أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

القنيطرة..رصاص الأسد يقتل ويحمي مَنْ؟...ناصر علي*

جندية اسرائيلة في الجولان المحتل - جيتي

على بعد خطوة من سياج الوطن المحتل ثمة من كان يعتقد أن جنود الأسد لن يغامروا بإطلاق النار عليهم ليس حباً بهم، أو لأنهم يهتمون بأي شأن إنساني بل خشية من جنود الاحتلال الإسرائيلي، ولكن خاب ظنهم فقد وصلت حمم الأسد إلى حيث المحظور الذي اعتقدوه.

طوال عقود كان الطريق إلى القنيطرة محظوراً على السوريين من غير أبناء المنطقة إلا بـ"استثناء" من فرع (سعسع) الذي يمنح تصريحاً بالدخول أي موافقة أمنية للوصول فقط إلى ما قبل المدينة المهدّمة، وحتى أبناء الجولان الذين يقطنون العاصمة والريف والمدن الأخرى يحتاجون إلى هذا التصريح، وهذا ما كان يؤشر أن لا عودة لهم لوطنهم السليب طالما بقي الأسد حاكماً في قصر المهاجرين.

جاءت ثورة السوريين لتعيد الأمل لأبناء الجولان في حلم طالما راود آباءهم الذين هجّروا عام 1967 بمؤامرة من الأسد، وثارت أحياء جنوب العاصمة وبعض مناطق الريف الدمشقي لتصب في خزان الثورة، وتبعها ريف القنيطرة الذي سقط تباعاً بيد المعارضة باستثناء مركز المدينة ومدينة "خان أرنبة" اللتين بقيتا تحت الخناق.

ارتكب النظام مجازر كبرى في أحياء أبناء الجولان بدءا من حي "الفضل" في "جديدة عرطوز" إلى مجازره الموزعة في "الحجر الأسود والتضامن وسبينة والذيابية"، وأسهم حزب الله في حصارها ومن ثم اقتحامها، وهذا ما شكّل رغم الدم أملاً لم ينقطع، وتوافد أهالي أحياء العاصمة إلى مدينتهم القنيطرة وريفها ليعلنوا شبه عودة إلى أرضهم المغتصبة فعلى بعد خطوة وطن اسمه الجولان المحتل.

اليوم...وبعد أن اشتم هؤلاء نسيم الحرية المؤقت تطاردهم مدفعية الأسد إلى السياج الفاصل مع العدو الصهيوني، وهم يلوحون براياتهم البيضاء لجنود الاحتلال أن أنجدونا من موت الطاغية وميليشياته.

اليوم لا شيء سوى هذا السياج الشائك الذي كان سبباً في صمود الأسد رغم كل خيالات السقوط التي استشعرها السوريون جميعاً، فقد دفع الأسد الأب ثمن بقاء سلالته في سدة الحكم أرضاً وعهداً بحماية حدود إسرائيل التي يعلنها الكنيست دولة يهودية فقط.

على بعد خطوة من السياج..على بعد خطوة من الوطن يقف أبناء الجولان بين رصاص الصهاينة والأسد في موقف لا يمكن تصوره، ولا حتى للصهاينة أنفسهم فقد أسفر الأسد عن ولائه أمام الكاميرات ومعه حلف الممانعة في خطاب واحد واضح: (جئنا لنقتلكم أيها السوريين...جئنا لنحمي حدودكم يا صهاينة).

*من كتاب "زمان الوصل"
(190)    هل أعجبتك المقالة (206)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي