أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

دواعش المونديال في الضاحية الجنوبية*

اعلام منتخبات كأس العالم في بيروت - جيتي

قد لا تعجب البعض فكرة (الدعشنة الرياضية)، وقد ظهر ذلك من خلال تعليقات على مقال سابق تذكرنا بـ"كل إناء بما فيه ينضح" أو (ينطح)، لكنها للأسف فكرة سبقت ميلاد التنظيم قبل انطلاق كأس العالم برعاية وإشراف نظام مافيوي ساهم بشكل أو بآخر في تنظيم "داعش" النسخة الأصلية بالتزامن مع تنظيم المونديال، فلا بد من الاعتراف بأن بذرة التطرف تنبت وتنمو تحت تأثير مياه الجهالة والطيش والعبث..!

ما أجبرني على إعادة فكرة "الدعشنة الرياضية" جريمة قتل دفع خلالها شاب لبناني يشجع البرازيل حياته ثمنا لتلك الدعشنة، بعد احتفاله بخروج بطل العالم الفريق الألماني، وهو يجر ذيول الخيبة أمس على يد فريق آسيوي متواضع (من جماعتنا) عقب هزيمته بهدفين قاتلين في الوقت الضائع.

أما الطرف الآخر والأكثر دعشنة من الضحية فتجسد بمشجعين اثنين للماكينات الألمانية أقدما على قتل ابن جلدتهما من أجل "شقفة جلدة" حسب وصف جدتي عندما كانت تعيرني لأني أضيع حاضري ومستقبلي بالركض وراء الكرة..!

الغريب في الأمر أن الجريمة حدثت في مجتمع يدعي محاربة "داعش" التطرف والإرهاب، لكن على ما يبدو فإن ثارات "البرازيل" استيقظت فجأة في ضاحية بيروت الجنوبية بعد أربع سنوات من الهزيمة المذلة للسامبا على أرضهم وبين جمهورهم –أقصد أرض وجمهور البرازيليين الأصليين- من ألمانيا بسباعية زلزلت الأرض تحت التاريخ الكروي لبلاد بيليه وزيكو وسقراط وفالكاو..!

غير أن لمريدي "المانشيفت" رأيا آخر، "فهيهات منا الذلة" لينتصر سيف الوقت الضائع على دماء الشاب اللبناني بعد خروج الألمان من الدور الأول لبطولة كأس العالم ولأول مرة منذ 80 عاما!!

الحادثة تعيد إلى الذاكرة سيناريو يتكرر كثيرا في قصص الروح الرياضية العربية التي تقول إحداها إن بعض الأشقاء العراقيين كانوا يتحلّقون حول ملعب يجمع فريقين تابعين لتشكيلات الجيش البريطاني المحتل، وبعد نهاية المباراة يتبادل أعضاء الفريقين الإنكليز السلام والمصافحة والمسامحة، بينما يتبادل جمهور الفريقين من الأشقاء الشتائم بالكلمات واللكمات..!

قصة قد يكون المحامي اللبناني "نبيل الحلبي" خير من لخصها بأسلوب مشابه عندما قال في حادثة الضاحية ""مقتل لبناني كان يحتفل بفوز البرازيل على يد لبناني آخر من مشجِّعي المنتخب الألماني طعناً بالسكين في محمية ضاحية بيروت الجنوبية، لا السفارة البرازيلية عندها خبر ولا سفارة ألمانيا عندها خبر ولا حتى القنصلية الفخرية للجمهورية اللبنانية بالضاحية معها خبر"..!

*جودت حسون - زمان الوصل
(195)    هل أعجبتك المقالة (194)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي