أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أن تأتي متأخرا بطنجرة الكبسة..!*

من مباراة السعودية ومصر - جيتي

"أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبدا" مثل عربي طالما أعجبت به الفرق العربية وتأبطه إعلامها في الأعراس الكروية العالمية والإقليمية تبريرا لحالة العقم والإخصاء المزمن الملازم، للاعبيها في معظم تلك الأعراس، وفي أحسن الأحوال قد يُظهرون فحولة متأخرة في غير مكانها وزمانها بعد أن يقع الفأس بالرأس..! 

بالأمس تألق العرب على بعضهم في مباراة أهلية بمحلية بلا طعم ولا رائحة ولا لون، ومارسوا هوايتهم قبل وأثناء وبعد المباراة بالنكايات والمناكفات متناسين أن "الجنازة حامية والميت....".بعد خروج منتخبي مصر والسعودية من المولد بلا حمص...!

وبالمجموعة نفسها كشّر زملاء "سواريز" عن أنيابهم في أول اختبار حقيقي للأورغواي وللمنتخب الأحمر مستضيف المونديال الذي رجع إلى حجمه الطبيعي بين الصغار.

فضّ الفريق السماوي عذرية شباك الروس التي لم تتلقَّ هدفا ملعوبا في مباراتين سابقتين مع الفريقين الشقيقين، وإنما جاء هدف مصري وحيد من ركلة جزاء، حصل عليها بمساعدة تقنية الفيديو.

مباراة الفريقين الشقيقين حفلت أيضا بركلات الجزاء، فتصدى لأولها الحارس عصام الحضري (45 عاما) الذي دخل التاريخ من بوابة اللقاء كأكبر لاعب يشارك في كأس العالم، وفشل في الثانية التي سجل منها السعوديون أول أهدافهم في المونديال في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول، ليستمر التعادل طوال دقائق اللقاء قبل أن يخطف الأخضر هدفا في الوقت الضائع أيضا من المباراة، وليحقق فوزه الأول في المونديال منذ مونديال أمريكا 1994.

ولأن للسياسة عرسا في كل قرص رياضي وخاصة عند العرب، جرت مباريات أخرى خارج المستطيل الأخضر، فرفع مصريون على المدرجات لافتة تقول إن "تيران وصنافر" جزر مصرية، بينما استعان مطبخ التحرير في صحيفة "عكاظ" السعودية بطنجرة الكبسة بالمانشيت الرئيسي وكتبت "كبسناهم" في توصيف للفوز السعودي على مصر، قبل أن تحذف العنوان وتعدله بعد أن زالت النشوة ووصلت صحوة انتصار الوقت الضائع..!

"عكاظ"، الاسم المستوحى من مباريات أمهات وآباء القصائد والمعلقات، تجاهلت حكمة "زهير بن أبي سلمى" عندما قال "لسان الفتى نصف ونصف فؤاده.....فلم يبقَ إلا صورة اللحم والدم"، لتستحضر صراع الصحون والطناجر في مباراة أم عمر بن كلثوم مع أم عمرو بن هند "ألا هبي بصحنك فأصبحينا....ولا تبقي خمور الأندرينا"..!!

في مباراة أخرى واصل الفريق المغربي تألقه وزاد في حسرة العرب على منتخب كان يستحق أن يذهب بعيدا بالفعل في بطولة حاصر فيها أبطال أوروبا طوال 95 دقيقة لعب، وكاد أن يفوز على بطل العالم 2010 الذي يجمع ألمع نجوم العالم فتقدم مرتين بأهداف دون منّة من تقنية الفيديو وضربات جزائه، قبل أن تساعد تلك التقنية الاسبان في احتساب هدف التعادل في نهاية الوقت بدل الضائع أيضا..!

الفيديو نفسه لم ينتصر لـ"أسود الأطلس" في مباراتهم السابقة مع البرتغال، لأن الحكم الأمريكي أساسا لم يستعن به للتأكد من ركلة جزاء طالب بها اللاعبون والجهاز الإداري لمنتخب المغرب، لينطبق عليه المثل أيضا "أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبدا"..!

*جودت حسون - زمان الوصل
(182)    هل أعجبتك المقالة (177)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي