أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بين الرياضة والسياسة وبعض الصحافة.."الحياة" تلغي مونديال قطر من الروزنامة

عنوان لصحيفة الحياة

انتهى الكرنفال الكروي العالمي، وما انتهت مفاعيله لدى الجمهور، انتهى انتظار الأهداف، وبدأ حصاد صداها، من متربص لانحياز حكم هنا، وتدخل حظ هناك، ومن هازئ بأصول لاعبين هنا، ومعلق على رقصة رئيسة هناك.

بدأنا من زاوية "الرياضة لا علاقة لها بالسياسة"، وانتهينا إلى رمي النجاحات والإخفاقات، بعيدا عن أقدام اللاعبين، وعن كرتهم التي سرقتنا حتى من أقرب قضايانا وأوجعها، خلال أيام لم يهل فيها سوى هلال المونديال.

سبق المونديال دعوات للمقاطعة، بحكم كون الدولة المنظمة، تحتل بلدا عربيا، وتقتل اطفاله ومدنييه، قصفا بالطيران، ومؤازرة لمدفعية طاغيته وسجونه التي تفتك بالأبرياء تعذيبا، لكنها دعوات لم تجد لها من صدى، إلا الشماتة بهزيمة الفريق الروسي، وكفانا شر القتال، فما من راغب بخسارة كرنفال لا يأتي إلا مرة كل سنوات أربع، كرنفال يجمع شغوفي الكرة، ومحبيها، مثلما يستقطب من يجهلون أسرارها وكواليسها، كأنما هي رغبة اجتماع مفقود، رغبة توحد مأمول، فضاء إنساني، محوره "كرة"، لا لغة لها، ولا ملامح، ولا حدود، ولا جوازات سفر..

انتهت مباريات المونديال، وانتهى دور روسيا في احتضانه وتقديمه "بأبهى صورة"، فليست المباريات وحدها ما تحكم هذا الكرنفال العالمي، ومن هنا تبذل الجهود، وتضخ الأموال، وتمارس الضغوط، في سبيل الحصول على فرصة إقامته، ومن هنا كان تقليد إقامته كل مرة في بلد مختلف، لإضفاء مسحة العالمية، والإنسانية، على "الكرة" العابرة للجنسيات، والولاءات، وعند انتهاء مونديال روسيا، سيكون موعد شغوفي الكرة التالي هو "قطر".. هذا اذا عدنا إلى الروزنامة الرسمية لاتحاد كرة القدم الدولي.. لكن للبعض رأيا آخر.

فصحيفة "الحياة" السعودية، لم تستطع أن ترى المونديال من زاوية "فصل الرياضة عن السياسة"، كما لم تستطع أن تقرأه من باب "موضوعية الصحافة ومهنيتها"، بل لعلها اقتنصت فرصة الرياضة، لإبراز السياسي الكامن في اجندتها أو بوصلتها هي، ففي تعليقها المثير على اختتامه، بدأت من كونه تجاوز "التهديدات الإرهابية".!!، لتصل إلى التأكيد على أن العالم يتطلع إلى مونديال 2026..!!، أي المونديال بعد القادم، لتسقط عامدة متعمدة المونديال التالي 2022 المقرر إقامته في قطر، متهمة إياه بـ"الذي يشوبه كثير من تهم الفساد، ويبدو حتى الآن مرتبكاً أمام أنباء عن سحب التنظيم لمصلحة بريطانيا" بحسب الجريدة، التي أكدت أن الشغوفين بكرة القدم سيتجاوزنه "متطلعين" إلى "مونديال 2026".

ويبدو أن "الحياة" السياسية وليست الصحفية، "تتطلع" إلى إلغاء مونديال قطر احترازيا، وتبرر مسبقا مقاطعتها القادمة له، طالما أن لديها من مبررات المقاطعة، ما لم يكن متوفرا في مونديال روسيا، الذي "أبهج زواره" كما قالت، بـ"قضاء أوقات ممتعة" في المدن الروسية.

زمان الوصل
(236)    هل أعجبتك المقالة (241)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي