أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مفاجآت صاعقة في صفقة "الفوعتين".. أعداد كبيرة من المفرج عنهم إما مرتزقة وعملاء أو أفراد اعتقلوا منذ فترات قصيرة

مجموعة من الشبيحة بعد خروجهم من الفوعة - جيتي

*ضمن قوائم التبادل شبيح ابن شبيح من عائلة شبيحة، قبض عليه النظام بجرم مخدرات
*زمان الوصل لديها صور وأسماء، وبحسب علمها الفصائل المسيطرة في ادلب تعلم أهم المعلومات
*هناك عدد من النساء والأطفال أفرج عنهم النظام لعدم حاجتهم لهم غالبا، ولاستكمال العدد المطلوب

قالت مصادر وثيقة الاطلاع لـ"زمان الوصل" إن الصفقة الأخيرة التي قضت بإخلاء بلدتي كفريا والفوعة مقابل الإفراج عن نحو 1500 معتقل لدى النظام والإيرانيين ومليشيا حزب الله، كانت صفقة مليئة بالمفاجآت غير السارة، التي نزلت على كثير من أهالي المعتقلين القدامى، وعلى حاضنة الثورة الحقيقية، كنزول الصاعقة.

واستدلت هذه المصادر على كلامها، بنماذج لأشخاص لم يكونوا سوى شبيحة للنظام ومرتزقة لديه، ومع ذلك فقد كانت أسماؤهم من بين المفرج عنهم، ليرسلهم النظام إلى إدلب وكأنه يمنّ على الثوار ويظهر نفسه "وفيا" بتعهداته، بينما كان في الواقع يسخر ممن عقدوا صفقة التبادل، وتولوا تدقيق قوائم المعتقلين قبل الموافقة عليها.

ومن أبرز الأمثلة الفاقعة التي تضمنتها بها القوائم، "أ.ع" المتحدر من إحدى قرى القلمون في ريف دمشق، وهو شبيح ابن شبيح ومن عائلة معروفة بتشبيحها الكبير وقد قتل أخوه وهو يحارب مع مليشيا "درع القلمون"، وفق المصادر التي أفادت أنها تعرفه شخصيا، لابل إن هناك مفارقة أكثر إيلاما في قصته، تفيد أن النظام اعتقله قبل فترة بسيطة لتورطه في جرم مخدرات وبقي كذلك حتى أطلقه ضمن الصفقة، أي إننا لسنا فقط أمام شبيح بل أمام شخص مجرم، أدرجه النظام في اللوائح بصفة "معتقل"!

ونوهت مصادر "زمان الوصل" إلى معلومات تفيد بأن قوائم "المعتقلين" الخاصة بصفقة "الفوعتين"، تحوي فيما تحويه مجموعة تصل إلى نحو 15 شخصا من العملاء كانوا مندسين في إحدى الفصائل العسكرية ولعبوا دورا واضحا في تسليم منطقة "اللجاة" بحوران، وقد أرسلهم النظام إلى إدلب ضمن أفواج "المعتقلين" الذين تم إطلاق سراحهم.
وأكدت المصادر أن المعلومات المتداولة حول هذه المجموعة الكبيرة وحول إدراجها في لوائح "المعتقلين"، هي معلومات موثوقة، ويبدو أن لعبة النظام لا تقف مع مثل "المخادعات" عند حد الاستهزاء بالثوار وحاضنتهم، بل إنها تتعدى ذلك إلى أمور أخرى قد يكون من بينها إرسال هؤلاء العملاء إلى حتفهم لتتم تصفيتهم على يد من غدروا بهم وخانوهم، وهكذا يظهر النظام "بريئا" من دمهم ويقول لذوي هؤلاء المرتزفة إن الثوار من أهالي مناطقهم هم من صفوهم.
وحتى تكتمل الصورة السوداوية، لم تكن القوائم فقط مقصورة فقط على المرتزقة والعملاء، بل تعدتها إلى أشخاص موالين أو "رماديين" في أفضل الأحوال، وقد حفلت قوائم "المعتقلين" الخاصة بصفقة "الفوعتين" بأسماء أشخاص لم يمر على اعتقال بعضهم سوى 3 أو 5 أشهر، واعتقل قسم منهم لأسباب "تافهة" ولا علاقة لها بالثورة من قريب أو بعيد، وقد وصل عديد هؤلاء المعتقلين "الوهميين" –إن صح التعبير- إلى العشرات، بل إنه ربما تجاوز العشرات.

وفي النهاية اتضح أن النظام "دس" كثيرا من هؤلاء بين صفوف المفرج عنهم، محاولا إياهم الناس بأنهم فعلا من المعتقلين، ولكن هيهات!، فهناك أهل كانوا ينتظرون أبنائهم المختفين في معتقلات النظام منذ 7 أو 6 سنوات، ولما وصلوا إلى المناطق التي يفترض أن يتجمع بها "المعتقلون" المفرج عنهم من قبل النظام، لم يجد هؤلاء الأهل أبناءهم، ولا حتى شخصا كان معهم يمكن أن يكون يوما ما قد رأى أبناءهم في المعتقلات، بل كان أكثر من صادفوهم كان يقر بأنه معتقل منذ بضعة أشهر فقط، ويحدثهم عن أسباب تجعل الأهالي يجزمون بأنه لم يكن يوما في عير الثورة ولا نفيرها.

ونشرت زمان الوصل قوائم بأسماء 1500 شخص، قيل إن "هيئة تحرير الشام" تفاوضت مع إيران على إطلاق سراحهم، ولكن مصدرا مسؤولا مقربا جدا من الهيئة أكد أن نظام الأسد رفض أن تشترط الهيئة أي اسم للمعتقلين المزمع الإفراج عنهم.
وحسب المصدر المسؤول فإن القوائم التي نُشرت لاحقا في وسائل الإعلام، سبق أن أرسلها ضابط إيراني إلى الهيئة، الأمر الذي تسبب بإرباك وبلبلة بعد وصولها، ولم تعمد "تحرير الشام" إلى نشرها بنفسها مع إنها راعية الصفة كلها، بل سربت هذه الأسماء لينشرها الآخرون.
ورغم أن القوائم ضمت أكثر من 200 طفل وامرأة، إلا أنها حفلت بأسماء سجناء يتحدرون من مناطق شديدة الولاء للنظام، مثلما هو الحال بالنسبة لأشخاص من قريتي "الرقامة" و"الغسانية" في ريف حمص، فالأولى ومنذ بداية الثورة أعلن الكثير من سكانها موقفهم الداعم بقوة للأسد، ورفدوه بجموع من المرتزقة الطائفيين، أما الأخرى (الغسانية) فقد التزم قسم غير قليل سكانها الصمت و"الحياد" بداية الثورة قبل أن ينحاز أكثرهم إلى صف لنظام مؤخرا.

زمان الوصل - خاص
(193)    هل أعجبتك المقالة (186)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي