أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ترقبوا خروجا إيرانيا مذلا.. فؤاد حميرة*

أرشيف

ستخرج إيران من سوريا، وكل البوادر تشير إلى أن هذا الخروج سيكون الصفعة الأقوى التي يتلقاها حكم الملالي منذ قيام ما يسمى بالثورة الإسلامية الإيرانية والذي يؤسس بدوره إلى بداية اضمحلال حزب الله عسكريا وتقليص حجمه وإمكاناته ليصبح مجرد حزب سياسي، ولعل مصير حزب الله المتوقع هذا سيكون الصفعة الثانية الأقوى لحكم الملالي لما للحزب من مكانة ودور بارزين في تنفيذ السياسة الإيرانية على الصعيد الإقليمي.

لم تتوقف الضربات الإسرائيلية للمواقع الإيرانية وميليشياتها في سوريا منذ الضربة الثلاثية الأميركية –البريطانية –الفرنسية على قواعد للجيش السوري، ويتم ذلك برضى روسي وصمت سوري يدلان على عدم انزعاجهما من هذه الضربات، إن لم يكونا ضمنيا مؤيدين لها، فكلٌّ من موسكو ودمشق ترغب فعليا في التخلص من ربقة النفوذ الإيراني الذي بات يشكل تهديدا لديكتاتورية بشار الأسد وتؤثر سلبا على قدرته في اتخاذ القرارات وفرض أوامره على قطعاته العسكرية، كما أن خروج الميليشيات والقوات الإيرانية من البلاد سيفسح في المجال أمام النظام لإعادة ترميم علاقاته مع دول الخليج وفي طليعتها السعودية وقطر، الدولتان الأكثر تأثيرا في الحدث السوري والأكثر قدرة -ماليا- على تقديم الدعم للاقتصاد السوري الذي يعاني انهيارا مريعا منذ بدء انتفاضة الشعب السوري في العام 2011.

يبدو أن التفاهم الروسي –الإسرائيلي يسير في ذات المسار أيضا، فإسرائيل تريد من خلال تصعيد هجماتها على المواقع الإيرانية، التخفيف من الخطر الذي تمثله ميليشيات إيران وفي مقدمتها حزب الله على الأمن الإسرائيلي، وهذا ما ترغب به روسيا أيضا التي ترى أن الكعكة السورية غير قابلة للقسمة على عدد كبير من الطامعين يأتي في مقدمتهم الروس والأميركان والاتحاد الأوروبي وتركيا، أما إيران فالجميع يعارض استفادتها من تدخلها في سوريا، بل على العكس يبدو واضحا أن الجميع مصمم على معاقبة طهران على هذا التدخل.

ولكن يبقى السؤال الملح هنا ماثلا وهو: هل تستطيع روسيا إخراج إيران من سوريا فعلا؟
أي خلاف بين موسكو وطهران لن يكون في مصلحة الأخيرة، إذا تعاني إيران من حصار دولي وإقليمي خانقين وعلى كافة الأصعدة، وليس لإيران حليف حقيقي في هذا العالم غير روسيا بوتين، كما أن الخلاف حول مستقبل سوريا وما يريده كل طرف يدفع بالأمور إلى مزيد من الشقاق بين الطرفين، فروسيا تريد سوريا المستقبل دولة علمانية فيدرالية، فيما تصر إيران على دولة ذات عقيدة دينية فارسية إسلامية تؤكد حضور إيران في المنطقة. غير أن ذلك لا يعني أن روسيا قد تستغني نهائيا عن الدور الإيراني في سوريا، بل هي تسعى إلى تحجيمه وجعله في أضيق نطاقات ممكنة.

هل يوافق الأسد على خروج إيران؟
أعلن عدد من القادة الروس وفي أكثر من مناسبة أنهم لا يتمسكون بالرئيس الأسد في المرحلة المقبلة، وأن مصير الأسد غير ضروري بالنسبة إليهم، على عكس الإيرانيين الذين يجدون أن كل مصالحهم في سوريا والإقليم باتت مرتبطة ببقاء بشار الأسد، ما جعل الأسد يشعر بقلق اتجاه مواقف روسيا ونواياها وهو بلا شك يضع كل ثقته بالإسرائيليين الذين دفعوا الكثير لأجل بقائه.

هذا التعقيد في الموقف وضع النظام في حالة لا يحسد عليها، فالديكتاتور يعلم تماما أن حلفه مع روسيا هو الأقوى، ولا يمكن الاستغناء عنه عسكريا وسياسيا خاصة وأن موسكو أمّنت للنظام وجرائمه غطاء سياسيا على الصعيد الدولي، وتملك حق الفيتو الذي استخدمته مرارا لحماية عرش الأسد من الإدانة، فيما لا تملك إيران هذه المقدرات العسكرية والسياسية، يبدو أن حل هذه المعضلة سيكون بيد الروس، إذ من المتوقع أن يعطوا للأسد ضمانات ببقائه لمرحلة رئاسية جديدة إذا ساعدهم في إخراج الإيرانيين.

الدور الخليجي هنا فاعل ومؤثر، فالسعودية ترغب في عودة علاقاتها مع سوريا الأسد شرط إخراج إيران من الملف السوري، وهذا ما أعلنه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سليمان حين قال بأن الأسد باق، ولكن عليه ألا يكون دمية بيد الإيرانيين.

هذا التصريح جاء بناء على نصائح أميركية بهدف طمأنة الأسد إلى مستقبله ومستقبل بقائه في الحكم، لكن القرار الأقوى في هذا الأمر يعود إلى تل أبيب، والتي دون شك لن توقف غارتها على المواقع الإيرانية في البلاد حتى تذعن إيران وتقبل بالتفاوض على خروج يحفظ ماء الوجه ويعيد لإيران بعضا من خسائرها وهي ليست بقليلة.

*من كتاب "زمان الوصل"
(205)    هل أعجبتك المقالة (173)

ayman harb

2018-06-29

حلم ابليس بالجنة يا ح...... اردوغان.


حسان

2018-06-29

يا سيد حسان كلامك يليم تماما ولكن ..لن يتحقق هكذا اتحاد ولو بالاحلام بسبب بسيط للغاية ان كل مهرجين و مطبلين وغلمان إسرائيل والغرب لا يسمحوا بذلك من حوالي 60 سنة قالها احد الرؤساء اليهود س نأتي برؤساء للعرب من عندنا وهكذا كان من عبد الناصر وصدام والقذافي وحافظ من ابوهم واجدادهم كلهم يعود وانجس من البهود كل البلاء كان من عبد الناصر التأميم والاصلاح الزراعي رجع مصر الف سنة للوراء وابضا حط خافظ في سوريا وكان سبب هزيمة 1967 يوم الهجوم الإسرائيلي اقام حفلة الطبارين انتهت الخامسة صباحا زالطيران اولاد العم في السابعة حصد كل الطيران المصري بدون اي قلق وقبلها ورط الجيش بحرب البمن والمصايب الناصرية لاتنتهي والباقي معلوم للجميع.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي