أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مواقع يمينية تكرس نظرة سلبية تجاه اللاجئين بخصوص حالات الاغتصاب في ألمانيا

أرشيف

أجرى موقع "دير شبيغل أون لاين" الألماني دراسة إحصائية تناولت النظرة السلبية التي تحاول بعض الموقع الألمانية تكريسها بحق اللاجئين فيما يتعلق بأرقام الحوادث الخاصة بالتحرش الجنسي المرتكبة من قبلهم كنوع من "البروباغندا الكاذبة" تجاههم وكان عدد من مواقع الإنترنت اليمينية قد ادعى أن ألمانيا تواجه وباءً مزعوماً من حالات الاغتصاب التي يرتكبها اللاجئون، ما أثار الذعر بشأن التدفق الأخير للأجانب وسلامة النساء في البلاد.

وروت كاتبة الدراسة "سفين دورينغ" قصة رجل مجهول هاجم طالبة جامعية تبلغ من العمر 21 عاماً من الصين قرب جامعة "بوخوم" في 6 أغسطس / آب 2016، وبحسب القصة التي نشرتها مواقع يمينية، فإن الرجل المهاجم خنق الفتاة بحبل واغتصبها.

وقالت المرأة إن مرتكب الجريمة تحدث بلكنة أجنبية، وبعد عملية مطاردة لمشتبه به من ذوي البشرة الآسيوية الداكنة "Südländer"، وهو مصطلح يستخدم عادة لوصف أولئك الذين يعيشون في بعض دول البحر الأبيض المتوسط. تم القبض عليه ليتضح أنه طالب لجوء من العراق وأن لا علاقة له بالاغتصاب.

ولفتت كاتبة التقرير إلى أن المتهم البريء كان يعيش مع زوجته وطفليه في مخيم للاجئين قرب مسرح الجريمة.

وحكمت عليه محكمة "روستوك" الألمانية في أول حكم بالسجن لمدة 11 سنة فيما بقي المغتصب الحقيقي طليقاً وقام باغتصاب فتاة صينية أخرى بعد ثلاثة أشهر من الحادثة الأولى. 

وفي 1 أيار/مايو 2016 في مدينة دوسلدورف: كان زوجان يمشيان على ضفة نهر "الراين"، عندما احتضن المعتدي الفتاة الشابة من الخلف فجأة وداعب جسدها. عندما تدخل صديقها تعرض للضرب من قبل عدة أشخاص. وُصف جميع المعتدين بأنهم "ذوي ملامح شبيهة بشعوب البحر المتوسط".

وشددت الكاتبة على أن هذه الشائعات التي لا أساس لها من الصحة تؤثر على صورة اللاجئين تجاه الألمان، مضيفة أن المواقع والصحف التي تروّج لها تلعب على "كليشهات قديمة" حول تهديد المغتصبين الأجانب وهذا ما دفع الكثير من الألمان في السنوات الماضية -حسب قولها- للمطالبة بمنع فتح مخيمات للاجئين في الجوار القريب، متذرعين بأن الشوارع لم تعد آمنة للنساء والأطفال غير المصحوبين بالرجال.

ولفتت الدراسة إلى ما حصل عشية العام الجديد في كولونيا في 31 كانون الأول ديسمبر/ 2015 والتي تعرضت خلالها مئات النساء للاعتداء الجنسي، واحتجزت الشرطة شباناً معظمهم من شمال أفريقيا، قيل إنهم مسؤولون عن الهجمات.

و"هذا الأمر وضع نهاية للشعور بالنشوة التي رافقت استقبال مئات الآلاف من اللاجئين في البلاد في وقت سابق من ذلك العام، وكرّس شعوراً بأن المهاجرين قد جلبوا معهم مشاكل إلى البلاد"، حسب المواقع اليمينية.

وأبانت دراسة "دير شبيغل" أن هذا النوع من القصص تعزز مواقف أولئك الذين طالما كانوا يعتقدون أن اللاجئين خطرون؛ وتساءلت الصحفية دورينغ عن حقيقة الادعاء بأن الحياة اليومية ازدادت خطورة على النساء اللواتي يعشن في ألمانيا نتيجة للأعداد المتزايدة من المهاجرين، وهل الحياة باتت أقل أماناً مما كانت عليه قبل ثلاث سنوات، وما هو عدد المرات التي ارتكب فيها لاجئون جرائم جنسية، وللإجابة على هذه الأسئلة، استعرضت الكاتبة إحصاءات الجريمة، وأجرت مقابلات مع مسؤولي الشرطة، كما استندت لرأي خبراء أكاديميين لكشف الخلفية وراء التقارير الإخبارية والنتيجة النهائية لأي إجراءات، وحللّت حوالي 450 تقريرا إخباريا عبر الإنترنت عن جرائم جنسية يُزعم أن طالبي اللجوء والمهاجرين قد ارتكبوها.

وخلال السنوات الماضية، أصدر مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية الألمانية (BKA)، تقرير حالة سنوي عن الجرائم في جميع أنحاء البلاد، مع تركيز خاص على الجريمة في أوساط المهاجرين، وسُجل ما يقرب من 47 ألفًا و401 تهمة جنائية تتعلق بجريمة اعتداء جنسي عام 2016، ارتكبها مواطنون ألمان وغير ألمان.

وأدين اللاجئون في 3404 جرائم اعتداء جنسي منها، وبحسب احصائية على شكل ""أنفوغراف" نشرها موقع "دير شبيغل" فإن 1،8 من جرائم الاغتصاب ارتكبها مهاجرون في عام 2012 وخفت النسبة في عام 2013 إلى 1،6 فيما ارتفعت عام 2014 إلى 2،6، وتضاعفت في عام 2015 إلى 4،6 لتصل إلى نسبة 9،1 عام 2016 مع العلم أن مصطلح "المهاجرين" استخدم في التقرير للتعبير عن الباحثين عن اللجوء، والذين سُمح لهم بالبقاء بشكل مؤقت على الرغم من عدم حصولهم على صفة اللجوء، والمهاجرين غير الشرعيين، واللاجئين الذين دخلوا ألمانيا بناءً على نظام الحصص، ولا يشتمل على المشتبه فيهم ممن قبلت طلبات لجوئهم، وخلصت كاتبة التقرير إلى القول إن القائمين على المواقع اليمينية يستغلون الخوف المتجذر تجاه كل ما هو أجنبي ليستخدموه في تفسير العالم بشكل تسطيحي يميل إليه الناس.

زمان الوصل
(108)    هل أعجبتك المقالة (102)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي