أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

شمس العرب تغرب من موسكو*

اللاعب المغربي فيصل فجر بعد مباراة فريقه مع البرتغال - جيتي

لم تشارك المغرب في بطولة لكأس العالم إلا وتركت وراءها أثرا بالحسرة حينا، وبالظلم وخيبة الأمل أحيانا، وبالخيانة في أحيان أخرى، لتعيد إلى الذاكرة دائما قصة "عطيل" ذلك الضابط المغربي الذي تعرض لمؤامرة في إحدى روائع "وليم شكسبير"، والحديث هنا عن إخراج المغرب من الدور الأول في مونديال فرنسا 1998، بعد اكتساحها اسكوتلندا بثلاثية نظيفة وخسارتها من البرازيل بنفس النتيجة وتعادلها مع النرويج بهدفين لكل فريق، ولكن لا بد من "ولكن" في لغة العرب، فما يعتقد بأنه تواطؤ، منح النرويج فوزا غير مستحق على البرازيل ليتأهلا معا إلى الدور الثاني، وليشارك أبناء "هاملت" مع راقصي "السامبا" في المؤامرة ضد "عطيل" (هاملت كان ملك الدانمارك التي كانت تضم النرويج في القرون الوسطى)، ومن الكأس نفسه سقت ألمانيا والنمسا فريق الجزائر في اسبانيا 1982.

للأمانة..بالأمس كان "أسود الأطلس" على مستوى الحدث في لقاء البرتغال، أحكموا حصارهم على زملاء كريستيانو رونالدو، وكادوا أن يعيدوا سيناريو (المكسيك 1986) عندما هزموا "برازيل أوروبا" بثلاثة أهداف لهدف، فكانت جسرا لعبورهم الدور الثاني قبل أن يخسروا من ألمانيا بهدف الوقت القاتل الذي طالما تكرر مع العرب في هذا المونديال، لكن لا بد من "ولكن" في لغة العرب، ولا بد من رجل يجب أن يعرف من أين تُؤكل الهدف!

كاد الفريق المغربي بأدائه الجماعي، أن يخلصنا من نظرية "البطل المخلص" التي تلاحقنا كعرب من ميادين السياسة والثقافة إلى ملاعب الكرة، فلا بد من بطل مخلص نرمي فوقه كل أحمال القهر في تلك الميادين بحثا عن هدف يهز شباك مشاعرنا ويحرك مياه الهزيمة الآسنة في نفوسنا، ولو كان بتسوّل أو توسّل ركلة جزاء، ولكن لا بد من "ولكن" في لغة العرب..!

نعم ضربة جزاء، غضب المدرب الفرنسي والمعلق التونسي والمتفرج العربي من "ظلم" الحكم الأمريكي بتجاهله منحها للمغرب بعد أن حوّل المدافع البرتغالي منطقة الـ16 إلى حلبة مصارعة مع المهاجم المغربي، وسرعان ما أُدرج القرار تحت بند المؤامرة الأمريكية على أبناء "عطيل" بعد هزيمة الملف المغربي أمام الملف الأمريكي في استضافة كأس العالم 2026، التي عزاها جوزيف بلاتر الرئيس السابق للفيفا إلى "أسباب سياسية"..! 

أُسدل الستار، وحجز "أسود الأطلس" تذكرتهم في قطار العودة من دور المجموعات في المونديال، ليكملوا نكبة "صقور الأخضر" ونكسة "الفراعنة" أمام روسيا، بانتظار معجزة تخلص "نسور قرطاج" من براثن "هازارد" و"فلاييني" و"لوكوكو" في لقاء بلجيكا القادم، كي لا تسجل شمس العرب غيابا كامل الأوجاع عن عاصمة الصقيع..!

هامش: واصلت موسكو، التي "ستشرق منها الشمس"، مساهماتها بـ"المصالحة الوطنية" في كأس العالم، ولكن هذه المرة خارج حلبات تبويس اللحى والشوارب برعاية "حميميم"، إذ شهد استاد "سبارتاك" عملية "لم الشمل" بين خصمين في أزمة الخليج، حيت تشارك طاقم حكام بحريني قطري في إدارة مباراة السنغال وبولندا، وظهر التفاهم جليا بين رايات حكام التماس وصفارة حكم الساحة دون أي مناكفات أو نكايات تحفل بها ساحات السياسة والإعلام بين أولئك الخصوم..!

*جودت حسون - زمان الوصل
(165)    هل أعجبتك المقالة (165)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي