أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الأسد: بدأنا الحوار مع أوباما، في الكويت كسرنا الجليد والتواصل يحقّق المصالحة

قرأ الرئيس السوري بشار الأسد في حرب غزة وقبلها لبنان، رسالة في 3 اتجاهات: أصحاب القضية يحلّون المشاكل بأيديهم، المزيد من الصمود، والمزيد من الشراسة في الدفاع عن الحقوق.

 وعن المنتصر في الحربين، قال إنه إذا كان الهدف هو تدمير البيوت وقتل المدنيين «بهذا المعيار فالعدو هو من انتصر».

 أما «إذا كان المعيار هو إلغاء المقاومة، ضرب فكرة المقاومة وفكرة الصمود وتحقيق أهداف أخرى على الأرض باستئصال المقاومة بنيوياً، فهو فشل في هذا». ورأى أن إسرائيل التي «قامت على مقولة: لا يهم إذا كانوا يحبونني، المهم أن يخافوا مني»، أصبحت اليوم «أمام مقولة أخرى: هم لا يحبونني ولكن في الوقت نفسه لا يخافون مني».


وقال في حديث مع تلفزيون المنار إن «حرب 1982 (اجتياح لبنان) هي التي أوجدت المقاومة بشكلها الحالي وأنجزت التحرير عام 2000.

 مجازر جنين عام 2002 خلقت حالة من المقاومة في فلسطين، حرب 2006 خلقت أيضاً شيئاً مشابهاً، والآن في غزة نرى شيئاً مشابهاً». ووصف ما حصل بأنه «انتصارات صغيرة في انتصار كبير، وهي ستستمر، ولا بد من أن تأتي معارك أخرى بشكل أو بآخر، ليس بالضرورة أن تكون كلها عسكرية، ولكن هذه الانتصارات هي كدرجات السلّم التي ستؤدي إلى انتصارات أخرى»، وصولاً إلى «الانتصار الأخير».

أضاف: «اتضح تماماً أن إسرائيل لا تفهم سوى لغة القوة»، واعتمدت في سياستها «فرض الأمر الواقع على العرب، وبالتالي علينا كي نستفيد سياسياً أن نعتمد فرض الأمر الواقع عليها».


ورفض القول إن قمة الدوحة أوجدت محوراً في مواجهة محور آخر، بل إن الدول التي شاركت فيها «كانت لديها رؤية واحدة تجاه التصرف في شأن» غزة، فالتقت «لتعبّر عن وجهة نظرها وتأخذ قرارات معينة في هذا الاتجاه»، متهماً مطلقي تسمية محور على هذه القمة بأنهم أرادوا أن يوهموا البعض بوجود شق في الصف العربي.

وأكد وجود انقسام عربي بشأن عدد من القضايا، وأنه «في القمم العربية تحصل تسويات وعملية تجميل لهذه الحقيقة، ولكن هي موجودة».


ومع تشديده على أن «مصالحة المواقف أو مصالحة السياسات بحاجة إلى حوار طويل»، وصف لقاءات قمة الكويت بأنها «مجرد كسر للجليد»، وأن الحديث خلالها اقتصر على العموميات.

وقال إن نجاح هذه المصالحة «يعتمد على الحوار الذي سيجري بين الدول المعنية، وعلى نية المسؤولين الذين سيكلّفون بهذا الموضوع»، ملخّصاً الوضع بـ«الآن الأجواء هي أجواء تفاؤل، لكن على أرض الواقع لم نبدأ الحوار بعد».

وكشف أنه لم يُحدَّد موعد للقاءات أخرى، إلا أنه أكد ضرورة التواصل، وأنه سيحاول الاتصال المباشر «وسنرى ردّ الفعل». ونفى توجيه «أي دعوة» له لزيارة الرياض، واضعاً ما جرى بينه وبين الملك السعودي، خلال اللقاء، في إطار المجاملات، «قلت له نتمنى أن نراك في سوريا، وهو طلب مني أن يراني في الرياض».


و«لكي نكون موضوعيين»، وصف الخلافات العربية بأنها «نوعاً ما عميقة»، وليست شكلية أو سطحية، ذاكراً من القضايا الخلافية: المقاومة التي «تخطئ وتصيب. كلنا نخطئ ونصيب، ولكن ذلك لا يعني أن نتخلى عن المبدأ: أيّ احتلال تقابله مقاومة، وبديهياً لا بد من الوقوف معها، وإلا فأنت تقف في الصف الآخر».

الخلاف الثاني بشأن العلاقة مع إيران التي يعتقدون «كأنها علاقة مع عدو، وهذا الكلام نحن لا نقبله في سوريا»، والثالث بشأن «بعض التفاصيل المتعلقة بلبنان، طريقة التعاطي مع لبنان».


ورداً على القول بأن تحسّن العلاقات العربية مرهون بافتراق بين سوريا وإيران، قال: «البديهي أكثر أن نقول إن العلاقات العربية ـــــ العربية مرهونة بإيقاف العلاقة مع إسرائيل لا مع إيران»، معتبراً أن «المحاولة منذ سنوات هي خلق العدو البديل لكي لا نفكّر بالعدو الأصلي أو الحقيقي».


وقال إن العلاقة مع مصر على المستوى المؤسساتي «تسير بالشكل الطبيعي»، لكن «طبعاً على المستوى السياسي لا يوجد أي تعاون. أستطيع أن أصفها بالعلاقة الباردة». واستغرب الحديث عن ثنائية سورية ـــــ إيرانية، قائلاً إن علاقات سوريا مع تركيا لا تقلّ أبداً عن علاقاتها مع إيران.

 فلماذا لا يقولون «إن سوريا تخضع لتركيا مثلاً؟».
وعن دور مصر في المصالحة الفلسطينية، قال: «لدينا مصلحة في أن تنجح»، لافتاً إلى أن نجاح الوسيط يعتمد على كسب ثقة كل الأطراف دون اسثناء». كذلك أعلن تأييده للمبادرة اليمنية الجديدة في هذا الإطار، معرباً عن اعتقاده بأن دخول تركيا على الخط يمكن أن يعطي دوراً مميزاً لهذه المبادرة، «لأن السياسة التركية أثبتت صدقيتها في الأعوام القليلة الماضية، وأثبتت حرصها على قضايا العرب بما لا يقل عن حرصنا نحن».


وفي ما خصّ وصول باراك أوباما إلى الرئاسة الأميركية، تحدث عن نظرة تفاؤل بأنه «لا حروب جديدة، سيكون هناك حل للموضوع العراقي تجلّى بالتزام أوباما بالانسحاب، طبعاً بالتوازي مع عملية سياسية، وثالثاً انغماس هذه الإدارة جدياً في عملية السلام».

 وتحدث عن وجود «إشارات إيجابية، ولكن تعلمنا أن نكون حذرين، وأن لا نخضع حساباتنا لهذه الإشارات. فما لم يكن هناك شيء ملموس، فعلينا أن نفترض أن الأمور لم تتغيّر بعد».


ورفض الحوار مع أميركا بشروط، مشيراً إلى أن «هذا الحوار بدأ منذ أسابيع جدّياً من خلال شخصيات مقرّبة من الإدارة أرسلت من قبل هذه الإدارة للحوار مع سوريا».

وقال إن سوريا لم تستجب في الماضي لشروط وقف دعمها للمقاومة في لبنان وفلسطين، «ولن نستجيب لهذه الشروط». كذلك كشف أن بعض المسؤولين الأوروبيين بدأوا يلتقون في سوريا، وبالتنسيق معها، بالمقاومة، بعدما أدركوا أن هذه «المقاومة لديها دعم شعبي ولا يمكن استئصالها».


وفي موضوع المحكمة الدولية، كرّر موقفه بأن «المواطن السوري يخضع للقضاء السوري»، مشترطاً لأي تعاون بين القضاء السوري والمحكمة «كقضاء دولي»، وجود «اتفاقية تحدد الحقوق والواجبات».

 وقال إن تسييس المحكمة يرتبط بالأهداف واللعبة الدولية ككل، «وإذا كان البعض يريد أن يسيّس المحكمة، فسيفعل ولن يتوقف عند علاقاته مع سوريا، فاللعبة لعبة مصالح وتوازن قوى»، مضيفاً: «المعارك السياسية مستمرة ونحن لن نستسلم».


وبعدما لفت إلى وجود اهتمام فرنسي بلبنان «بشكل عام»، قال إنه أبلغ الفرنسيين رفضه «أن تمر العلاقات الفرنسية ـــــ السورية عبر لبنان. هذا الشيء مرفوض، وهناك تفاهم بشأنه»، مستطرداً أنه «لا أحد يشرف على العلاقة السورية ـــــ اللبنانية».

 ورهن وجود انعكاسات مباشرة للمصالحة السورية السعودية على علاقة سوريا مع 14 آذار بـ«إذا كانت هذه القوى تراهن دائماً على التوازنات الخارجية والإقليمية».


ونفى وجود تأخير في إرسال سفير إلى لبنان، مؤكداً أن العملية «تمر مروراً طبيعياً. فتحت السفارة وأرسل الدبلوماسيون وبدأوا عملهم، وهم يقومون بعملية تأسيس لهذه السفارة، ولاحقاً سيُعيَّن سفير».

 وأردف: «الشيء المؤكد أنه لو لم يكن لدينا رغبة في إرسال سفير لما كنا فتحنا سفارة، ولما استطاع كل هذا العالم أن يجبرنا على إرسال سفير».


وعما إذا كانت المنطقة مقبلة على تسويات أو حروب، رأى أن هناك «أملاً أكبر بتسويات لا بحروب»، وأن الإشارات إيجابية بذهاب الإدارة الأميركية «التي تبنّت مذهب الحرب فقط» ومجيء أخرى «ترفض هذا المبدأ مبدئياً، وتحدثت عن رغبتها في الانغماس بالسلام»، لكنه كرّر دعوته إلى عدم المبالغة بالتفاؤل، لأن «هناك توازنات كثيرة داخل الولايات المتحدة نفسها»، و«أوروبا لم تحدد هويتها المستقبلية حتى الآن»، و«هناك توازنات لم تظهر على مستوى العالم».

الأخبار - زمان الوصل
(90)    هل أعجبتك المقالة (98)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي