أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أنقذوا كأس العالم من التعفيش*

مشجعة روسية بعد الخسارة - جيتي

(نعيما روسيا) و(شكرا كرواتيا)، مصطلحان يلخصان ردود أفعال الكثير من السوريين المكلومين عقب خسارة الروس لموقعة "سوتشي"، أمام الفريق الأنيق الذي قدم مباراة تليق بالكبار، فأخرج "منتخب الدم الروسي" كما يصفه سوريون، وقطع الطريق على متاجرة المافيا المتحكمة بـ"الإنجازات الرياضية للقيادة الحكيمة"، كما لو أن "أنطون تشيخوف" يردد على مسامعهم "لن تصبح قديساً على حساب خطايا الآخرين"..!

نعم.. الكثير من السوريين شكروا المنتخب الكرواتي لأنه أنقذ كأس العالم من "التعفيش"، وقطع سلاسل التحيات العسكرية المتبادلة بين الكتيبة الحمراء وقائدها تضامنا مع جيش (الموت الأحمر) في محافل الرياضة، ومنع استغلال النجاح "الرياضي" لـ"أبو علي بوتين" لتعميق الإيغال والتوغل في دماء أهالي درعا وأخواتها..!

ليست الشماتة من شيم أهل سوريا الطيبين، لكن حديث الروح الرياضية يتلاشى أمام عشرات آلاف الأرواح التي أرسلها جنود "حميميم" إلى بارئها، وتحت ضغط الدم المسفوح بقذائف "سوخوي" وأخواتها ينفلت عقال أخلاق حذفت من قاموس مافيا الروس، لينطبق عليهم -ربما- قول آخر لـ"تشيخوف" المبدع "الحب والصداقة والاحترام لا توحد الناس مثلما تفعل كراهية شيء ما"، وصانع الكراهية معروف من "موسكو" إلى "سوتشي" وصولا إلى درعا..!

لم نرَ نتيجة الأمس في الفرح الكرواتي العامر وحزن الجماهير الروسية وحسب، فارتسمت (النتيجة) على وجه "ميدفيديف"، وهو يزدرد بقايا ريق جفت منابعه أثناء مراقبته الاحتفال العفوي الحقيقي لرئيسة كرواتيا "كوليدندا جرابار كيتاروفيتش" في مباراة أخرى على المنصة.

وعلى المستطيل الأخضر نجح الدب الروسي في إعادة سيناريو لقائه السابق مع "الماتادور" الإسباني من قتل للعب والوقت، مع فارق ارتفاع مستوى الأداء القتالي للدفاع الروسي، وحقق الحمر هدفهم الدائم في إيصال المباراة إلى نقطة الجزاء التي تذوب فيها كل الفوارق الفنية والمهارية، بين نجوم مثل "لوكا مودريتش" وزميله "إيفان راكيتيتش" وزملائهما "الناريون" من جهة، ولاعبين كل همهم تشتيت الكرة كيفما اتفق من جهة ثانية..!

كرويا وقياسا للمستوى الفني، يعتقد كثيرون أن "الدب الروسي" القابع في المركز (70) من تصنيف "الفيفا" لم يكن لينال شرف المشاركة أصلا لولا تنظيمه المونديال، كما يميل آخرون للاعتقاد بأن الدور الروسي كان يجب أن ينتهي في الدور الأول لولا حظه بمواجهة فريقين عربيين ضعيفين كانا جسرا لعبور "الأحمر" لأول مرة في تاريخه إلى الدور الثاني، لكن الحظ انتصر هذه المرة لدعوات المنكوبين فخذلت ضربات الجزاء من استمات للوصل إليها..! 

بالنتيجة خرجت روسيا مع بوتينها وملابسات لعبها وتلاعبها ومنشطاتها، وبقيت لكأس العالم متعته بوصول من يستحق وصراع بين التاريخ العريق للإنكليز والفرنسيين واجتهاد الجياد الأصيلة في بلجيكا وكرواتيا التي أعتقد بأنها تستحق البطولة لأنها أنقذت كأس العالم من تعفيش أقربائهم الروس..!

*جودت حسون - زمان الوصل
(203)    هل أعجبتك المقالة (202)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي