أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

احتياطي العرب من الخسارات "المشرفة"*

الكاتب: خطوط الهجوم لدى معظم منتخبات العرب تشبه الجيوش العربية - جيتي

لا أعرف متى ستنتهي الفرق العربية من ملحمة "الخسارة المشرفة"، كمصطلح يعتبر من أكثر المصطلحات تمييعا وتبريرا في عالم كرة القدم.

تشبثوا بيت الشاعر المرحوم عمر أبو ريشة "شرف الوثبة أن ترضي العلا...غلب الواثب ام لم يغلب"، ونتفوا ريشه بعد كل "خسارة مشرفة".

من خلال تاريخي الكروي المتواضع ما رأيت وثبة عربية انتهت بنجاح، ففي روسيا 2018: مصر تخسر من الاورغواي بهدف بالدقيقة 90، والمغرب تُهزم من إيران بهدف الدقيقة 94، وفي مونديال البرازيل 2014، الجزائر تخسر من ألمانيا في الدقيقتين 92 و119 مقابل هدف بالدقيقة 107.

كما شهد مونديال المكسيك 1986 تسجيل ألمانيا هدفا في مرمى المغرب أيضا بالدقيقة 88.

العرب كشعب لديهم احتياطي من الشرف قد يفوق كامل احتياطيهم من نفط السعودية وغاز مصر وفوسفات المغرب، لكن مشكلة هذا الاحتياطي أيضا أنه في "أيدٍ أمينة"، بل وربما يستخدم بالمقلوب ضد مصلحة الشعوب العربية، لدرجة أن البعض يعتبر خساراتهم فوزا لثورات الربيع العربي!

أكاد أجزم أن كل فوز سيفرح الناس البسطاء سيعود وبالا على رؤوسهم كما البراميل المتفجرة، ولكن بالتقسيط المريع، بعد أن يُهدى الفوز إلى أصحاب الجلالة والفخامة والمعالي، لكن مازال البعض، وأنا منهم، يتشبث ببقايا روح رياضية خرجت لتوها من تحت الأنقاض، لنعيش لحظات الفرح مع كل فرصة تضيع على الخصوم أمام مرمى الفريق الشقيق، طبعا لم نندم على فرص ضاعت من مهاجميه، كون هجوم الفريق الشقيق بلغ من العقم ما يجعل حارس مرمى المنافس يتفرغ لشرب المتة مع الأركيلة معظم دقائق المباراة..!

فخطوط الهجوم لدى معظم منتخبات العرب تشبه الجيوش العربية التي غالبا ما تعتبر صمودها وعدم القضاء على أنظمتها انتصارا..!! 

المهم أن التشنج احتل تضاريس الجسد أثناء متابعة مباريات الإخوة العرب، وبلغ أشده في مباراتي مصر ضد الأورغواي، والمغرب ضد إيران، حيث تلقى مرميا الشقيقين هدفين في الوقت "القاتل"، بينما نتوجه بوافر الشكر للمنتخب السعودي الذي أراح أعصابنا منذ أول نصف ساعة عندما شرّع مرماه أمام فريق، ربما استمد القوة من هيبة وجود وبركة "أبو علي بوتين" على المنصة، أو بركات الأب "كيرلس" الذي طلب لأقدام رجال القيصر مدد..مدد..مدد...!

في حين نقلتنا مباراة أبناء شبه الجزيرة الإيبيرية (اسبانيا والبرتغال) إلى مونديال آخر، وأنستنا كل ما خلفته شعوب شبه الجزيرة العربية، مع تألق وانسجام وفن بث المتعة في أرواح عافت حالها رفقة العك الكروي طوال 3 مباريات سابقة.

مع كل لمسة كرة لأبناء "إيبيريا" حفلة جلد للذات العربية لما ضاع من وقت انتفخت به أوداجنا وقلوبنا عبثا.

مع كل تمريرة كنا نقفز فوق جغرافيا خطوط الطول والعرض، ونتجاوز التاريخ، رغم احتمال أن يحمل لنا علم الأعراق والأنساب صلة قربى مع دييغو كوستا، اندرياس اينيستا، سيرجيو راموس، وإيسكو وغيرهم، من أبناء "بلاد الأندلس"، وربما وصلت القربى إلى ما وصل إليه العرب في البرتغال حيث بلاد "كريستيانو بن رونالدو".

*جودت حسون - زمان الوصل
(159)    هل أعجبتك المقالة (159)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي