أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مدير القسم العربى فى الـ " B B C": لا أسمح برموز دينية

د.حسام السكرى مدير القسم العربى فى هيئة الإذاعة البريطانية والتلفزيون والموقع الإلكترونى التابع للهيئة باللغة العربية، رفض اتهام البى بى سى بالانحياز فى تغطية العدوان على غزة، ودافع عن ظهور مذيعة بالحجاب فى تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية من منطلق ثقافى، بينما أكد استحالة أن يقبل بمذيع أو مذيعة يحمل صليباً أو شعار "لا إله إلا الله".
 
شن هجوماً على فضائيات "العربية" و"الجزيرة" و"الحرة" متهماً إياها بأنها محطات موجهة، ودافع عن مفهوم خاص للحياد تتبناه البى بى سى. وأكد على أن المبادئ الصحفية للمحطة لها الأولوية على مصادر التمويل.
 
فلماذا اتهمت البى بى سى بالانحياز لإسرائيل، ولماذا ظهر السكرى على شاشتها مؤكداً على الهواء عدم وجود أعضاء لحماس فى مكتبهم بغزة، يجيبنا الدكتور حسام السكرى فى الحوار التالى..
 
أنتم متهمون بالانحياز لإسرائيل فى تغطية العدوان على غزة؟
غير صحيح، فنحن ننقل فقط المعلومات التى نتأكد من صحتها، وفى حدود الظروف الخطرة التى كانت تحيط بطاقم العمل، والدليل على ذلك أنه لم يشكك أحد فى مصداقية أى خبر نشرناه.
 
فى اعتقادك ما أسباب تسرب الانطباع بإن الإذاعة منحازة بشكل ما إلى إسرائيل؟
البى بى سى ليست طرفاً فى الحرب، وليست لنا مصالح فى تغليب طرف على طرف آخر، وأثناء فترة الحرب كانت هناك حرب نفسية شرسة بين الطرفين، وكان كل طرف يدعى طوال الوقت أنه يحقق انتصارات، وكانت مهمتنا أن ننشر ما نتأكد من صحته فقط.
 
ولماذا لم تتهم محطات إخبارية أخرى بالانحياز فى تغطية أحداث غزة فى رأيك مثلما كان الحال مع البى بى سى؟
هذا غير صحيح، فالكثيرون لمسوا انحياز عدد من المحطات الإخبارية، ومنها فضائية العربية على سبيل المثال التى كانت تنقل وجهة النظر السعودية وفضائية الجزيرة كانت منحازة للرؤية الرسمية لدولة قطر. وكان هذا واضحاً جداً فى نوعية التقارير التى يبثونها، واختيارهم للضيوف وللأسئلة أيضاً، الكثيرون لمسوا هذا الأمر.
 
وهل هذا انطباعك الشخصى أيضاً؟
فى الواقع أنا مشغول بمتابعة عملنا أكثر من متابعة أداء المحطات الأخرى، وتقييم أداء أى محطة يحتاج لفريق بحث متكامل وليس لفرد أو أفراد.
 
نعود إلى البى بى سى، ما هو السر وراء ظهورك على الشاشة أثناء الحرب على غزة لتؤكد أن مكتبكم فى غزة لا يوجد به مقاتلون من حماس؟
من مهام عملى الحفاظ على حياة وسلامة العاملين معى فى القناة، وكان مراسلنا فى غزة قد انتقل وأسرته من منزله بضواحى غزة إلى المبنى الذى يوجد فيه مكتبنا، وقد وصلتنا معلومات عن نية القوات الإسرائيلية ضرب المبنى بحجة وجود مسلحين من حماس، وحاولنا مناقشة الأمر مع المتحدثين الرسميين الإسرائيليين، لكننا لم نتلقَ منهم إجابات حاسمة. فانتهزت فرصة وجود ممثل الجيش الإسرائيلى على الهواء على شاشة البى بى سى، وكان يحاول تبرير هجوم قادم، فسارعت بالدخول إلى الاستديو لتوضيح الصورة كاملة أمام المشاهدين. كما طلبت من الزملاء فى غزة أن يتجولوا بالكاميرا حول المبنى وداخله ليوثقوا أنه خالٍ من أى مسلحين.
 
ما تقديرك لاستقبال المشاهد العربى لتلفزيون البى بى سى باللغة العربية، بالمقارنة مثلاً بقناة مثل الحرة، والتى واجهت الكثير من الرفض والتشكك فى بدايتها؟
أولاً أنا لا أرى أى وجه للمقارنة مع قناة الحرة الأمريكية، لأن هذه المحطة هدفها تغيير العقول والقلوب فى المنطقة العربية. أما البى بى سى، فمؤسسة عمرها تجاوز السبعة عقود، ولها سياسة معروفة تعتمد على الحياد والموضوعية.
 
ما الذى تعنيه على وجه الدقة بالحياد، بمعنى آخر كيف يمكنك ممارسة الحياد بينما مثلاً الصواريخ الإسرائيلية تدك غزة؟
الحياد لا يعنى أن ننقل الأخبار من اليمين واليسار دون تمييز، فلا يليق أن تقف فى وسط غزة وتقول إن الفلسطينيين يقولون "إن الإسرائيليين ضربوا موقعاً ما"، إنما الواجب أن تقول هل تم بالفعل ضرب هذا الموقع أم لا. الحياد لا يعنى أن تنقل وجهات نظر الطرفين، وإنما أن تشاهد أنت كصحفى وتحقق ثم تنقل ما يحدث. وفى النهاية أنت لا يمكنك إرضاء كل الناس، والصحفى الجيد لا يقوم بتقديم حلول وسطى لإرضاء دوله ما أو شخص ما.
 
هل رفضكم للحلول الوسطى كما تقول كان وراء هروب المستثمر السعودى من تمويل مشروع القناة التلفزيونية عام 1996؟
يجب أن يكون واضحاً أن مبادئنا الصحفية غير خاضعة للمناقشة، لأن البى بى سى لن تكون سوى البى بى سى ولن ترضخ لأى ممول.
 
وهل اختلاف الممول السعودى معكم كان حول المبادئ الصحفية للقناة؟
فى عام 1996 استضفنا المعارض السعودى "المسعرى" فى إطار برنامج بانوراما عن حقوق الإنسان، هذا اللقاء أغضب المستثمر السعودى الذى كان ممثلاً لقناة أوربت، وقرر وقف بث القناة على الكابل فى السعودية.
 
ما هى ميزانية القسم العربى بهيئة الإذاعة البريطانية، وأقصد المحطة الإذاعية والتلفزيونية أيضاً؟
ميزانيتنا معلنة وكانت 19 مليون جنيه إسترلينى، عندما كان البث 12 ساعة يومياً، ثم زادت إلى 25 مليون جنيه إسترلينى عندما وصل البث إلى 24 ساعة. ويقسم هذا المبلغ بين خدمات الراديو على الموجات المتوسطة والطويلة والقناة العربية التى امتدت خدماتها لأربع وعشرين ساعة، وكذلك الموقع الإلكترونى العربى متضمناً البث الإلكترونى للراديو والتلفزيون.
 
ما هى نسبة البرامج للأخبار فى البث الكامل على مدار الساعة؟
متكافئة بشكل كبير، ونتمنى فى الفترة القادمة أن يصل عدد حلقات برنامج "نقطة حوار" إلى خمسة فى الأسبوع بدلا من ثلاثة.
 
كان من المفاجئ ظهور مذيعة محجبة قى القناة العربية للبى بى سى، والبعض يرى أن هذا الأمر وسيلة للترويج للقناة فى المنطقة العربية؟
"نوران" كانت تعمل فى الإذاعة وقدمت عدداً كبيراً من البرامج، ونحن لم نكن نبحث عن مذيعة محجبة، ولا نفكر أصلاً بهذه الطريقة. فنحن نعتمد فى اختياراتنا على الكفاءة، ويمر المذيع لدينا باختبارات عديدة، ومن يجتازها بنجاح يعمل فوراً.
 
ألم تخشَ أن يعترض مجلس الأمناء فى البى بى سى على هذا الاختيار، بحجة أن استخدام رمز دينى غير مقبول، خصوصاً وأن الهيئة تمول من دافعى الضرائب البريطانيين؟
لم أحسبها بهذه الطريقة، ولا أعرف إذا كان اختيارنا سيعرضنا لمشاكل أم لا، لكنى من أنصار "قل كلمتك وامضى"، والحجاب الذى ترتديه "نوران" لا يضايق العين، كما لا يعوق أداءها على الشاشة، ومن الممكن أن ننظر للأمر من أكثر من وجهة نظر، فهناك جدل كبير حول كون الحجاب رمزاً دينياً أم ثقافياً، وهناك قبطيات تغطين شعرهن أيضاً. وفى العموم أنا ضد التحيز بسبب الملابس أو غيرها.
 
وبنفس المنطق هل تقبل بحكم موقعك أن تعمل بالمحطة مذيعة تضع صليباً أو نجمة داوود أو أى شعار دينى آخر؟
الرمز الدينى غير مطلوب وغير مسموح به، فلن نقبل بمذيع أو مذيعة يضع هلالاً أو صليباً أو إشارة مكتوب عليها "لا اله إلا الله".

احمد سميح
(101)    هل أعجبتك المقالة (100)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي