أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بين رأسين.. ابن رشد ومروان فيلايني

هدف فيلايني في مرمى اليابان - جيتي

لم يخرج العرب من مونديال روسيا 2018 بعد، وإذا كانت المؤرخة المستشرقة الألمانية "زغريد هونكه" قد كتبت عن "شمس العرب" التي "تسطع على الغرب"، مستعرضة تأثير الحضارة العربية في كل مجالات الفلسفة والعلوم والطب والرياضيات وغيرها على الحضارة الأوروبية، فإن ما يفعله لاعبون (مستغربون) في الفرق الأوروبية من أصول عربية نسخة رياضية من "شمس العرب تسطع على الغرب" إذا جاز التعبير.

قد يكون مستهجنا أن نقارن ونقارب بين الفكر المتكدس في رأس "محمد بن رشد" ورأسيات اللاعب البلجيكي "مروان فيلايني"، أو بين مَواطن الحكمة والطب لدى "علي بن سينا" وفلسفة "زين الدين زيدان" الكروية سواء حين كان لاعبا أو بعد أن حطم الأرقام القياسية خلال مسيرة تدريبية قصيرة مع ريال مدريد، لكن لا بد من الاعتراف بأن كرة القدم صارت اللعب الذي تحول إلى جد الجد، فمنها وخلالها وعليها وفيها وعنها وإليها يجري تبادل الكثير من الرسائل الرياضية وغير الرياضية، شاء من شاء وأبى من أبى.

يصول ويجول لاعبون من أصول مغربية، تونسية، جزائرية ومصرية، وربما من جنسيات عربية أخرى، مع زملاء لهم في الفرق الأوروبية على أرض الميدان، وكثيرا ما تكون لهم الركلة الحاسمة أو (النطحة الفصل) في تحقيق الفوز بدءا من الجزائري "زيدان" (اسم الدلع زيزو) الذي قاد بصلعته الذهبية منتخب فرنسا إلى التتويج لأول مرة في تاريخها بكأس العالم 1998، وليس انتهاء بالمغربيين "مروان فيلايني" الذي منح برأسه أيضا هدف التعادل للمنتخب البلجيكي فور نزوله إلى الملعب في الربع الساعة الأخيرة من مباراة أمس، وزميله "ناصر الشاذلي" الذي أثبت أن الفرق العربية ليست وحدها ضحية الوقت القاتل فقط، فحسم تأهل منتخب بلجيكا "الشياطين الحمر" واضعا حدا لمغامرة منتخب "الساموراي" الياباني بعد أن قاده لعبه النظيف إلى الدور الثاني.

خروج المنتخبات العربية لم يحرم جماهيرها المتعة وهم يتابعون لاعبين عربا مازالوا في ملاعب كأس العالم، وإذا ما كُتب لمنتخبي "الشياطين الحمر" والديوك الفرنسية" أن يلتقيا في دور من الأدوار النهائية، وهما مؤهلان لذلك، عندها قد نشهد أكبر نسبة تواجد عربي في الملعب مع وجود أبناء المغرب "الشاذلي" و"فيلايني" في الفريق البلجيكي، وكذلك كل من "نبيل فقير" و"وسام بن يدر" في منتخب الديوك، وربما غيرهم ممن لم تسعفني الذاكرة أو المعرفة بذكر أسمائهم.

قد يتحول اللعب إلى جد، نعم، لكن التوازن في تقدير المواقف مطلوب، فمنطقيا قد لا يتقبل البعض فكرة المقارنة بين علماء تجاوزوا في عطاءاتهم مساحات الزمان والمكان، مع أشخاص معظم إنجازاتهم لا تتعدى مساحة ميدان الملعب، إلا أنها مجرد فكرة مطروحة للنقاش الهادئ مع عدم المبالغة على عادة بعض المعلقين الرياضيين العرب الذين يعتبرون تسجيل الهدف نصرا لا يقل في عظمته عن فتح الأندلس..!

*جودت حسون - زمان الوصل
(201)    هل أعجبتك المقالة (202)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي