أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حماة السورية تنتصر لغزة في مهرجانها الثقافي

مفكرون وسياسيون وإعلاميون شاركوا في المهرجان

نظمت مديرية الثقافة في محافظة حماة السورية مهرجانا ثقافيا بعنوان " العزة لغزة " نصرة للشعب العربي في قطاع غزة.


شارك في المهرجان الذي استمر لمدة ثلاثة أيام متواصلة ي دار الأسد للثقافة والفنون سياسيون ومفكرون عرب وسوريون على رأسهم : المفكر العراقي فاضل الربيعي ،الأردني علي حتر ،اللبناني ميخائيل عوض والشيخ تامر حمزة مسؤول العلاقات الثقافية بحزب الله اللبناني، وفضل شرور أمين سر المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين , النائب اللبناني السابق ناصر قنديل وغيرهم.
المحور الرئيسي لجميع هذه الندوات كان بعنوان "غزة الصامدة والمشروع القومي العربي"، حيث تركز الحديث على صمود المقاومة في غزة وضرورة دعمها بكل ماتستطيعه الشعوب.


ورغم نبرة الخطاب العاطفي لمعظم المحاضرين ،إلا أن الندوات لم تخل من عمق التحليل ومقاربة الأمور بشكل منطقي كما بدا ذلك واضحا في محاضرة الباحث الأردني علي حتر عضو لجنة مقاومة التطبيع النقابية الذي تحدث عن معاهدات السلام مع الكيان الصهيوني ، مشيرا إلى بعض النقاط الخطيرة التي تتضمنها هذه الاتفاقيات بمايصب في مصلحة اسرائيل ، كضرورة تزويد اسرائيل بالمياه ولو على حساب الشعب الاردني .


وأوضح حتر أن الوعي ضروري جدا للشارع العربي وليس للمقاومة حتى نعود إلى الصراع مع العدو الحقيقي ، معتبرا أن دوره ودور جميع المثقفين هو نشر الوعي بلا خوف ومحاربة ثقافة الهزيمة وثقافة "الأقلمة"، لأنها تعزلنا عن معركتنا الأساسية ،ومهمتي أن أشرح للشارع خطورة المعاهدات وكيف أن أرصدة الجزيرة العربية التي هي ب "ترليونات" الدولارات تستخدمها أمريكا في حل مشاكلها المالية،في حين لايستطيع العرب أن يسحبوا منها إلا مبالغ محدودة .

 


وأضاف حتر أن المشاركة في المهرجان هامة جدا لإعلان موقف تضامن مع أهلنا في المنطقة المحتلة التي تتعرض لهجمة غير مسبوقة في سياق الصراع العربي الصهيوني ، المقاومة هي مشروع عربي قومي،ويجب ألا يتحول الصراع العربي الصهيوني إلى صراع غزة صهيوني أو مثلا صراع مستشفى الشفاء صهيوني !!


ودعا حتر لانتفاضة ثالثة وعدم التخلي عن أهل غزة وكأننا نشاهد فيلما سينمائيا، يجب أن لانحيد عن ثوابت الصراع إلا بالقوة وألا يكتفي الشارع العربي بالمظاهرات،فله دور فاعل وهو دعم الأهل من خلال الضغط على الحكام وإلغاء كافة معاهدات السلام.


وقدم الشاعر الفلسطيني إبراهيم محمد صالح الملقب بأبي عرب وفرقة الشهيد ناجي العلي أمسية شعرية فنية قدم خلالها مجموعة من القصائد والمواويل والأغاني الوطنية بمرافقة عدد من العازفين.
وقال أبو عرب جئت لأقدم أشعارا وأغني للصمود والنصر إن شاء الله، وأقول لغزة : "يا غزة للفداء مسرح ونادي ...وعشبك من دم الإبطال نادي... يا غزة اصرخي بصوتك ونادي ...وين اسلامنا وين العرب".


وحول ما يمكن أن يقدمه المثقف العربي للقضية الفلسطينية قال المفكر العراقي فاضل الربيعي رئيس تجمع الأدباء والكتاب العراقيين المناهضين للاحتلال: المثقفون العرب والمفكرون بوسعهم أن يدعموا صمود شعبنا في غزة من خلال التأكيد على الثوابت الوطنية والقومية وفضح تضليل وخداع الإعلام الإسرائيلي ،وهو جزء من نشاط يعم الكرة الأرضية تضامنا مع حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.


فاليوم يقف الجميع ليس للتضامن مع غزة بل لدعم حركة تحرر وطني عربية في بعدها العالمي لنصرة شعب وتخليصه من احتلال غاشم استمر ستون عاما ، هذه الحرب العدوانية تتكشف عن أهداف ذات طابع عنصري ،والمسألة لا علاقة لها بحماس أو إطلاق الصواريخ ، بل هي مشروع يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية .


وحول قدرة هذه المهرجانات على دعم المقاومة قال الدكتور نواف هايل التكروري مسؤول العمل الشعبي في حركة حماس : هذا المهرجان يؤكد عمق القضية الفلسطينية على أنها قضية عربية إسلامية إنسانية ،ويؤكد التلاحم بين سوريا وفلسطين ،وأن دمشق أقرب إلى غزة من بعض العواصم

المرتبطة بالمحور الأمريكي .


والشعب الفلسطيني ترتفع معنوياته برؤية هذا التضامن والتعاضد ، ويؤكد أن المقاومة ليست معزولة وأن الأمة الإسلامية لاتدع الصهاينة ينفرودوا بها ،ونفس الرجال هنا يحيي نفس الرجال هناك والرجال والنساء في فلسطين يشتد عودهم وترتفع عزيمتهم برؤية هذه النشاطات.


واعتبر الشاعر السوري فؤاد حيد رئيس جمعية شعراء الزجل في سوريا: أن الكلمة أمضى من حد السيف فهي تشحذ الهمم وتحرك المشاعر ومانراه يكاد يحبطنا ، لذا نحاول أن نقول الكلمة التي تقوي النفوس وتعطينا العزيمة على الصمود .


ونقول للمثقفين لا تيأسوا ،وأتمنى أن يظل الأديب وقادا لأنه الشعلة التي تضئ الطريق أمام الشعوب وتبدد الظلام ، وأقول للمقاومين دمكم مبارك ويطهر الأرض ولكم الفضل في حماية الأمة ، ونتمنى أن نقف معكم بأكثر من كلمة .


القاصة السورية مريم خيربك أشارت إلى أن المهرجان جمع بين القيادة السياسية والمثقفين والناس العاديين الذين أرادوا أن يعيشوا لحظات الهم مع غزة ، كما أن الزجل الشعبي يؤرخ للأدب الشعبي في فلسطين ، معتبرة أن المثقفين الذين وقفوا ضد حماس هم وقود المخططات الاستعمارية الصهيونية.


وفي اليوم الأخير قدمت فرقة مديرية الثقافة عرضا مسر حيا بعنوان"حكاية مدينة اسمها العزة" تناول مدينة غزة من خلال لوحات فنية تحدثت عن المدينة تاريخيا و وطنيا وديموغرافيا ، وتقديم بعض المشاهد التي لها علاقة بموقف بعض الأنظمة المتخاذلة بالنسبة للبوابة الأساسية ومعبر رفح ، إضافة إلى إسقاطات تاريخية وإبراز الحضارات التي مرت عليها ومحاولة جميع القوى السيطرة عليها كونها بوابة إلى آسيا وإفريقيا في شكل درامي تراجيدي وكوميديا سوداء.


كنعان البني أحد منسقي المهرجان والممثل الرئيسي في العرض قال : إن لغزة ميزة تاريخية تتمثل في أن كل المناطق والأراضي التي احتلت في المنطقة هاجر أهلها باستثناء أهل غزة لم التي يغادرها أي إنسان ، فأنت كمسرحي أو فنان في سياق الحدث يتملكك الخوف والقلق في تقديم أي شيء يتعلق بغزة ، ياترى ماذا سأقدم والقصف قائم ؟ فهي ليست قصيدة شعرية ورواية ،أنت تجسد مسرحية على الخشبة .

 

 


وأكمل البني يهدف المهرجان إلى تجسيد حالة اليأس السائدة في المجتمعات العربية التي فقدت الأمل ونحن نريد أن نحيي الأمل لديهم عبر المحللين والمفكرين ليقدموا للناس رؤية مغايرة لما تقدمه الفضائيات ،ونعطيهم شيئا من الحقيقة التي يعرفها المفكرون ولانعرفها نحن ، فكل مايدور حولنا مزعج ومقلق ومحزن ولذلك يجب أن لا نستسلم وأن نرى الضوء في نهاية النفق لأن ما يحاك للأمة خطير جدا .


تضامنا مع غزة : حماة تحيي مهرجان " العزة لغزة " الثقافي


 

همام كدر - عمر عبد اللطيف - زمان الوصل
(122)    هل أعجبتك المقالة (121)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي