أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

السويداء.. عقاب عدم الولاء*

من هجوم السويداء

لماذا كل هذه الوحشية مع السويداء التي وقفت على الحياد مما يحصل في سورية، وهي التي لها رمزية الثورة في التاريخ السوري القريب، حيث منها بدأت ملامح جلاء الفرنسي المحتل، ولماذا هذا التوقيت اللعين ليجرب الأسد سكينه الأسود بأعناق أبريائها؟.

هل لأن السويداء رفضت أن تزج بأبنائها في الحرب ضد السوريين، ولم يقبل مشايخها أن يكون أبناؤهم شركاء في الدم فأوغل بدمهم هذه المرة دون رحمة، أم أن هناك ما يخفيه هو وشركاؤه من دور سيفرض على الجيل والمدينة كونهم أقلية يجب أن تعترف بأنه من حماها ورعاها فتركهم لمصيرهم كي يستنجدوا بميليشياته، ويدركوا أن لا أمان لهم بدونه؟.

سيهمس البعض أن ميليشيات (درزية) ساهمت مع ميليشيات الأسد في مجازر جديدة عرطوز وبعض قرى جبل الشيخ خشية من المدّ الإسلاموي الطائفي الذي أخافهم، وأن بعض القرى تلك ساهمت في حصار قرى الريف الغربي (بيت جن) وساهمت بسقوطها، وأن شخصيات درزية أعلنت ولاءها حتى الدم مع الأسد ()، وهذا كله لم يشفع للطائفة التي كان من واجبها الذهاب أبعد في ولائها، ولاء مطلقا للمجرم.

وسيهمس آخرون أن في هذا الكلام الآن مدعاة للريبة في وقت لا يسمح إلا بالترحم على ضحايا المدينة وريفها المنكوبين، وقد يصب في خانة ما يريده الأسد من شق صف الشعب السوري أكثر، ودفع الدروز للوقوف بجانبه أكثر، ولكن أليست هي نفسها الأسباب التي يجب أن يحتكم إليها العقل أيضاً أن لا وسط في التعامل مع الطاغية، وأنه سيأتي الوقت المناسب له ليصفي حساباته حتى مع الحياد فهو ومرتزقته من قالوا إن من ليس معهم هو مع المؤامرة وفي صف الخونة.

يقول ألأسد لأهالي السويداء اليوم: سأقتل أبناءكم الذين لم يحملوا معي السلاح ويدافعوا عني، وسأجبر مشايخكم على التهليل لي أسوة بمشايخ الطوائف الأخرى، وستحملون معي وزر هذا الدم الغزير، ومن الآن لن تهنؤوا في بيوتكم وجبلكم.

هي لحظة فاصلة يجب أن يفهمهما أهل السويداء مدينة وجبلاً، ومعهم بقية الشعب الذي لا يريد بقاء الأسد في أن المصلحة والمصير واحد في هذا الوقت العصيب، وأن لا مزيد من الخلاف حتى لو همساً لأن الأسد تغوّل وغرق في الدم، ويريد أن يستكمل شركاءه لكي يعلنها كما فعل أبوه إرادة سورية جامعة في محاربة من حاول أن يقول لا للاستبداد واللصوص والخيانة.

من المؤكد أن لا عاقل اليوم يريد للسويداء أن تغرق في الحرب التي نجت منها لأنها تفتح أبواب دم جديد، وأن السلام يجب أن يستمر في مدينة رفضت أن تتحول سوقا لبضائع التعفيش والنهب الذي مارسه جنود الأسد وميليشياته، ولكن الأسد يريده عقاباً يفضي إلى توزيع الإثم على الجميع..طوبى للشهداء.

*ناصر علي - من كتاب "زمان الوصل"
(195)    هل أعجبتك المقالة (191)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي