يعاني الطفل السوري النازح "مناف محمد الصالح" من بتر في قدمه اليسرى وتشوه في أصابع يديه وعدم القدرة على النطق، علاوة على انعدام الإحساس لدى ملامسة الأشياء الخطرة.
وكان "مناف" قد أصيب بشظية صاروخ أطلقه طيران الاحتلال الروسي أثناء لعبه أمام منزله في قرية "سرحا" بريف حماة الشرقي، وتعرضت قدمه جراء الإصابة لالتهاب جرثومي أدى لتماوت اللحم، ووصل إلى العظم.
وروى "أبو حسين الصالح" لـ"زمان الوصل" أن ابن شقيقه عُرض على العديد من المستشفيات الميدانية والمراكز الطبية في المناطق المحررة من "عقيربات" إلى "احسم" إلى "باب الهوى"، إلا أنه لم يجد في أي منها علاجاً له، ونتيجة سوء الحالة المادية للآسرة وعدم توافر مستشفيات مؤهلة، لم يتلقَّ "مناف" العلاج المناسب حتى الآن، علماً أن فرصة شفائه والاستفادة من علاجه تتناقص مع ازدياد عمره، كما يؤكد الأطباء.
بعد دخول الجيش قريته "سرحا" التابعة لناحية "السعن" نزحت عائلة "مناف" إلى ريف إدلب الجنوبي، ومن ثم إلى ريف إدلب الشمالي في "سرمدا"، وهناك تفاقمت معاناة الطفل المصاب نظراً لعدم توفر شروط صحية لحالته، فاضطر الأطباء لبتر قدمه المصابة من فوق المشط، ولم تتوقف معاناة الطفل المبتور على فقدان قدمه، بل أصيب بعد البتر بفطور في لسانه لم يُعرف سببها، كما يقول محدثنا.
وأصبح من الصعب عليه النطق والكلام، كما فقد الإحساس بجسده نهائياً وبخاصة في يديه وقدميه، ولم يعد قادراً على الشعور بالحرارة أو البرودة أو النار.


ويعزو الأطباء هذه الحالة إلى عدم تشكل الألياف العصبية للجسم "الثفني" في الدماغ، ما يسبب انقطاعاً في نقل الإشارات بين نصفي الدماغ، وبالتالي عدم تفسير إشارات الألم والاستجابة لها بالشكل الطبيعي.
وروى "الصالح" أن الطفل يتعرض باستمرار لارتفاع حراري في جسمه دون تعرّق وأدت الإصابة -حسب محدثنا- إلى إصابته أيضاً بحروق في يديه قال الأطباء إنها صعبة الشفاء، ما جعله يعاني من استخدام كرسيه المتحرك ذي العجلات الذي يتنقل به.
وكشف محدثنا أن الطفل "مناف" يتمتع بذكاء فطري وقدرة على التعلم واستخدام الجوال وتمييز أرقامه، رغم أنه لم يتلقَّ أي تعليم بسبب وضعه الصحي وعدم وجود تعليم أو مدارس في مخيم النزوح الذي يقطنه، ويتمنى أن يتم مساعدته في تركيب طرف صناعي ليتسنى له دخول المدرسة كبقية أقرانه.
وتقول تقارير حقوقية دولية إن قرابة ثمانية ملايين طفل سوري تأثروا بسبب الحرب، سواء من نزحوا داخل البلاد أم من أصبحوا لاجئين في الدول المجاورة، فيما أشارت تقارير صادرة عن منظمة "يونيسف" التابعة للأمم المتحدة إلى أن ما بين أربعة وثمانية ملايين طفل، أي أكثر من 80% من الأطفال في سوريا، تأثروا بنتائج الحرب التي يقودها النظام على شعبه.
وأكدت المنظمة المعنية بالطفولة أن حوالي مليوني طفل سوري لاجئ بحاجة إلى دعم وعلاج نفسي.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية