أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

فريق داعش في المونديال*

مشجعة أرجنتينية - جيتي

تطل ذهنية داعش الرياضي من على مدرجات المشجعين وأمام شاشات التلفزة، ويتوسع انتشارها في مجاري وأنابيب وسائل الإعلام والسوشال ميديا، فنرى العصبية والتعصب والتطرف يتلبّس شعوبا وقبائل تتنافس بين الدون المدريدي "كريستيانو رونالدو"، والبرغوث البرشلوني "ليونيل ميسي" لدرجة أن الكثير من مؤيدي "برشلونة" يشجعون الأرجنتين لمجرد وجود البرغوث، متناسين لدغات "هيغوايين" الريالية والجوفنتيسية، ولسعات "دي ماريا" الريالية أيضا والباريسية في مرمى فريقهم المعبود "البلوغرانا"، وهما من أعمدة التانغو مثلا.

على الجانب الآخر نرى مشجعين لريال مدريد يقفون إلى جانب منتخب البرتغال لأنه تحت قيادة الدون فقط، علما أن فريقي النجمين يعانيان كما ظهر أداؤهما في أول مباراتين، فلم ينفع الأرجنتين برغوثها وهي تُلدغ من جحرها ثلاث مرات أمام كرواتيا، لا بل كان سببا في نسج آمال وهمية لعشاق التانغو، خاصة عندما أضاع فرصة الفوز بالنقاط الثلاث عقب إهداره ركلة جزاء في مباراة "آيسلندا".

كما بدت البرتغال أنها فريق "البطل المخلص" المتجسد بوجود ابنها المدلل "كريستيانو" الذي حالفه الحظ بافتتاح المونديال بأول ركلة جزاء وأول ثلاثية في مرمى الجيران الاسبان، وأكمل مستثمرا خطأ دفاع المغرب في مباراته الثانية ليسجل هدفه الرابع في المونديال والوحيد في المباراة، والذي كان كافيا لانتزاع النقاط الثلاث بانتظار موقعة إيران اليوم التي لن تكون سهلة على برازيل أوروبا كما يبدو..!

الذهنية الداعشية في التعصب لهذا الفريق أو اللاعب أو ذاك لم تهدأ، فلازالت المقارنات تُعقد وتجري المراهنات ويخوض المريدون مباريات خارج الميدان الأخضر بين تاريخ وجغرافية كل من ميسي ورونالدو، وصلت إلى حد تأليف القصص عن مواقف لكل منهما تجاه قضايا العرب المصيرية، وخاصة "ميسي"، حيث أعلن أكثر من مسؤول صهيوني شماتته بخسارة البرغوث ورفاقه لأنهم رضخوا "لتهديدات المتطرفين" وألغوا مباراة ودية مع منتخب "إسرائيل" قبل خوض غمار المونديال.

وتغنى بعض الإعلام العربي بموقعة "ميسي"، حتى كاد أن يسوّقها نصرا يستحضر ذكرى معركة "حطين" و"عين جالوت"، أو "اليرموك"، و"القادسية"، أمر قابله أبناء قبيلة الريال بصور البرغوث وهو يعتمر قلنسوة أبناء العم ويهدر دموعه باكيا على حائط المبكى، مدججين بمواقف فتاهم المدلل كريستيانو تجاه اللاجئين السوريين ومساهماته والتي كان بينها أن رافق الطفل الذي ارتكبت الصحفية المجرية "بترا لازلو" (فاول) بحق والده عندما عرقلت مسيرة لجوئه قبل أن يصل اسبانيا ويحقق طفله حلم التقاط صورة مع نجمه المفضل، وتتلقى الصحفية بطاقة حمراء من عملها.

مظاهر التعصب والتطرف ليست جديدة في كرة القدم، فداعش الرياضي سبق بعقود من الزمن داعش السياسي الديني المعد في ملاعب المخابرات العابرة للقارات.

هامش: على هامش التطرف دعونا نهدي جمهور المتطرفين من كل الأطراف سيناريو متخيلا عن مشاركة فريقهم المفضل منتخب "داعش" لينتقل من مدرجات المشجعين إلى المستطيل الأخضر.

باللباس الأسود الكامل والقمصان ذات الأكمام الطويلة والشورت على شكل "بنتكور" يغطي الركبتين يدخل أعضاء الفريق ولحاهم تتدلى تحت وجوه صارمة جدية جدا، ستكون نقطة قوة الفريق بجناحه اليمين لأن اليسار والوسط ممنوع في عالم الدواعش، حتى أن ركل الكرة مسموح بالقدم اليمنى فقط، أما الضرب بالرأس فهو مكروه ويشترط لنطح الكرة أن تكون فروة الرأس معرضة لغزوة القمل، فلعل الكرة تصيب الهدف وتصدم عددا من القملات التي تلعب دور "دراكولا" وتمتص الدماء من رؤوس مجاهدي الملاعب!

أما عن خطة الفريق فهي تتلخص بثلاث نقاط الهجوم ثم الهجوم ثم الهجوم، فالدفاع ممنوع والهجمة المرتدة تُقتل شرعا..!

*جودت حسون - زمان الوصل
(174)    هل أعجبتك المقالة (183)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي