• مصاهرة "بركات" وبيت الأسد جسدت وبقوة مقولة "هيك مضبطة بدها هيك ختم"
• "الدكتور" الذي يقاتل تحت راية "البعث" وباسم "مغاويره" سبق "دكاترة" البعث بأشواط
• حكم بـ10 سنوات لتورطه بجريمة قتل، لكن "إصلاحات" بشار أدركته على ما يبدو
• صدفة، جاء رأس بشار مقابل كلمة "حذاء" في صورة كبيرة اختارها "بركات"
• جمعهما عالم الجريمة، وأدينا بتزوير شهادة جامعية في نفس اليوم والشهر والسنة وبنفس رقم الملف
ينادونه "العميد" ويلقبونه "الدكتور"، رغم أن أحدا لا يعلم أو يجرؤ عن السؤال من أين وكيف حصل على هذه الرتبة العسكرية الكبيرة أو اللقب العلمي الرفيع، فجلّ ما يعلمونه أن "جهاد بركات" هو "صهر العيلة" الحاكمة، المتزوج من سلالة الأسد، التي لم يُخلق مثلها في البلد، والتي تزول سوريا فورا وتذهب كرامتها بمجرد زوالها (أي زوال هذه العائلة)، حسب منطوق "بركات" نفسه.
تذهب الأمثال في سوريا إلى التغني بالصهر بوصفه "مسند الظهر"، أي الشخص الذي يعتمد عليه أهل زوجته وأقاربها في مختلف الأحوال، وقد كان "بركات" مسندا قويا لعائلة الأسد عندما تعلق الأمر بالتشبيح وإطلاق دعوات الإبادة يمنة ويسرة وتوزيع شهادات التخوين والوطنية، وترويج رواية العصابات الإرهابية والمؤامرة الكونية في صفوف الموالين.
ويبدو أن صلاحية الصهر قد انتهت وفق رؤية "بيت حماه" (عائلة زوجته) وزعيمهم بشار الأسد، فقرروا تجميد "بركات" وأخطروه بشكل باغته وعكر مزاجه بقرار حل مليشيا "فوج مغاوير البعث" التي كان يترأسها، ما استدعى منه عقد اجتماع فوري لأعضاء هذا المليشيا، ألقى فيها "الدكتور" كلمة مقتضبة لم يترك فيها حركة سليمة، فجر المرفوع ورفع المنصوب، ولكن كل ذلك لا يهم ما دام قد لاذ بتعويذة عبارات الولاء لـ"سيد الوطن"، مقدما نفسه "خادما" لمن يحب هذا "السيد".
*أصحاب البدلات المكوية
"بركات"جمع حوله مرتزقته ليخبرهم عن قرار حل المليشيا، واضعا خلفه صورة كبيرة لبشار دُون بجانبها عبارة تقول: "قطعة صغيرة من حذاء أي جندي في الجيش لعربي السوري تساوي رؤوس كل الخونة"، وقد جاءت كلمة "حذاء" بمحاذاة رأس بشار تماما.

ألقى "بركات" كلمة قصيرة، كانت كل معانيها تدور حول تأليه بشار، وربط مصير سوريا بمصير هذا الشخص، فقال مما قال: "الوطن الكريم هو بوجود هذا القائد، وبدونه لا كرامة لنا"، وكان لابد للحاضرين أن يؤيدوا كلامه، ويقاطعوه مصفقين ومرددين هتافات الولاء المعهودة.
خلال اجتماع الوداع، حاول "بركات" أن يقدم مليشيا "مغاوير البعث" كتشكيل قتالي صعب المراس شارك في معارك مختلفة، ودعم "الجيش العربي السوري" وكان "رديفا" له، لكن "العميد" لم يستطع خلال كلمته أن يذكر اسما ولو لقتيل واحد من مليشياه (شهيد حسب تصنيفهم)، واكتفى بإشارة سريعة إلى أن "مغاوير البعث" خسرت في إحدى المعارك عددا من الجرحى، وصلت حد البتر.
عجزُ "بركات" عن ذكر اسم قتيل واحد قدمته مليشياه، عزز الصورة السائدة عن "مغاوير البعث" وأشباهها من العصابات، التي ينعتها المؤيدون أنفسهم بأنها تشكيلات "البروظة" وأصحاب البدلات المكوية والأحذية اللماعة، في كناية واضحة عن وظيفتهم المقتصرة على "المرابطة" في المكاتب والحضور في الموائد والمواكب، دون أن تطأ أقدام كثير منهم أرض معركة.
في الخلاصة، دخل قرار حل "مغاوير البعث" حيز التنفيذ، وأذعن "صهر العلية" صاغرا، ليدخل بعده في حالة امتعاض حادة من "نكران الوطن" و"تنكر القيادة" لما قدمه خلال سنوات طويلة من "الحرب الكونية"، وهو نفس الشعور الذي راود قادة عصابات مسلحة أخرى شكلها النظام، ثم حلها مؤخرا تنفيذا لأوامر روسية صريحة، في إطار خطة لإعادة تعويم بشار وتهيئة مناخ "قبول" جديد له، بعيدا عن إجرام تلك العصابات التي لم تكن لتولد ولا لترتكب انتهاكاتها إلا بتوجيهاته وأوامره، أو برضاه وتغاضيه في أضعف الاحتمالات.
*منذ 2007
لكن الخلاصة الأعجب والأغرب، تنطق بها السجلات الرسمية التي لا تكذب، لتقول إن "جهاد بركات" هو بالفعل "صهر العلية" الأسدية قلبا وقالبا، والشخص الذي يمكن أن يجسد تجسيدا حيا وشديد الواقعية، أقوالا مأثورة عن انجذاب الأفراد إلى من يوافقونهم ويطابقونهم في الصفات والمبادئ، فهكذا عائلة تستحق هكذا صهر قولا واحدا، قياسا على المثل الشائع: "هيك مضبطة بدها هيك ختم".
وقبل أن نعرض محتوى هذه السجلات الخاصة بـ"بركات"، نستهل بمعلوماته الشخصية التي تقول إنه "جهاد إبراهيم بركات" من مواليد 1964 القرداحة، متزوج من "انتصار بديع الأسد"، وله منها ذكرين أكبرهما "علي"، الذي يكنى على اسمه (أبو علي).
لايعلم أحد بالضبط مصدر شهادة "الدكتوراة" التي نالها "بركات" حتى استحق لقب دكتور، لكنه عرض قبل نحو سنتين صورة عن شهادة من "أكاديمية" مغمورة، منحته "الدكتوراة الفخرية" عن بحث بعنوان "العلاقات السورية الروسية"، طبعه لاحقا في كتاب عليه صورة "بوتين" وهو يصافح بشار.
ولأن الشيء بالشيء يذكر، ولأن "الدكتور" يقاتل تحت راية "البعث" وباسمه (ظاهريا طبعا)، فقد كان لابد من التنويه أن "حزب البعث" كان له حضور قوي في ملف شهادات الدكتوراة المزيفة، الذي تفجر قبل بضعة أشهر، وتورط فيه مسؤولون كبار للغاية في الحزب، وضعوا قبل أسمائهم حرف "د" زورا وبهتانا.
ولكن "بركات" ليس من هؤلاء المزورين الجدد، بل هو أقدم منهم بسنوات في "الكار"، وأقدم من ذلك بسنوات وسنوات في ميدان الإجرام، الذي يلتقي فيه بشكل مثير للدهشة مع عائلة زوجته (أولاد بديع الأسد).
وقد سبق لـ"زمان الوصل" أن أفردت تقريرا خاصا عن السجل الجنائي لعائلة "بديع الأسد"، وتبين ان أولاده ذكروا 13 مرة بتهم جنائية مختلفة وجرائم خطيرة للغاية، وفي مقدمتهم "بشار بديع الأسد" -سمي "القائد" بشار-، والمطلوب لوحده بموجب 13 مذكرة بين عامي 1996 و2010، فضلا عن "عمار بديع الأسد ( عضو في مجلس الشعب)، المطلوب بمذكرة قبض صادرة عن الشرطة الدولية "إنتربول" (للاستزادة).
بعد الشجار الكبير الذي تورطوا فيه داخل القرداحة.. "زمان الوصل" تنشر السجل الإجرامي لأولاد بديع الأسد
وفضلا عن الذكور من أولاد بديع، برز في تلك السجلات اسم "انتصار" (نوهنا في تقريرنا حينها إلى أنها زوجة جهاد بركات)، المتورطة في جريمة "شهادة جامعية مزورة".
ولكم كانت دهشتنا كبيرة للغاية، عندما راجعنا ملف "جهاد بركات" الجنائي العريض، فوجدنا أن من بين الجرائم المدونة بحقه، جريمة "شهادة جامعية مزورة"، بموجب مذكرة جنائية صادرة في 23 كانون الثاني/ يناير 2007، قيدت في البطاقة رقم 2166/ص، الصادرة عن فرع التزوير بدمشق، تحت رقم مستند "78"، وهي وللمفارقة نفس التهمة وبنفس التاريخ والبيانات (تماما) المقيدة أمام اسم "انتصار بديع الأسد"، ومن هنا اتضح لنا أن ما جمع "جهاد" و"انتصار" هو أبعد من القرداحة، وأعمق من الولاء لبشار، وأشد من خطابات "الوطنية" و"النزاهة" التي يتصدران لها، وأحرج من علاقة زواج وبناء أسرة.
لا بل إن ما سنكشفه في نهاية تقريرنا من سجل "جهاد بركات"، يفصح بلا شك أن الجريمة أولا وأخيرا هي ما جمع أولاد بديع الأسد بهذا الشخص، وهو ما شجعهم على أن يزوجوه ابنتهم، وشجعه على أن يقترن بها.
*عراقة
ننوه قبل عرض السجل الجنائي لـ"جهاد إبراهيم بركات" إلى أن أقدم مذكرة فيه تعود إلى عام 1984، أي عندما كان في العشرين من عمره، ما يؤكد "عراقة" الرجل في ميدان الإجرام وانتهاك القانون، الأمر الذي أهله ليكون "دكتورا" و"عميدا" و"صهرا" وزعيم تشكيل ضمن "القوات الرديفة" وأحد الناطقين باسم البعث والأسد في سوريا الأسد.
كما نلفت إلى أن "بركات" تلقى حكما بـ10 سنوات في عام 1998، أي قبل موت حافظ الأسد بعامين، ولو أن هذا الحكم نفذ لكان ينبغي أن يبقى "بركات" في السجن حتى 2008، ولكن يبدو أن عهد "التطوير والإصلاح" أدركه في حقبة بشار، كما أدرك أكثر وأعتى المجرمين والفاسدين.
بيان بسجل "جهاد بركات الإجرامي"، وفق للسجلات الرسمية:
1984، جرم سلب.
1991، جرم حيازة روسية ومسدس وقنبلة وتهريب دخان.
1991 أيضا، مطلوب لحيازته سيارة مهربة 1991، حكم عليه بموجبها بغرامة 46 ألف ليرة وحبس 3 سنوات.
1992، مطلوب لمخالفة جمركية غرم بموجبها بمبلغ يقارب مليون ليرة وتغريمه
1998، بطاقة مطلوب بجرم القتل قصدا، حكم عليه بموجبها بالحبس لمدة 10 سنوات أشغال شاقة مع حجره وتجريد مدنيا.
2003، جرم تشكيل عصابة أشرار.
2003، مشاجرة... فضلا عن جريمة "شهادة جامعية مزورة" المدونة بحقه عام 2007.
إيثار عبدالحق-زمان الوصل-خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية