أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مونديال "كليلة ودمنة" 2-2

القط "أخيل"

لم يقتصر التدخل الحيواني على إطلاق الألقاب والأوصاف على المنتخبات المشاركة في كأس العالم، وإنما درجت عادة حشر الحيوانات في ميدان الرهانات على نتائج المباريات، فاليوم السبت دخل الأرنب "بوشيك" على خط التوقعات مجددا، غير أن توقعه لم يكن متوقعا، حيث لم يستطع اختيار الفائز من مباراة ألمانيا والسويد، مع أن توقعه السابق في هزيمة منتخبي "الصقور الخضراء" و"الفراعنة" أمام روسيا لم تكن بحاجة إلى الأرنب "بوشيك" ولا القط "أخيل" الذي غالبا ما يعتمدونه عرّافا في التوقعات لمواجهات مونديال روسيا، ولا يرجع سبب فوز الروس إلى علوّ كعبهم الواطئ الذي وضعهم في ذيل قائمة التصنيف الكروي العالمي بكل الأحوال، وإنما إلى "كعب أخيل" الذي يعاني منه المنتخبان العربيان اللذان سيتواجهان في مباراة يتوقع المراقبون أن تكون مفعمة بالشرف والروح الرياضية، حيث ليس من المجدي وصف الخسارة أو حتى الفوز أو التعادل بـ"النتيجة المشرفة"، ولا داعي لإرهاق أعصاب "أخيل" أو صديقه "بوشيك" بتوقع نتيجتها لأن كل النتائج والطرق تؤدي إلى مطاري القاهرة والرياض..!

"أخيل" الذي اختار حاوية طعام غُرس فيها العلم الروسي أيضا قبل مباراته الافتتاحية مع السعودية، يحمل خبرا سارا لـ"نسور قرطاج" بعد أن اختار تونس للفوز على بلجيكا اليوم، وحال الجماهير العربية والتونسية تقول (فليأتِ الفوز حتى لو كان من بين شوارب أخيل)، وقد يتمادى بعضهم ويتمنون الفوز على مبدأ "فلتحبلْ من قط"، المهم أن يولد هدف شرعي في مرمى الخصوم في ظل عقم عربي مزمن أمام الشباك، وعلوٍّ لـ"كعب أخيل" في خطوط الدفاعات العربية..!

البعض الآخر وصلت به الرغبة بالفوز -أي فوز- إلى أن يقبل بهدف غير شرعي، كما فعل "ماردونا" الذي سجل بيده على انكلترا في المكسيك 1986، و"ما حدا أحسن من حدا". 

دخول الحيوانات للمراهنة لم تبدأ في روسيا التي راهنت المافيا الحاكمة فيها على جودة أسلحتها باستخدام السوريين فئران تجارب، وإنما سبق الأرنب "بوشيك" والقط "أخيل" كل من الأخطبوط "بول" في مونديال جنوب افريقيا 2010، والفيل "نللي" في مونديال البرازيل 2014.

وتقول السيرة الذاتية للقط "أخيل"، عراف كأس العلم في روسيا 2018، إنه يعيش ضمن أكبر متاحف العالم (أرمييتاج) في مدينة "بطرسبورغ" الروسية، وله فروع دولية أخرى له في العاصمتين الهولندية "أمستردام" والبريطانية " لندن"، ومدينتي "لاس فيغاس" الأمريكية، ومدينة "فيرارا" الإيطالية.

هامش: "أخيل" أو "أخيلوس" أحد أبطال الأسطورة الإغريقية (اليونانية)، مهد الرياضة والتريّض حيث جبل "الأولمب" وجذور (الأولمبياد)، و"كعب أخيل" مطلح يطلق على نقطة الضعف، إذ كان "أخيل" طفلا، تنبأ العرافون له بأنه سوف يموت في معركة، ومن أجل منع موته غطسته أمه "ثيتس" في نهر "ستيكس "الذي يعرف عنه بأنه يمنح القوة ويمنع الاختراق، لكن الأم غطست كل أنحاء جسد ابنها "أخيل" باستثناء "كعبه مكان قبضتها أثناء غسله في النهر، الأمر الذي منع وصول الماء السحري إلى كعبه، ليبقى نقطة ضعف الرجل القوي، فكانت السبب في موته بعد إصابته بسهم مسموم بالكعب في إحدى المعارك.

جودت حسون - زمان الوصل
(152)    هل أعجبتك المقالة (168)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي