شربجي" المعروف بين أصدقائه ومعارفه باسم "محمد" فهو من مواليد داريا 1970 وأب لأربعة أطفال، وكان -كما يؤكد شقيقه- "صاحب كلمة جريئة وشجاعة منقطعة النظير"، مضيفاً أنه "وقف في مسجد العباس أمام الملأ والإمام يخطب، وقال له كفانا كذباً ونفاقاً للنظام، وذلك قبيل انطلاقة المظاهرة الأولى في داريا".
وتابع إن الشهيد معن "تظاهر مع عشرات الشبان في دمشق واعتقل من مسجد الرفاعي في شهر نيسان عام 2011 ودام اعتقاله 5 أيام تعرض خلالها لتعذيب شديد، وبعد خروجه من المعتقل لم يستكن أو يؤثر الصمت بل عاود نشاطه الثوري.
وأكد أن النظام أرسل لشقيقه "معن" رسائل تهديد بالاعتقال والتعذيب ولكن إرادته في ضرورة التغيير وتوقه للحرية كانا أكبر بكثير من الرهبة أو الخوف، واعتقل "معن" في ذات اليوم الذي اعتقل فيه شقيقه "يحيى" بعد وشاية بوجوده في منزل أحد أصدقائه بـ"داريا"، ووصل خبر استشهاده تحت التعذيب في سجون النظام مع شقيقه منذ أيام.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية