أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

صُنع في روسيا*

مشجعون روس - جيتي

أكثر ما أثار إعجابي في تغطية المباراة الافتتاحية بين روسيا والسعودية عنوان لأحد مقاطع الفيديو يقول فيه "روسيا تقصف مرمى السعودية بهدف ثالث" مع التذكير بأن النتيجة خمسة أهداف مقابل صفر.

مفردة القصف تليق بروسيا التي برعت، أكثر ما برعت، بصناعة الموت، بدءا من "كلاشينكوف"، وليس انتهاء بـ"سوخوي" التي دكت أكوام البشر خلال تجاربها البوتينية في سوريا.

وبالعودة إلى النتيجة الثقيلة، يبدو أن ابتهالات وصلوات وأدعية "أبوهم" بطريرك الأرثوذوكس في روسيا "كيرلس" لمنتخبهم جاءت بنتيجة باهرة من خلال تسجيل الروس أعلى فوز في مباريات افتتاح كأس العالم عندما "قصف" المرمى السعودي بأربعة صواريخ وقنبلة رأسية.

تضرعات "أبوهم" (كيرلس)، الذي سبق أن بارك القصف البوتيني للسوريين في حربه "المقدسة"، لم تكن لوحدها سببا في فوز منتخب "سوخوي" و"كلاشينكوف"، وإنما مهدت له خطة مدرب الفريق السعودي التي تعتبر فتحا في عالم كرة القدم، فجمهور الساحرة المستديرة الذي سمع ورأى واستمتع بخطة "الهجوم خير وسيلة للدفاع"، كان على موعد مع نظرية أخرى (بضم الهمزة) تجسدت على المستطيل الأخضر، حيث كان الدفاع السعودي خير وسيلة للهجوم الروسي، بالتعاون مع حارس مرمى الفريق الذي منح أهل الدار هيبة لم يستحقوها!!

غير أن الفتح الآخر كان خارج المستطيل الأخضر ومضماره ومدرجاته، وكان بطله أبوهم "كيرلس" الذي دعا الشعب الروسي كي يصلي لفوز المنتخب بكأس العالم 2018، ليزيد من أحمال الرياضة وأهلها عبء التدخل الديني، فضلا عن السياسي، وقد يكون سبقه في ذلك رئيس الوزراء العراقي السابق وبياع الكلاسين الأسبق "نوري المالكي" عندما وصف الفريق الشقيق (السعودية) بـ"منتخب "داعش" بعد مباراة جمعت الأخضر مع العراق (أسود الرافدين).

وعلى سيرة الشقيق فقد استعرضت وكالة "سبوتنيك" الروسية الشهيرة بحياديتها عن الحيادية، لقاءات قالت إنها مع سوريين يدرسون في روسيا نعتوا الفريق الروسي بـ"الفريق الشقيق"، معلنين القفز فوق حاجز العروبة وأسلافها من "قلب العروبة النابض" إلى أقاصي القطب البارد في روسيا و"سلافها"، وعلى فكرة "النابض" تعني باللهجة السورية الدارجة "الراصور"، وهو ما تسبب -ربما- بزيادة قوة الدفع عندما همّ هؤلاء بالقفز.

وأظهرت اللقاءات أن الغالبية الساحقة من أولئك الشبان "السوريين" يتابعون دراساتهم "العليا" في روسيا، وتلك قصة يعرفها معظم السوريين، حول هوية المبتعثين إلى روسيا، ومستوى أدائهم، سواء في "روسيا وأخواتها"، أو بعد العودة رفقة "روسية" (امرأة وليست بندقية)، لدرجة تأليف الحكايات والقصص والنكات على فشل معظم أولئك المبتعثين وبمختف الاختصاصات.

وضمن هذا السياق نسوق نكتة الطبيب الذي "تخرج" من إحدى الجامعات الروسية المشهود لها بالفساد والرشى وبيع الشهادات حسب الطلب، تقول النكتة إن الطبيب استقبل مريضا بداء البواسير، ولمعاينة المرض استحضر دفترا يشبه دفاتر "السمّان" المهترئة، فنفّذ خطوات المعاينة بدءا من الكشف عن مكان الإصابة وصولا إلى تنظيف ذلك المكان بحلاقة الشعر المتحلق حوله، وحين انتقل إلى الصفحة التالية بعد انتهاء الصفحة السابقة لم يجد أي شيء مكتوبا، ليربّت على ردف المريض ويقول له "خالصين..نعيما"، كما يردد الحلاقون لزبائنهم..!

*جودت حسون - زمان الوصل
(177)    هل أعجبتك المقالة (178)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي