أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تقرير مصور... مايا" تعوض قدميها المبتورتين وتنتعل علبتي بلاستيك

شاهد الصور والفيديو أدناه (تصوير أحمد الأحمد)- زمان الوصل

شغلت صور لطفلة في أحد مخيمات اللجوء بريف إدلب، وهي تنتعل علباً بلاستيكية ومعدنية، وسائل التواصل الاجتماعي، وحظيت بتعاطف الكثير من مرتاديها، فدشّن مغردون على "تويتر" هاشتاغ بعنوان "#مايا_محمد_المرعي"، دعوا من خلاله إلى جمع تبرعات لمساعدة الطفلة ذات الثمانية أعوام في تأمين كلفة تركيب أطراف صناعية طبية.

وأعرب المغردون عن حزنهم وتأثرهم لحال الصغيرة، لافتين إلى أن وضعها يلخص مأساة آلاف السوريين الذين دمرتهم الحرب، وكانت الطفلة "مايا المرعي" قد ولدت مشوهة القدمين إثر مرض نادر أصيبت به.


ونزحت مع والديها وإخوتها الخمسة من قريتها الواقعة في ريف حلب الجنوبي إلى مخيم "القنيطرات" بريف إدلب الشمالي هرباً من الموت.

وروى والد الطفلة "محمد علي مرعي" أيضاً لـ"زمان الوصل" أن طفلته ولدت مثله بلا قدمين بتشوه خلقي وأراد أن لا تتكرر معاناته مع طفلته، فأجرى لها عملية بتر للأطراف المشوهة في بلدة "عقيربات" بريف حماة منذ عام ونصف.

وانتظر -كما يقول- كي يتمكن من تركيب أطراف صناعية لها، لكنه لم يُوفق بسبب تكلفتها الباهظة وظروف الحرب، ونظراً لعدم تمكن طفلته من المشي قام -كما يقول- بتركيب أطراف معدنية صنعها بنفسها وغلّفها بالإسفنج والقماش ووضع أسفلهما علب "تونا" فارغة.

وتابع الأب المصاب أن "مايا" واجهت صعوبة مع الطرفين البدائيين بداية الأمر، ولكنها لم تلبث أن تأقلمت معهما وباتت تنتقل -كما يقول- من خيمة إلى خيمة بسهولة، حالها حال الكثير من الأطفال المبتورين.

وكشف محدثنا أن طفلته دأبت قبل النزوح على الذهاب إلى مدرسة قريتها التي تبعد حوالي 200 زحفاً على يديها وما تبقى من قدميها، لافتاً إلى أنها حصلت على درجة الامتياز في صفها قبل أن تضطر للانقطاع عن الدراسة بسبب ظروف النزوح.

الناشط الإعلامي "أحمد الأحمد" الذي كان أول من نشر صور الطفلة روى لـ"زمان الوصل" أنه علم بحالة "مايا" من أحد الأطباء الذي أخبره عن طريق صديق مقيم في الداخل عن وجود طفلة مبتورة القدمين تعيش في أخد المخيمات، يريد أن يتكفل بعلاجها، وبعد التواصل مع الأصدقاء ومدراء المخيمات أخبروه بوجودها في مخيم "القنيطرات".

وأردف محدثنا أنه عند وصوله للمخيم المذكور وإلى عائلة الطفلة "مايا" أذهله مشهد الطفلة وهي تنتعل علبا بلاستيكية فارغة بدلاً من قدميها المبتورتين وتتنقل بهما بين الصخور والحجارة التي تملأ أرجاء المخيم.

وأضاف "الأحمد" أنه قام على الفور بتصوير الطفلة، ونشر الصور على حسابه الشخصي في "فيسبوك، وما إن مضت ساعات على نشرها حتى فوجىء بحجم التفاعل الكبير من قبل وكالات الأخبار والناشطين والمواقع وفاعلي الخير بالإضافة إلى المنظمات الإنسانية.


وكشف محدثنا أن عدداً من المتبرعين تواصلوا معه، مبدين استعدادهم لمساعدة الطفلة وجمع المال لها لتركيب أطراف صناعية لها ولوالدها الذي هو أيضاً حالته كحالة طفلته مايا مبتور القدمين يمشي على يديه، وسارعت المنظمات الكبرى للاستجابة بتقديم العون والمساعدة للعائلة لكفالتهم وعلاجهم، وكذلك الكثير من أهل الخير في دول عربية وأوروبية ومن أمريكا وجنوب أفريقيا. 


وعبّر محدثنا عن شكره لكل من تفاعل واستجاب واهتم بحالة الطفلة "مايا" التي تجسد الوضع السوري بأكمله، وهي -كما يقول- لفتة مهمة لتسليط الضوء من جديد على المعاناة والمآسي التي يعيشها السوريون، معرباً عن أمله بأن تكون حالة "مايا" حافزاً للاهتمام بحالات مثيلة من مصابي الحرب وغيرهم ممن لا يعلم أحد شيئاً عنهم.

وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن تعداد ذوي الاحتياجات الخاصة في سوريا، ارتفع بعد اندلاع الحرب ليبلغ نحو 10% من السكان، وكشفت منظمة اليونيسيف في مارس /آذار الماضي عن أن عدد السوريين المصابين بحالات بتر في أطرافهم بلغ قرابة 86 ألف شخص.

فارس الرفاعي - زمان الوصل - خاص
(212)    هل أعجبتك المقالة (200)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي