المال يتكلم في الدور الثاني*

تكشف قائمة الفرق التي تأهلت إلى الدور الثاني من مونديال روسيا 2018 أن أغلى المنتخبات تصدرت مجموعاتها في الدور الأول، أي أكثر المنتخبات قيمة سوقية ومالية للاعبيها، وهنا لا علاقة للأموال التي تضخها الدول في شرايين كرة القدم، وإلا لربما كان للفرق العربية وخاصة الخليجية شأن في كأس العالم..!

المهم اليوم ومن دون منتخبات عربية ينطلق اليوم الدور الثاني من بطولة كأس العالم، ويواجه ديوك فرنسا راقصي التانغو رفاق "ميسي"، بينما يلاعب زملاء "رونالدو" أقرباءهم في بلاد الأورغواي التي تعج بالنجوم من الدفاع إلى الهجوم.

الفريق الفرنسي الذي تصدر مجموعته، جاء في صدارة القيمة المالية للمنتخبات المشاركة بمبلغ تجاوز مليار يورو مع وجود نجوم من طينة بول "بوجبا"، "كيليان مبابي"، "أنطوان جريزمان"، و"عثمان ديمبلي" وغيرهم، حيث تشغل نسبة اللاعبين الفرنسيين المحترفين في الخارج 75%.

ولم يبتعد الفريق الأرجنتيني كثيرا، فجاء في المركز السابع بين المشاركين في المونديال، لاسيما وانه يملك أحد أغلى اللاعبين في العالم (ليونيل ميسي)، وترتفع نسبة المحترفين خارج البلاد في منتخب التانغو إلى 81%.

بينما جاء الفريق البرتغالي بقيادة كريستيانو رونالدو في المركز الثامن، لكن نسبة اللاعبين المحترفين في أندية خارجية ارتفعت إلى 87%، غير أن لاعبي خصمهم الأرغواي، التي جاء منتخبها عاشرا في القيمة المالية، تجاوزوا هذا الرقم فوصلت نسبة المحترفين في الخارج إلى أكثر من 90%.

الفريق الألماني الذي خرج من البطولة حل بالمركز الثالث، بينما اسبانيا حلت ثانيا والبرازيل خامسا وبلجيكا بالمركز الرابع، وإنكلترا في السادس، وكرواتيا في التاسع، وكولومبيا في المركز 13 والمكسيك 17.

مع العلم أن الغالبية الساحقة من لاعبي معظم الفرق المذكورة، وخاصة بلجيكا ومنتخبات أمريكا اللاتينية، محترفون خارج بلدانهم. 

ربما تحد لغة الأرقام من متعة القراءة في مقال صحفي، لكن أعتقد أن تلك الأرقام بالملايين، بل بالمليارات قدمت ومازالت تقدم متعة لعشاق الكرة وهم يراقبون مهارة وبراعة نجومهم المفضلين في المونديال بعد أن تحولت كرة القدم ونجومها إلى واحدة من أكثر الصناعات ربحا في العالم بالتزامن مع المؤانسة والإمتاع.